في زمن القحط السياسي، والفراغ المؤسساتي، ووسط بحر الدم والألم الممتد من غزة الى الجنوب اللبناني، أطلت يوم الثاني والعشرون من الشهر الجاري بارقة امل اقتصادية من الجناح اللبناني في “إكسبو قطر ٢٠٢٣”، لتحمل لبنان الى العالم فكانت “زرعتك بقلبي”.
وفي السياق، يشير الملحق الاقتصادي في السفارة اللبنانية في الدوحة شادي أبو ضاهر في حديث لـ “سفير الشمال”، الى ان “مشاركة لبنان في اكسبو الدوحة ٢٠٢٣ جاءت بمبادرة من الدولة القطرية التي قدمت الأرض التي بني عليها الجناح اللبناني والممتدة على مساحة ١٧٤٠ متراً مربعاً، تشغل ٨٠% منها حديقة، فيما بُني على القسم المتبقي بيت يستخدم للعرض وللقاءات وزيارات الوفود التجارية من لبنان”. ويضيف “اطلقنا عليه اسم البيت اللبناني وحاولنا ان نحاكي في بنائه تراث العمارة اللبنانية. ووضعنا في داخله محلاً تجارياً وارزة لبنانية مصنوعة من نبات طبيعي، ونستخدم شاشات لعرض كل ما يتعلق بالقطاعات الإنتاجية اللبنانية سواء السياحية او الزراعية او الصناعات الغذائية وذلك بهدف تعريف العالم عليها”.
ويلفت أبو ضاهر الى ان “كل التجهيزات في الجناح حصلنا عليها كتقدمة من الجالية اللبنانية في الدوحة. ففي الظروف الحالية التي يعاني منها لبنان، مشاركتنا اتيحت عبر المنحة القطرية وعبر تقديمات مباشرة من الجالية اللبنانية لتجهيز الجناح اللبناني”.
ورداً على سؤال حول سبب اختيار يوم عيد الاستقلال لافتتاج الجناح، يجزم الملحق الاقتصادي، الى انه تم اختيار يوم ٢٢ تشرين الثاني لرمزيته الوطنية، خاصة وان كل الظروف التي مرّ بها لبنان منذ العام ٢٠١٩، حتمت على السفارات اللبنانية في الخارج ان لا تنظم احتفالات بعيد الاستقلال وهذا العام الحرب في غزة والوضع الأمني في الجنوب كانا سببين إضافيين لعدم إقامة احتفال. وقد اطلقنا على هذا اليوم تسمية “يوم لبنان في اكسبو الدوحة”.
اما عن سبب اختيار شعار “زرعتك بقلبي” للجناح اللبناني، فيخبر أبو ضاهر ان التسمية جاءت من قبل تلميذ صغير في السن، يوم كان يجري التداول مع طلاب المدرسة اللبنانية في قطر بالأفكار والنشاطات التي يمكن ان يساهموا فيها. وقد كانت الكلمة رنانة ومنحت الجميع شعوراً جميلاً خاصة انها صادرة عن طفل صغير، وهي تدل على استدامة المحبة للبنان وحقيقة ان لبنان وارز لبنان مزروعين في قلب كل لبناني مغترب وبالتالي هو موجود في كل العالم. فلبنان لا يريد منا سوى المحبة وان نقف الى جانبه. وهذا ما عكسه مضمون وفعل الجالية اللبنانية بالمساعدة في تجهيز هذا الجناح”.
اما عن الحضور المتوقع والزيارات للجناح، فيلفت الى انه “منذ اليوم الأول كان حضور أبناء الجالية اللبنانية الى الجناح كبيراً جدا وواكبوا عملية انطلاق الفعاليات غير اننا نعول كثيراً على مشاركة اقتصادية من لبنان لا سيما وان هدف الاكسبو الرئيسي هو مساعدة القطاعات الاقتصادية للاضاءة على انتاجها سواء كان زراعياً او صناعياً، وفي قطاع التكنولوجيا وحتى المبادرات البيئية الموجودة في لبنان”. ويستطرد “ظروف الحرب في غزة والوضع الأمني في جنوب لبنان والمخاطر المرتبطة بالسفر بشكل عام دفعت بعدد من رجال الاعمال للتريث في سفرهم. وعليه ارتأينا تأجيل العديد من النشاطات الى الأسابيع التي تلي الأعياد على امل ان تكون الأمور عادت الى الاستتباب ما يتيح مشاركة مباشرة من القطاعات الصناعية”. ويتابع ” كنا قد حضرنا أسابيع للصناعة والزراعة وآخر للمنتجات مثل أسبوع زيت الزيتون، أسبوع للعسل، للصابون البلدي، كما مبادرات الجامعة اللبنانية والجامعات الخاصة قد خصصنا لها أسبوعا في العام 2024، ويتم العمل على فكرة تنظيم مؤتمر اقتصادي العام القادم من ضمن فعاليات الايكسبو والتي ستستمر حتى نهاية شهر آذار المقبل. وبالتالي نحن نعول على الفترة القادمة من السنة الجديدة ونأمل ان تكون الأمور مستقرة لنتمكم من الاستفادة من الايكسبو لاظهار وجه لبنان الجميل. فالمعرض متعلق بالبستنة والزراعة والتكنولوجيا ولبنان معروف بموضوعي الاستدامة والابتكار ومدى مساهمته في تطويرهما”.
وعن النتائج الاقتصادية المرجوّة من المعرض، فيؤكد “اننا نعلم انه ليس معرضاً تجارياً مباشراً، اي لا يقاس نجاحه بما سيباع او بعدد الزوار فقط. وانما النجاح الحقيقي هو خلق شراكات تجارية بين الشركات اللبنانية التي ستتمكن من المجيء وعرض انتاجها وخدماتها وبين شركاء محليين في قطر او شركاء يمكن ان يتواصلوا معهم عبر الدول الأخرى المشاركة في المعرض. فهناك ثمانين دولة مشاركة وجميعها تصب اهتماماتها على قطاعات محددة نطمح ان نتعاون معها”.
اذاً، بدعم مقدر ومشكور من الدولة القطرية، سيتمكن لبنان من الاطلالة مجدداً على سوق المال والاعمال في الخارج. فعسى ان تكون هذه المشاركة في اكسبو قطر ٢٠٢٣، الخطوة الأولى في مسار إعادة الثقة مع الخارج وتحسين الوضع الاقتصادي للبلاد.
Related Posts
