“قمّة الدوحة”: أمير قطر يتّهم إسرائيل بـ”جرائم إبادة”.. وهذا ما تقرّر بشأن لبنان

أكد المجلس الأعلى للتعاون الخليجي “مواقف مجلس التعاون الثابتة مع الشعب اللبناني الشقيق وعن دعمه المستمر لسيادة لبنان وأمنه واستقراره، وللقوات المسلحة اللبنانية التي تحمي حدوده وتقاوم تهديدات المجموعات المتطرفة والإرهابية. مؤكداً على أهمية تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية هيكلية شاملة تضمن تغلب لبنان على أزمته السياسية والاقتصادية، وعدم تحوله إلى نقطة انطلاق للإرهابيين أو تهريب المخدرات أو الأنشطة الإجرامية الأخرى التي تهدد أمن واستقرار المنطقة، مشدداً على أهمية بسط سيطرة الحكومة اللبنانية على جميع الأراضي اللبنانية، بما في ذلك تنفيذ أحكام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة واتفاق الطائف، من أجل أن تمارس سيادتها الكاملة فلا يكون هناك أسلحة إلا بموافقة الحكومة اللبنانية، ولا تكون هناك سلطة سوى سلطتها”.

ورحب المجلس بالبيان المشترك الصادر عن الاجتماع الثاني للمجموعة الخماسية بشأن لبنان الذي عقد بتاريخ 17 يوليو 2023م، وشاركت فيه المملكة العربية السعودية ودولة قطر وجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الفرنسية، وأكد على أهمية التعجيل في إجراء الانتخابات الرئاسية وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية اللازمة لوفاء الحكومة اللبنانية بمسؤولياتها تجاه مواطنيها، مشيداً بجهود أصدقاء وشركاء لبنان في استعادة وتعزيز الثقة والتعاون بين لبنان ودول مجلس التعاون، ودعمهم لدور الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في حفظ أمن لبنان.

واشاد المجتمعون بمبادرة دولة قطر لتزويد الجيش اللبناني بالوقود لمدة 6 أشهر، بقيمة 30 مليون دولار، في إطار التزام دولة قطر بدعم مؤسسات الجمهورية اللبنانية، والوقوف إلى جانب الشعب اللبناني الشقيق.

هذا واختتمت ظهر الثلاثاء، قمة مجلس التعاون الخليجي بدورتها الـ 44 المنعقدة في العاصمة القطرية الدوحة.

وأعلن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في كلمة اختتام القمة، التي شارك فيها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وتطرق الأمير تميم خلال كلمتيّ الافتتاح والختام، إلى تفاصيل الأوضاع الإنسانية المتدهورة في قطاع غزة، جراء الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ شهرين.

ودعا أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اليوم الثلاثاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى إجبار إسرائيل على العودة إلى طاولة المفاوضات بخصوص الحرب في غزة، قائلا إن “من العار” أن يتقاعس المجتمع الدولي عن وقف الصراع.

وأضاف في كلمته أمام قمة لمجلس التعاون الخليجي في الدوحة “من العار على جبين المجتمع الدولي أن يتيح لهذه الجريمة النكراء أن تستمر لمدة قاربت الشهرين، تواصل فيها القتل الممنهج والمقصود للمدنيين الأبرياء العزل بمن في ذلك النساء والأطفال”.

وتقود قطر مفاوضات بين حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وإسرائيل. ويقيم في الدوحة العديد من قادة حماس.

وأدت تلك المحادثات إلى هدنة استمرت سبعة أيام قبل استئناف الأعمال القتالية يوم الجمعة. وسمحت الهدنة بإطلاق حماس سراح عشرات الرهائن المحتجزين في غزة مقابل إفراج إسرائيل عن مئات السجناء الفلسطينيين والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وقال الشيخ تميم إن قطر تعمل مع الجانبين لتجديد اتفاق الهدنة.

وأردف قائلا “نحن نعمل باستمرار على تجديدها وعلى التخفيف على أهلنا في القطاع ولكن الهدن ليست بديلا عن الوقف الشامل لإطلاق النار”.

وأضاف “كل هذا بحجة الدفاع عن النفس مع أن الدفاع عن النفس لا ينطبق على الاحتلال وفق القانون الدولي ولا يجيز ما ترتكبه إسرائيل من جرائم إبادة”.

وقال أمير قطر إن دول الخليج العربي يمكنها لعب أدوار تسهم في حلّ “التحديات الكبيرة” التي تشهدها المنطقة والعالم، والتخفيف من آثارها.

وتأتي القمة الخليجية وسط عودة القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، عقب انتهاء هدنة إنسانية مطلع ديسمبر/ كانون الأول الجاري، بعد أن استمرت 7 أيام، تزامنا مع موقف خليجي وعربي متصاعد يطالب بوقف الحرب على القطاع.

وأكد القادة المشاركون في قمة مجلس التعاون الخليجي الـ44، التي عُقدت الثلاثاء في الدوحة، أهمية استمرار جهود الوساطة التي تقوم بها قطر ومصر والولايات المتحدة للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة.

وقال رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن، في مؤتمر صحفي عقب اختتام القمة، إن القادة المشاركين ناقشوا “تطورات الحرب على غزة والجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي، في مخالفة صريحة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني”.

وأشار إلى أن المشاركين “أكدوا أهمية استمرار جهود الوساطة للوصول إلى وقف كامل ومستدام لإطلاق النار، وفتح المعابر والممرات الآمنة لتأمين مرور المساعدات الإنسانية والإغاثية والاحتياجات الأساسية بالقدر الكافي لسكان غزة”.

كما أجمعوا على ضرورة “إطلاق عملية سياسية تُفضي إلى سلام دائم وشامل وعادل للشعب الفلسطيني الشقيق مع حقوقه المشروعة، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية على أساس مبدأ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وحصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه”، وفق رئيس الوزراء القطري.

وفي وقت سابق الثلاثاء، قال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في كلمته الافتتاحية للقمة، إن “التحدي في حل قضية غزة لا يكمن وكأنها مسألة منفصلة أو أمنية إسرائيلية تحتاج لترتيبات أمنية يخضع القطاع لمقتضياتها، بل في إنهاء الاحتلال وحل قضية الشعب الفلسطيني”.

وأضاف أن “الصراع في فلسطين ليس دينيا ولا يتعلق بحرب على الإرهاب بل هو في جوهره قضية وطنية وصراع بين الاحتلال الإسرائيلي والشعب الفلسطيني، واستعمار استيطاني رافض للاندماج في المنطقة عبر حل وسط عادل نسبيا مع السكان الأصليين (الفلسطينيين)”، في إشارة إلى حل الدولتين.

واستضافت العاصمة القطرية الدوحة، الثلاثاء، وليوم واحد اجتماعات قمة مجلس التعاون الخليجي بدورتها الـ 44، بحضور قادة وممثلي المجلس.

وكان أمير قطر، عبر في قتام القمة عن أمله أن تسهم القرارات التي توصل إليها القادة في خدمة قضايا الأمة العربية والإسلامية.


Related Posts


 

Post Author: SafirAlChamal