أكد وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي، أن لبنان “يعتبر ركيزة أساسية في العالم وهو من البلدان الأوائل التي تشكل فيها اللغة الفرنسية نسبة إنتشار عالية وإن إنحسرت أخيراً في سياق التنافس القائم مع لغة شكسبير”، واعتبر ان هذه اللغة التي إن أتقنها الشاب اللبناني تفتح له مجالات رحبة للدخول في الثقافة العالمية من بابها الفرنكوفوني الواسع.
كلام الوزير الحلبي جاء في خلال إعلانه مع رئيس جمعية اعضاء جوقة الشرف في لبنان (Légion d’Honneur ) السفير الدكتور خليل كرم عن إطلاق “جائزة المؤلفين الفرنكوفونيين الشباب في لبنان”، في حضور نائب الرئيس الوزير السابق موريس صحناوي، الامين العام للجمعية الأستاذ رفيق شلالا وعضو الهيئة الادارية للجمعية والكاتبة الفرنكوفونية السيدة ميريام إنطاكي. وحضرت من الوزارة رئيسة المصلحة الثقافية صونيا خوري ومديرة مكتب الوزير رمزة جابر والمستشار الإعلامي ألبير شمعون.
وتم البحث في بدابة اللقاء في أهمية اللغة الفرنسية وانخراط تلامذة الثانويات الرسمية في الكتابة بالفرنسية، سيما وأن قيمة الجائزة المالية للفائزين الثلاثة الأوائل ذات اهمية.
وتحدث رئيس “جمعية اعضاء جوقة الشرف في لبنان ” السفير خليل كرم فقال: “نلتقي اليوم وزير التربية والتعليم العالي القاضي عباس الحلبي الذي عاش الحقبة الذهبية للفرنكوفونية في لبنان، وتحصّن بثقافة عالية ساعدته على التمكن من دراسته للحقوق، وإغناء معارفه، ما جعله واحداً من رجالات القضاء الذي انخرط في سلكه متميزاً بأحكامه وإجتهاداته، وكانت روح العدالة هي بوصلته الدائمة في رسالته السامية لإحقاقها.
نزور اليوم وزير التربية والتعليم العالي في هذا الصرح العريق لنطلق معاً جائزة المؤلفين الفرنكوفونيين الشباب التي جاءت ثمرة مبادرة وتعاون مباركين بين جمعية جوقة الشرف – لبنان والوزارة، وذلك بغرض تشجيــع الشبـاب اللبنـاني ذوي الثقافـة الفرنكوفونيـة على الكتـابة والابداع بلغة موليـير وتـنويع كتاباتهم في شتى الموضوعات. واللغة الفرنسية هي لغة جميلة، حيّة، مطواعة، وهي قديمة في لبنان. وإذا شئنا الإضاءة على أبناء وطن الأرز بهذه اللغة، وطبقت شهرتهم آلافاق يضنينا التعداد. يكفي أن نشير إلى أمين المعلوف، الذي أنتخب قبل أسابيع أميناً دائماً للأكاديمية الفرنسية، شارل قرم، ناديا تويني، صلاح ستيتيه، جورج شحاده، غبريال نفاع، هيكتور خلاط، شكري غانم، ميشال شيحا، فينوس خوري، الكسندر نجار، الأب سليم عبو، فؤاد أبو زيد، ميريام أنطاكي، اندريه شديد، دومينيك إده، كارول داغر، جورجيا مخلوف، إيتيل عدنان، شريف مجدلاني، هيام يارد، زينة صالح كيالي، سبيل غصوب… وسواهم ممن يضيق المجال بذكرهم، منذ القرن السادس عشر حتى أيامنا هذه للدلالة على عمق التفاعل النوعي بين الثقافتين واللغتين العربية والفرنسية على أرض لبنان. من هنا، من وزارة التربية والتعليم العالي، نعلن عن إنشاء جائزة المؤلفين الفرنكوفونيين الشباب، آملين أن تلقى تجاوباً واستجابة، وأن يقبل هؤلاء على الانتاج والعطاء، خصوصاً أن الأحوال الراهنة وما تحفل به من مآس وأحداث وكوارث وفواجع توفر مادة غزيرة لمن تمكّنت منه ملكة الكتابة سواء في الادب، والاجتماع، الفلسفة، والقصة، وتفتح أمامه أبواب الإستشراف والرؤية، والتفاؤل بولادة الأمل الجديد من كل ألم مستجد. شكراً معالي الوزير على الإستضافة والشراكة في إطلاق الجائزة، لأن جسور الثقافة، الكتابة، هي أمنع وأثبت من جسور الأسمنت. فلنقبل على بنائها بالكلمة التي تحيي”.
ثم تحدث الوزير الحلبي، فقال: “أهلاً وسهلاً بكم في وزارة التربية والتعليم العالي. نرحب بكم ونرحب بالفكرة التي تحملونها اليوم وهي إطلاق جائزة المؤلفين الفرنكوفونيين الشباب le Francophone prix duJeune Auteur بغية تشجيع الشباب اللبناني شباناً وشابات الفرنكوفونيين على الكتابة والإبداع باللغة الفرنسية بشتى الموضوعات. وهي ستكون جائزة سنوية تمنح للتلامذة في المرحلة الثانوية في المدارس الرسمية التي تسدي التعليم باللغة الفرنسية. وقد أعد معدو الجائزة شروطها وحددوا إطارها وآلية الإختيار وإعلان النتائج وسوى ذلك من الأمور التي ستعلنها الجمعية. إنني بهذه المناسبة أود أن أنوه بفكرة الجائزة لأنها تحفز التلامذة على الكتابة شعراً أو نثراً أو قصة في أي موضوع يختارونه وهذا بذاته يشجع تلامذتنا على الإبداع والإبتكار في المواضيع الإنسانية والعلمية وبلغة فرنسية سليمة. هذه اللغة التي إن أتقنها الشاب اللبناني تفتح له مجالات رحبة للدخول في الثقافة العالمية من بابها الفرنكوفوني ولبنان يعتبر ركيزة أساسية في العالم وهو من البلدان الأوائل الذين تشكل فيه اللغة الفرنسية نسبة إنتشار عالية وإن إنحسرت أخيراً في سياق التنافس القائم مع لغة شكسبير. إنني في غير مناسبة وأخيراً أمام وزير التربية الفرنسي السيد غابريال آتال طرحت ضرورة تعزيز التعليم باللغة الفرنسية في لبنان ورعاية المدارس الرسمية التي تسدي العلم بهذه اللغة وكذلك الأمر مع رئيس الوكالة الجامعية الفرنكوفوني. وأخيراً أقول ليس غريباً على صديقنا سعادة السفير السعي دوماً إلى إبتكار الأفكار وأنا الذي عرفته وخبرته منذ سنوات بعيدة أكاديمي ورجل علم وعمل في الحقل الثقافي والتربوي ولكن أيضاً في النطاق الوطني خصوصاً في فهم معنى لبنان وقيمته الحضارية ويشاركه زملاؤه الحاضرون والغائبون بالمشاركة بهذه القيم. يذكر ان هذه المسابقة للحصول على الجائزة سوف يشترك فيها طلاب الثانويات الرسمية في لبنان، وسيعلن لاحقا عن التفاصيل والآلية”.
Related Posts