كادت طائرة تابعة لشركة الشحن الدولية DHL أن تسبب كارثة حقيقية في مطار بيروت لدى هبوطها مساءً منذ نحو أسبوع.
فقد كانت الطائرة تسير بشكل منتظم حتى قبل دقائق من هبوطها في مطار بيروت آتية من البحرين، وعلى متنها طاقم الطائرة، التي كان يقودها طيار ألماني.
لكن عند هبوطها، حطّت بعنف واصطدمت بالأرض ما أدى إلى أضرار في مختلف أنحاء هيكلها، وباتت غير صالحة للطيران.
أما طاقم الطائرة فقد تعرّض لرضوض ولم يسقط ضحايا.
تضارب بالمعلومات
ووفق مصادر “المدن”، فإن الطائرة من طراز بوينغ 767 ومخصصة للركاب وعمرها نحو عشرين عاماً، وما زالت بحالة جيدة كما تبدو من الخارج. لكن تم تحويلها إلى طائرة شحن، تملكها شركة الشحن العالمية DHL وتعمل بين بيروت والبحرين.
المعلومات ما زالت متضاربة حول كيفية وقوع الحادثة.
وقد فتح تحقيق لهذه الغاية. والتضارب الحاصل هو بين من يقول إن الطيار لم يحصل على معلومات دقيقة من برج المراقبة، أي ثمة خطأ من طاقم المطار.. وبين من يقول إن الطيار كان يعمل على هواه ولم يلتزم بالتعليمات التي يزوده بها برج المراقبة.
والفرضية الأخرى تقول إن الطائرة تعاني من مشاكل تقنية، نظراً لعمرها وللأعمال التي حصلت فيها لتحويلها إلى طائرة شحن.
وتشير معلومات إلى أن الطيار راح يقود بطريقة غريبة في اللحظات الأخيرة قبل الهبوط، كما شوهد من برج المراقبة.
لكن بالكشف على الصندوق الأسود أظهرت التحقيقات الأولية أن الطيار كان يقود وفق الأصول واحترام القواعد القياسية المتبعة.
لكن لم يعرف كيف تغير الوضع فجأة وأقدم الطيار على الهبوط بشكل سريع وعنيف، ما أدى إلى اصطدام الطائرة بالأرض. علماً أن إطارات الطائرة كانت تعمل بشكل جيد، ما جنبها الانفجار لدى اصطدامها بالأرض، وجنب مطار بيروت كارثة حقيقية.
استقالة الطيار
فُتح تحقيق لكشف الملابسات ومعرفة الجهة التي تتحمل المسؤولية، سواء كان مطار بيروت أو الطيار أو شركة الشحن.
وحضر فريق من الشركة من الخارج. لكن المصادر تستبعد وجود مشاكل صيانة في مدرجات المطار، التي تحصل دورياً. والترجيح بمسببات الحادثة هو إما وجود مشاكل تقنية في الطائرة، أو خطأ في أداء الطيار حصل في اللحظات الأخيرة. وهذا الأمر وارد، خصوصاً في ظل المعلومات عن أن الطيار قدم استقالته من الشركة بعد وقوع الحادثة.
ووفق المصادر، عادة ما تحصل حوادث مشابهة في مثل هذه الطائرات التي تكون مصممة للركاب ثم يصار إلى إجراء تعديلات عليها، لتحويلها إلى طائرات شحن، نظراً للأعمال والتغييرات التي تحصل داخل الطائرة وفي هيكلها الخارجي. لكن هذا لا يعني أن وقوع الحادثة ليس بسبب خطأ مادي من الطيار نفسه أو من برج المراقبة. وهذا ما سيكشفه التحقيق الذي فتح في الحادثة.
سلامة الطيران
الطائرة باتت غير صالحة للطيران حالياً.
وتقول المصادر أن الضرر الذي لحق بها كبير ولا يمكن إصلاحه، بل يفترض أن يصار إلى تلفها من الشركة المالكة. لكن ستبقى الطائرة مركونة في مطار بيروت إلى حين الانتهاء من التحقيقات ومعرفة الجهة المسؤولة.
هذه الحادثة فتحت قضية الملاحة الجوية وسلامة الطيران في مطار بيروت التي تثار كل مدة، سواء لناحية المراقبين الجويين أو لناحية صيانة مدرجات المطار.
فمن ضمن المعلومات المتداولة أيضاً أن الخطأ حصل بالتعليمات التي زُود بها الطيار عند الهبوط. وهذا يذكر بقضية المراقبين الجويين وعددهم الضئيل وعملهم المضني في المطار.
وسبق وأثير موضوع المراقبين بعدما أصبح عدد المدربين منهم 13 مراقباً، من أصل 52 مراقباً يفترض أن يخدموا في دائرة المراقبة الإقليمية، أي الرادار.
يضاف إليهم نحو 17 مراقباً توظفوا في العام 2010 لكنهم غير مدربين.