إكتملت التحضيرات لإنتخابات أعضاء المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى في طرابلس والشمال والتي من المفترض أن تجري يوم الأحد المقبل في الأول من تشرين الأول شأنها شأن كل المحافظات اللبنانية، ويتقدم لها شمالا 18 مرشحا على سبعة مقاعد، إضافة الى مقعد واحد لمحافظة عكار.
وقد بدأت ملامح المعركة الشمالية تظهر مع المساعي التي بدأت تبذل على أكثر من صعيد لحصر المنافسة بأقل قدر ممكن من المرشحين لعدم إدخال المؤسسة الدينية التي يعتبر المجلس الشرعي عمادها في التجاذبات السياسية والانتخابية.
وبرغم ذلك، لم تغب السياسة عن هذه الانتخابات، حيث تطرح بعض التيارات مرشحين لها وتحاول تسويقهم ضمن لائحة أساسية مدعومة سياسيا ودينيا يتم إعدادها وهي بحسب المعلومات لن تكون مكتملة لترك المجال فيها لمرشح أو إثنين من المرشحين المستقلين.
واللافت في هذه الانتخابات، وقوف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على الحياد وتأكيده بأنه يقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين الذين تربطه بهم علاقات جيدة، ما شكل سابقة، خصوصا أنه للمرة الأولى يقف فيها رئيس الحكومة العامل على الحياد في إنتخابات من هذا النوع وذلك تأكيدا على حرص ميقاتي على المؤسسة الدينية ولرفع الوصاية السياسية عنها.
وفي هذا الاطار، يقول مستشار الرئيس ميقاتي الدكتور عبدالرزاق قرحاني لـ”سفير الشمال”: ليس لتيار العزم مرشح في هذه الانتخابات، ونحن على مسافة واحدة من الجميع ومن يفوز فيها فهو يمثلنا خصوصا أننا على علاقة طيبة مع كل المرشحين بدون إستثناء، وما نتمناه هو أن يكون المجلس الشرعي متجانسا لمساندة سماحة مفتي الجمهورية، وأن يكون الأعضاء المنتخبين في المناطق عونا لمفتييها، كما يهمنا جدا مراعاة تمثيل المناطق بهدف تعزيز روح الوحدة ضمن الطائفة السنية.
كذلك، فقد أعلن مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام بأنه على مسافة واحدة من كل المرشحين.
على الصعيد الانتخابي، علمت “سفير الشمال” أن إجتماعا لفاعليات الضنية وهيئتها الناخبة عقد مساء أمس الأول، وتم الاتفاق على تبني ترشيح الشيخ أمير رعد وأسامة طراد الى عضوية المجلس وهما عضوان حاليان فيه، في حين أعلن المرشح رياض عثمان إنسحابه فيما قد يتجه المرشح محمد طالب الى الانسحاب، كما تم الاتفاق بين فاعليات المنية ونائبها أحمد الخير على المرشح الشيخ فايز سيف الذي إنتخب في الدورة السابقة أيضا.
ويأتي هذا التبني في الضنية والمنية لقطع الطريق على أية تأويلات أو إجتهادات حول تصويت الهيئة الناخبة التي يفترض بها أن تلتزم بالتصويت للمرشحين رعد وطراد وسيف، وإعطاء باقي الأصوات الى المرشحين من المناطق الشمالية الأخرى، وعدم التصويت حصرا لكل مرشحي الضنية، خصوصا بعد الاتهامات التي وجهت لها في الدورة الماضية حول هذا الأمر.
ومن المفترض أن ينضم مرشحو الضنية الى مرشحيّن في طرابلس هما العضوان في المجلس الشرعي: الدكتور بلال بركة، والدكتور أحمد الأمين (مقرب من النائب فيصل كرامي)، واللائحة الخماسية التي تضم أعضاء حاليين في المجلس الشرعي لن تكون مكتملة ما سيفسح في المجال أمام الهيئة الناخبة بإضافة إسمين إليها، أو شطب منها بعض الأسماء لمصلحة آخرين عملا بمبدأ التغيير، وذلك بحسب توجه كل ناخب، خصوصا أن جهات وجمعيات ومشايخ يعملون على تسويق بعض المرشحين في مواجهة مرشحي اللائحة غير المكتملة.
وفي الوقت الذي يسعى فيه المرشحون الى زيارة أعضاء الهيئة الناخبة لإقناعهم بالتصويت لهم، وهم جميعهم من النخبة المتساوين في حظوظ الفوز، إلا أن بعضهم لديهم خبرات وعلاقات قد تخولهم الدخول الى المجلس الشرعي بعد الحصول على أصوات الهيئة الناخبة، لا سيما أعضاء المجلس الشرعي السابقين: المحامي همام زيادة، والدكتور منذر حمزة، والشيخ مظهر الحموي، وعضويّ المجلس البلدي السابقين في طرابلس الشيخ زكي صافي وعمار كبارة، إضافة الى المرشح المهندس وائل زمرلي الذي كان عضوا سابقا في مجلس إدارة الأوقاف، وهو يمتلك علاقات جيدة مع أكثرية أعضاء الهيئة الناخبة قد تخوله الحصول على عدد وازن من الأصوات، والدكتور باسم عساف العضو السابق في مجلس إدارة الأوقاف، المحامي الشيخ مهدي دريعي، وعبدالله زيادة، والشيخ عبدالناصر كبارة، ووسيم شيخ العرب، ومصطفى زعبي. وكذلك ربيع الأيوبي الذي قد يشكل خيارا كونه يمثل أقضية الكورة والبترون وزغرتا.
Related Posts