ميقاتي يغيب عن إنتخابات الشرعي شمالا.. سابقة إيجابية تكرّس الحيادية..

كتب المحرر السياسي

لم يشارك رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في إنتخابات المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى في طرابلس والشمال، وذلك لسببين وجيهين:
الأول: إنشغاله في تقبل العزاء بوفاة شقيقته في الأردن ولبنان.
والثاني: التأكيد على حياديته ووقوفه على مسافة واحدة من جميع المرشحين الذين تربطه بهم علاقات جيدة وهو يعتبر فوز أي منهم مكسبا للمجلس، وبالتالي فهو قرَنَ الفول بالفعل، حيث لم يشأ تفضيل أي مرشح عن آخر حتى من خلال التصويت.
حياد ميقاتي لم يكن بفعل ظروف إنتخابية، بل جاء نتيجة قناعة بضرورة عدم التدخل في هذا الاستحقاق الديني وترك القرار فيه الى الهيئة الناخبة التي لديها القدرة على إختيار من تراه الانسب والأصلح، لذلك فإن ميقاتي ومنذ إعلان موعد الانتخابات، أعلن عدم التدخل وابلغ كل المرشحين الذين زاروه سواء في طرابلس أو في سائر المناطق بأن الكل سواسية عنده ولن يقف طرفا مع أي مرشح ضد آخر، ولن يكون لديه أي مرشحين.
وتشكل خطوة ميقاتي سابقة في تاريخ رؤساء الحكومات، خصوصا انه أول رئيس حكومة عامل يرفض التدخل في إنتخابات المجلس الشرعي الذي لطالما أغرى رؤساء سابقين لوضع اليد عليه واستثماره في معارك سياسية وانتزاع مواقف منه تصب في مصلحتهم.
لذلك، فقد اعتمد ميقاتي سلسلة من الثوابت لجهة، إعطاء نموذج عن عدم التدخل السياسي في إنتخابات دينية، رفع الوصاية عن المجلس الشرعي والمؤسسة الدينية وتحييدها عن الصراعات، إحترام هيبة الهيئة الناخبة وعدم السماح بوضع أعضائها في خانة هذا التيار وذاك الحزب، تمثيل كل المناطق والاقضية لا سيما في الكورة وزغرتا والبترون شمالا لكي يتخذ التمثيل الصفة الجامعة.
لا شك في أن الرئيس ميقاتي الذي يقود البلاد في أصعب وأدق ظروف، وفي ظل أسوأ تعاطي من قبل بعض التيارات السياسية، قد إتخذ أسلوبا جديدا في التعاطي مع بعض الاستحقاقات التي يفترض ان يكون الخيار فيها لأهلها بعيدا عن أي وصاية سياسية.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal