رأى الكاتب الإسرائيلي، مئير شتريت، وهو وزير سابق، أن مبادرة السلام العربية لعام 2002 تبقى الحل الوحيد للسلام المستدام بالنسبة للإسرائيليين وللمنطقة بأكملها.
وفي مقال نشر في صحيفة “معاريف” الإسرائيلية تحت عنوان “في ظل الحرب بغزة.. هذا هو الحل الوحيد للسلام المستدام بالنسبة لنا”، قال شتريت إنه من المتوقع استمرار حالة عدم الاستقرار في المنطقة، بما في ذلك سباق التسلح بين جميع الأطراف المعنية، كما يبدو أن الوضع ميؤوس منه.
المبادرة العربية
وقال الكاتب إن لا حلول سحرية لتحقيق الاستقرار والسلام في إسرائيل والمنطقة، ولكنه يعتقد أن هناك حلاً ممكناً وصحيحاً للمأزق الحالي، وهو المبادرة السعودية التي اقترحها الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، عام 2002 وأصبحت مبادرة السلام العربية وبقيت بلا رد إسرائيلي.
وقال إنه لسوء الحظ، على الرغم من أن الاقتراح موجود منذ عام 2002، إلا أن جميع رؤساء الوزراء في إسرائيل منذ ذلك الحين لم يستجيبوا له ولم يفعلوا شيئاً حياله، على الرغم من أن معظمهم قالوا إنها فكرة جيدة.
موقف رسمي
وتم تبني مبادرة السلام العربية في 28 آذار 2002 في القمة العربية في بيروت، وهي تعكس في الواقع الموقف الرسمي المشترك للدول العربية بشأن حل الصراع الإسرائيلي العربي، وتتضمن المبادرة التزام الدول العربية بإقامة علاقات سلمية طبيعية مع إسرائيل وإعلان نهاية الصراع مع إسرائيل بـ3 شروط:
الشرط الأول هو انسحاب إسرائيلي كامل إلى خطوط الرابع من حزيران 1967، بما في ذلك الجولان السوري والأراضي التي تحتلها إسرائيلفي لبنان. أما الشرط الثاني فيتعلق بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، والثالث، الحل العادل والمتفق عليه لقضية اللاجئين وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194، مع معارضة إعادة توطين اللاجئين في الدول المضيفة دون موافقة تلك الدول.
كذلك، أشار شتريت إلى أن الولايات المتحدة الأميركية نظرت إلى المبادرة العربية بشكل إيجابي.
تراخٍ إسرائيلي
يقول الكاتب إنه اقترح على رئيس الوزراء أرئيل شارون، بدلاً من تنفيذ خطة فك الارتباط، الذهاب إلى مناقشة مع المملكة العربية السعودية حول المبادرة العربية، واقتراح عقد اجتماع في القدس أو الرياض لكل العرب، يجمع الدول الشريكة في المبادرة التي تمثل حلاً شاملاً لإنهاء الصراع.
وتابع: “لسوء الحظ، رغم أن شارون كان يعتقد أنها فكرة جيدة، فإنه ذهب إلى فك الارتباط مع غزة وشمال الضفة، ولاحقاً طرحت المبادرة العربية للنقاش في حكومة إيهود أولمرت الذي رأى أنها فكرة جيدة، ولكن لم يتم اتخاذ أي خطوة في هذا الاتجاه، ولاحقاً، كعضو كنيست في المعارضة، حاولت إقناع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بالمبادرة إلى حل شامل من خلال المبادرة العربية، لكنه لم يقبل موقفي، وبعد ذلك قمت بتأسيس لوبي في الكنيست لدعم المبادرة، وكان فيها 42 عضواً من مختلف الفصائل، لكننا لم نتمكن من دفع المبادرة”.
المبادرة العربية الحل الأفضل
ويؤكد أن المبادرة العربية للسلام هي الحل الأفضل في ضوء مجموعة واسعة من الأسباب، في مقدمها تحقيق السلام مع العالم العربي كله، وحل مشكلة حق العودة، ولهذا السبب لم يوقع كل من ياسر عرفات وإيهود باراك وأبو مازن وأولمرت على اتفاق سلام، رغم أنه عُرض عليهم كل ما يريدونه تقريباً، مستطرداً: “لا يستطيع أي زعيم فلسطيني أن يوقع على اتفاق دون ضمان حق العودة، لكن المبادرة تحل المشكلة بطريقة رائعة”.
العودة إلى حدود 1967
أما في ما يتعلق بمطلب العودة إلى حدود 1967 فقال: “قلت إنه في رأيي لا يوجد زعيم عربي واحد يعتقد أن إسرائيل ستعود فعلياً إلى حدود 67، وفي رأيي القصد هو الحصول على منطقة بديلة ذات حجم مماثل، أي أنه إذا ضمت إسرائيل المنطقة الواقعة غرب السياج الفاصل، أي حوالى 5% من الضفة الغربية، فسيتم منح الفلسطينيين منطقة أخرى في الضفة الغربية أو في غزة”، مستطرداً: “تبين لاحقاً أنني كنت على حق تماما، لأنه عندما كان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يدير مفاوضات السلام مع حكومة بنيامين نتانياهو ويائير لابيد وتسيبي ليفني، أبلغه ممثلو الجامعة العربية أنهم وافقوا على تبادل المناطق”.
واقترح الكاتب إجراء استفتاء، لأنه بموجب القانون الإسرائيلي، فإن التنازل عن الأراضي يتطلب ذلك، ومن الواضح أنه إذا تم التوصل إلى اتفاق سلام مع جميع الدول العربية، فإن فرصة الحصول على موافقة شعبية أكبر بكثير من الاتفاق مع الفلسطينيين وحدهم.
ولضمان تنفيذ الاتفاقية، قال إن اتفاق السلام الشامل هو الضمانة لوجود السلام، لأنه إذا وقعت جميع الدول الإسلامية على التطبيع مع إسرائيل، فلا أحد سيجرؤ على نقضه.
وتحدث شتريت عن إعادة قطاع غزة إلى سيطرة السلطة الفلسطينية، مشيراً إلى أنها طريقة محتملة لإزالة حماس من الصورة، ومؤكداً: “لقد قلت لك منذ عام 2002”.