بدعوةٍ من نقيبة المحامين في طرابلس ماري تراز القوال، وأعضاء مجلس النقابة الأساتذة: منير الحسيني، محمود هرموش، مروان ضاهر، وجمال اشراقية، احتفلت نقابة المحامين في طرابلس بإنتساب محامين جدد إلى النقابة وذلك في قصر عدل طرابلس.
وترأس جلسة حلف اليمين الرئيس احمد رامي الحاج، والمستشارين الرئيسين باسم نصر ورين الحاج، ورئيس قلم المحكمة حسين قاسم، بحضور محامين بالإستئناف والمحامين المتدرجين الجدد والأهالي.
البداية بدقيقة صمت عن أرواح شهداء فلسطين، ثم النشيد الوطني اللبناني فنشيد النقابة، ليُلقي بعدها مفوض القصر الأستاذ مروان ضاهر كلمةً جاء فيها :” عندما خصّص الدستور اللبناني والمشرّع اللبناني فخامة رئيس البلاد بحلف اليمين الدستورية دون سواه من المؤسسات الدستورية، كان هدفه من هذا التخصيص إعطاء هذا الموقع الأول في البلاد حصرية حلف اليمين الدستورية للحفاظ على الأمة اللبنانية ودستورها وقوانينها، إيماناً من المشرّع بأهمية قسم اليمين في حياتنا الدستورية والقانونية والعملية، فأتى المشرع في قانون تنظيم مهنة المحاماة ليعطِ هذا الشرف لكم، وهذا الواجب عليكم، لحماية حقوق الناس وحماية مصالحها والعمل بكل تفانٍ وأخلاق للحفاظ على أمانة الوكالة التي يأخذها المحامي من موكله، فكونوا على قدر هذا القسم، وكونوا على قدر المسؤولية التي أولاكم إياها الناس، فرسالة المحامي هي الدفاع عن الحق، والحق يأتي من الحقيقة، فتشبّثوا بالحقيقة، وابحثوا عنها دائماً مهما طال الزمن، إن مهنتكم هي مهنة الأخلاق، مهنة إحترام الذات أولاً، واحترام الآخرين ثانياً، واحترام الموكلين ثالثاً، واحترام القضاة والزملاء رابعاً، فهذه مهنة النبلاء، فلا تقلّلوا من أهميتها، ولا تقلّلوا من وقارها،حافظوا في كل حياتكم المهنية على وقار هذه المهنة وعلى قسمكم وعلى مناقبيتكم، وأتمنى لكم التوفيق في مسيرتكم المهنية الجديدة.
ثم كان للنقيبة القوال كلمةً جاء فيها:” اليوم تحلفون أمام القضاء يمين الانتماء إلى القدر الذي أنتم اخترتموه لتصنعوه، مقولةٌ يترددُ صداها في أرجاء النِّقابةِ كلَّ ميعادِ قسَم، تتغذى فيه النقابةُ بإطلالاتِ وجوه جديدة، تشرقُ من خلف الرداءِ الأسودِ بأبهى من الشمسِ وأسنى من الفرح، وإذا كان من شأن النجاح في الشهادة الجامعية والفوزِ في امتحان الانتساب، أن يُكسِبا صاحبَهما حقَّ الدخولِ إلى سِلْكِ المحاماة، فإن حقَّ ممارستِها فعليًّا لا يكون إلا باليمين، وهذا ما نصَّ عليه قانون تنظيم المهنة الذي نصت المادة العاشرة منه على أنه “لا يجوز للمحامي أن يبدأ في ممارسة المحاماة قبل حلف اليمين”. وبمعنًى آخر، إن الشهادة تعطي حاملَها مفتاحًا إلى عالم القانون، أما يمين المحاماة فهي البابُ إلى المحراب، وبها تكون الخطوةُ الأولى إلى فضاءِ الأخلاق النبيلة التي هي جوهر المهنة وكنهُها”.
وتابعت:” لا شكَّ في أن معاني اليمين تدور كلُّها حول المناقب: الأمانةُ في العمل، الالتزامُ بآداب المهنة وقوانينها وأنظمتِها، الحفاظُ على السر، احترامُ القضاء، عدم الإخلال بأمن الدولة والنظامِ الأدبي والأخلاقي العام، والتصرفُ في جميع الأعمال تصرفًا يوحي الثقة والاحترام، هذه كلُّها ينبغي لكم أن تتحلّوا بها في المكتب والمنزل والمحكمة، وفي أحوال الحياةِ كافةً، لأن صفة المحامي التي ستلازمكم وتتزينون بها عمرَكَم كلَّه، بحاجةٍ هي إلى أن تتزيّنَ دائمًا بفضائل اليمين، كي تبقى مصونةً فيكم وبكم الحصانةُ التي نلتموها بانتسابكم إلى النقابة”.
