يغرق العدو الاسرائيلي أكثر فأكثر في رمال غزة التي تسطر مقاومتها اروع ملاحم البطولة في الإلتحام والمواجهات مع جنود الاحتلال وتوقع في صفوفهم العديد من الاصابات، ويُغرق معه الولايات المتحدة الأميركية محاولا إستدراجها الى حرب إقليمية لن تكون في مصلحتها خصوصا مع التطور الكبير المتمثل باستهداف السفن في بحر اليمن وقواعدها العسكرية في المنطقة، لكنها تهدف الى حماية الكيان الغاضب وإبقاء نتنياهو على قيد الحياة السياسية.
لا شك في أن إسرائيل وبعد فشلها في تحقيق أي إنجاز في قطاع غزة، وإعترافها الواضح والصريح بأنها لم تستطع هزيمة حماس في شمال القطاع، بدأت تشكل عبئا كبيرا على أميركا ودول الغرب الداعمة لها.
تشكل إسرائيل عبئا أخلاقيا من خلال تنفيذ تعاليمها التلمودية الداعية الى قتل الأطفال وتدمير المستشفيات والبيوت على رؤوس ساكنيها، وترجمتها بشكل إجرامي على مدار ٤٨ يوما في غزة ومن ثم إستئنافها بشكل أكثر وحشية، الأمر الذي يُحرج أميركا ودول الغرب التي تستوطن التظاهرات الشاجبة والمستنكرة والداعية الى وقف العدوان ساحاتها وشوارعها، وتكشف بالتالي زيف كل ما تنادي به هذه الدول من شعارات حماية الأخلاق حقوق الانسان والمساواة والعدالة والحفاظ على المدنيين.
وتشكل إسرائيل عبئا سياسيا وأمنيًا، في ظل عجزها عن تحقيق أي إنتصار وهمي أو حقيقي، يقودها مع أميركا وحلفائها الغربيين الى المفاوضات مع الفلسطينيين من موقع قوة، ما يوقع حلفاء إسرائيل في أزمة حقيقية لجهة عدم القدرة على حفظ ماء وجهها الميداني والعسكري للوصول الى وقف اطلاق النار وبدء المفاوضات، وعدم إمكانية الحفاظ على الكيان الغاصب من الانهيار في حال حصول وقف إطلاق النار من دون تحقيق الانجاز المنشود.
كذلك تشكل إسرائيل عبئا إقتصاديا على حلفائها، خصوصا أنها تخوض حربا تستنزفها وتضعف إقتصادها وتشلّ مؤسساتها، وتشير المعلومات الى أن الحرب والتهجير وتراجع سعر العملة وضرب السياحة وحركة التجارة وتوقف المؤسسات كل ذلك يكبد اسرائيل خسائر بعشرات مليارات الدولارات لتمويل الحرب والحد من الانهيار، ما يجعلها تطلب المزيد من المساعدات والهبات المالية من حلفائها والتي تذهب على الفشل العسكري في الميدان.
هذا الواقع، يشير الى أن إسرائيل التي تم إنشاء كيانها الغاصب قبل نحو ٧٥ عاما لتكون شرطي المنطقة ولتكون قاعدة عسكرية متقدمة لحماية مصالح أميركا ودول الغرب، تحولت اليوم الى كيان متصدع خائف من الانهيار وطالب للحماية، خصوصا بعد عملية طوفان الاقصى التي ألحقت به هزيمة تاريخية وغير مسبوقة وهددت وجوده، ما دفع حاملات الطائرات والبوارج والاساطيل الى الابحار باتجاه البحر الابيض المتوسط ليس للحرب كما أعلنت أميركا وإنما لحماية كيان العدو الاسرائيلي والتخفيف من روع قادته وجيشه ليشعروا بالاطمئنان، ما يؤكد بما لا يقبل الشك بأن إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت!..
Related Posts