نظمت “أطباء بلا حدود” وقفة احتجاجيّة، عصر اليوم الاثنين، في ساحة الشهداء ببيروت، شارك فيها عدد من الهيئات والمؤسسات النقابيّة والطبيّة والاجتماعيّة وأعضاء المنظمة وممثّلو منظمات دولية، رُفِعَت خلالها لافتات وصور تطالب بوقف إطلاق النار فورا.
وتأتي هذه الوقفة كجزء من دعوة دولية أطلقتها منظمة “أطباء بلا حدود” على مستوى العالم، للمطالبة بوقف فوري ومستدام لإطلاق النار في غزة وللتضامن مع زملائهم الأطباء في قطاع غزة.
وأشار بيان لمنظمة “أطباء بلا حدود”، الى أنه “كما في اغلب عواصم العالم، نقف في اليوم الذي خصصته منظمة أطباء بلا حدود للتحرك من أجل عزة، ومن بيروت، لنطلق صرخة الى كل المعنيين بضرورة العمل على تأمين وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في غزة. على الحكومة الإسرائيلية أن تتوقف عن شن الحرب على المدنيين الفلسطينيين والقيام بعمليات التهجير القسري والاعتداءات على المستشفيات والطواقم الطبية أن تتوقف. ويجب أن يتوقف الحصار والقيود الاسرائيلية المفروضة على المساعدات الآن”.
ولفت الى أنّه “منذ بداية العدوان الاسرائيلي الشامل ومن دون تمييز على الفلسطينيين في غزة، أظهرت إسرائيل ازدراء صريحاً وكاملاً لقوانين الحرب، من مبدأ حماية المرافق الطبية في قطاع غزة، الى عدم السماح بوصول المساعدات الإنسانية والغذائية والطبية. إن منظمة أطباء بلا حدود شاهدة على تعرض العديد من المرافق الطبية لقصف جوي وأرضي إسرائيلي، ووضع مرافق أخرى تحت الحصار أو كانت عرضة للاقتحام، ما أدى إلى مقتل العديد من المرضى والموظفين الطبيين”.
وذكر أنّ “النظام الصحي في غزة انهار، فأكثر من 14,000 شخص قتلوا، نصفهم أطفال، وفقاً لسلطات الصّحة في غزة. هذا يمثل شخصاُ واحداُ من بين كلّ 200 شخصٍ في غزة. عشرات الآلاف مصابون. العائلات تحفرُ بأيديها لاستخراج أحبائهم المتوفين من تحت الأنقاض، ووفقاً للأمم المتحدة تم نزوح ما لا يقل عن 1.7 مليون شخص وقد أُمر هؤلاء المدنيون بالتحرك قسراً جنوباً، لكن إسرائيل قصفت تلك المنطقة ايضا. وهكذا لا يوجد مكان آمن في غزة”.
ورأى أن “غزة التي تخضع لحصار مفروض من قبل إسرائيل منذ عام 2007، هي حقّاً أكبر سجنٍ في الهواء الطلق في العالم. منذ بداية حملتها العسكريّة، فرضت حكومة إسرائيل حصاراً كاملاً على غزّة، محظرة دخول المياه والطعام والوقود والإمدادات الطبية للمدنيّين البالغ عددُهم 2.3 مليون شخص الذين يعيشون في هذا القطاع المحاصر”.
وأشار الى أن “منظمة أطباء بلا حدود قامت أخيراً، بإرسال فريق طوارئ دوليّ إلى قطاع غزة لدعم زملائنا الفلسطينيين في تعزيز القدرات الطبية والجراحية في المرافق الصحية. للأسف، تم تقييد أنشطتهم بشكل كبير بسبب حجم الضحايا، وتدمير البنية التحتية، ونقص الإمدادات الأساسيّة مثل الوقود وعدم الاستقرار المستمرّ. نحنُ نرغب في أن نكون قادرين على القيام بالكثير من خلال الدعم والمساعدة، ولكن اليوم هذا الأمر شبه مستحيل بسبب الحصار ودمار البنية التحتية. لقد قُتِل 3 من موظفي منظمة أطباء بلا حدود، وفقد العديد منهم أفراد أسرهم. وقد أُصيب العديد من زملائهم الآخرين، وأفادت منظمات إنسانية أخرى بمقتل العديد من موظفيها”.
وأوضح أن “إخضاع مجتمع بأكمله للعقوبات الجماعية يُعتبر جريمة حرب وفقاً للقانون الإنسانيّ الدوليّ. حتى الحروب لديها قواعد، لكن من الواضح أنّ إسرائيل تُبدّي عقيدتها العسكريّة القائمة على عدم التناسب”.
ولاحظ أنّه “رغم أنّ هدنة الأيام السبعة كانت أولى مؤشرات الإنسانية في دوامة العنف التي عصفت بغزة لأسابيع، إلا أنها ليست الحل. أي هدنة تُمنح لشعب غزة مرحّبٌ بها، خاصة إذا ما منحهم الوصول إلى الإمدادات الطبية والغذاء والماء”.
وأكد أن “الوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار هو السبيل الوحيد حاليا للحدّ من مقتل آلاف آخرين من المدنيين والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها، وتدعو أطباء بلا حدود إلى إنشاء آلية مستقلة للإشراف على التدفّق الكافي للإمدادات الإنسانية إلى غزة”.
وخلص الى أنه “يجب على الهجمات العشوائية والمتواصلة أن تتوقف الآن. ويجب على عمليات التهجير القسري أن تتوقف الآن. ويجب على الاعتداءات على المستشفيات والطواقم الطبية أن تتوقف الآن. ويجب على الحصار والقيود المفروضة على المساعدات أن تتوقف الآن. يجب أن يتوقف كلّ هذا الآن”.