وأضافت:” أنتم لن تحملوا في غدٍ أماناتِ الناس فقط، بل أماناتِ الوطنِ وقيمِه العليا، والحريات العامة وحقوق الإنسان. وكما ستمارسون واجب الدفاع عن الموكلين، واقفين عن يمين القوسِ أو عن شِمالِها، للحفاظ على الحقوق والكرامات، ينبغي لكم كذلك أن تقاوموا كلَّ ظلمٍ عام، كهذا الذي يجري اليوم في فلسطين المحتلة على أيدي عدوانٍ لا يعرفُ للإنسانية معنًى ولا يقيم لها وزنًا. وكما قلتُ لزملائكم من قبل: لا أريدُ أن أنغِّصَ هذه الفرحةَ بالشجون، لكن الواقعية تفرض عليَّ تنبيهَكم إلى أنكم تدخلون ميدان العمل في ظروف وطنية صعبة على جميع المستويات. فعليكم بالصبر والصمود والمواجهة، واعلموا أنكم تتنكّبون رسالةَ العدالة بالشراكة مع الجسم القضائي، وأن السعيَ إلى كسب المال لا ينبغي أن يكون لكم همًّا أوحد، ولا حتى همًّا أوَّل، لأن العمل الرسولي في خدمة القيم أجلُّ من العمل في سبيل الربح المادي فقط؛ فانتهجوا الجديةَ في البحث والدرسِ، والأمانةَ في أداء الوكالات التي ستحملون، واطلبوا الصيتَ الحسن تحصلوا على كلِّ خيرٍ ماديٍّ ومعنوي”.
وختمت:” مباركٌ لكم يومكم. دعوتي لكم مجددًا أنِ التزموا بمعاني اليمين، واشكروا على الدوام أهلكم ومعلميكم، والأساتذةَ الذين ستتدرجون في مكاتبِهم، الذين سيكونون مشاعلَ أمامكم في هذا الطريق الجميل الطويل الذي اخترتموه أولًا فاختارَكم ثانيةً كي تسلكوه حتى النهايات، عشتم، عاشت المحاماة، عاشت نقابتنا وعاش لبنان.
كما كان للرئيس الحاج كلمةً جاء فيها:” انّ الذي فرض عليك القرأن لرادك الى معاد”، ومعادنا دائماً ودوماً قضاةً محامين أن نلتقي في رحاب العدالة في صورةٍ تعاونيةٍ تكامليةٍ إنسجامية أشبه ما تكون بزيجةٍ دائمة سرمدية أبدية لا إنفصال ولا طلاق فيها، فإذا كان القضاء هو الرسول الصامت فإنّ نقابة المحامين هي الرسول الناطق، وكم نطقت نقابتكم في مسيرتها وتاريخها دفاعاً عن السلطة القضائية وإستقلاليتها وتحسينها وتحصينها إنسجاماً منها للمؤكد في هذه الحالة التعاونية التكاملية وإيماناً منها بأن السلطة القضائية هي حجز الزاوية في بناء دولة القانون والمؤسسات والمواطنة”.
وتابع:” نلتقي اليوم مستذكرين ومتضامنين مع أهلنا في فلسطين المحتلة، فلسطين مسقط الرسالات، مهد المسيح وجلجلته وقيامته، مسرى رسول الله وإنعراجه، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، نستذكر اليوم أهلنا في فلسطين في أعظم دفاعٍ عن حقٍّ عن أرضٍ عن وجودٍ عن كنيسةٍ عن مسجدٍ عن عرضٍ بصدورهم العارية ولحمهم الحي ودمائهم الذكية، فنحن اليوم شهود حقٍّ على أعظم نضالٍ لشعبٍ في الدفاع عن حريته وعن كرامته ومقدساته وحقوقه، ونحن شهود على أعتى مجذرةٍ ومحرقة تديرها آلة صهيونية صمّاء بكماء عمياء دموية لا إنسانية ولا أخلاقية، نستذكر أهلنا لنقول بأن الحقّ لا يُستجدى إستجداءاً وان العدالة لا تُلتمس إلتماساً فلا تستجدوا في حقٍّ إستأمنتم الدفاع عنه، كونوا أسياداً أحراراً عناوين للحرية فلا تستجدوا في الحقّ إستجداء التابع لمتبوعه والعبد من سيده، كونوا عناوين لهذه الحرية ودافعوا عن حقوقكم وعن حقوق من إئتمنكم على حقوقه “.
وختم متوجهاً للمحامين الجدد:” انّ هذه القيم والمبادئ هي البقية المتبقية لمن سيخللفكم من أجيال ٍمتعاقبة في هذا الدرب، فكونوا خير خلفٍ لخير سلف، وكونوا خير قدوةٍ لمن سيتبعكم من أجيال في درب العدالة، حافظوا على إحترامكم للقضاء فإنّ القضاء هو ملح الأرض والعدل هو أساس الملك وإحترامكم للقضاء كما أقول دائماً لا يكون إستسلاماً ولا خضوعاً، حفاظكم واحترامكم القضاء يكون بتمسككم بالكتاب، كتاب العدالة الواحد نصاً وروحاً، فهو الضابط لكلّ علاقةٍ وهو جامعٌ للجميع تحت سقفه وفي محرابه، أهلاً وسهلاً بكم كوكبةً جديدة في مراب العدالة وفي قصور العدل وصروح العدالة، ودمتم لنقابتكم فخراً ودمتم للبنان عاشت نقابتكم وعاش لبنان”.
ليتلو بعدها الرئيس احمد رامي الحاج قسم “يمين المحاماة” ليُرددها وراءه المتدرجون، وينطلقوا في مسيرتهم المهنية وهم : د. عبد المجيد عواض، د. كارين خالد الدغيدي، مابيل لطيف مخرز، خالد وليد الصباغ، مجاهد محمد شندب، أناستازيا ميشال الدويهي، حسن محمد عز الدين خزعل، جورج كميل سابا، ليلى طوني القس حنا الصيصه.
Related Posts