هدوء في عين الحلوة.. ماذا دار في اللقاء بين الرئيس بري وأبو مرزوق والأحمد..

كتب المحرر السياسي

عند السادسة من مساء أمس، دخل قرار وقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة حيز التنفيذ، وقد استمر ثابتا بالرغم من بعض الخروقات التي شهدتها فترات الليل وبقيت محدودة.
توقفت جولة العنف الثانية التي حصدت ما حصدته من قتلى وجرحى ودمار وأضرار امتدت افقيا في أرجاء المخيم الذي لا تتعدى مساحته الكيلو متر الواحد ويحتضن أكثر من سبعين الف نسمة.
وقف إطلاق النار جاء بعد جهود مضنية بدأها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي استقبل الموفد الفلسطيني عزام الأحمد بحضور قائد الجيش وقادة الأجهزة الامنية وكان كلامه واضحا وحازما وحاسما بضرورة وقف هذا الاقتتال العبثي الذي يسيء الى القضية الفلسطينية ويتناقض مع أصول الضيافة التي لن يتهاون فيها لبنان، واستكملها الرئيس نبيه بري الذي استقبل وفد حركة حماس برئاسة موسى أبو مرزوق ثم إلتقى عزام الأحمد والسفير الفلسطيني أشرف دبور، فماذا شهد هذان الاجتماعان المنفصلان وكيف أثمرا وقفا لإطلاق النار؟.
تشير المعلومات الى أن الرئيس بري كان يضع نصب عينيه ممارسة كل ما أنواع الضغوط من أجل الوصول الى توافق على وقف إطلاق النار وقد أبلغ الوفدين الفلسطينيين بأن لا بد من وقف جولات العنف العبثية، لافتا الى أن للصبر حدود وان صيدا وجوارها لم تعد تحتمل ما يجري في مخيم عين الحلوة ولا بد من وضع حد له.
وتقول المعلومات إن ممثل حماس موسى أبو مرزوق طلب بأن يتحدث بكل صراحة ووضوح مع الرئيس بري، مؤكدا على الدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه في الضغط على حركة فتح للالتزام بوقف إطلاق النار حرصا على المخيم وعلى رمزيته.
ولفت أبو مرزوق الى الاجتماع المشترك الذي عقد في السفارة واكدت خلاله فتح على ضرورة وقف إطلاق النار، مستغربا تصريح عزام الأحمد بعد لقائه رئيس الحكومة لجهة أن “الخيارات مفتوحة على كل الاحتمالات” ما أشعل جبهات المخيم الذي عاش ساعات عصيبة ليلة أمس الأول كادت أن تؤدي الى ما لا يحمد عقباه.
وابلغ أبو مرزوق الرئيس بري أن هناك مشروعا أميركيا ينفذ من خلال عين الحلوة، مؤكدا أن حركة المقاومة الاسلامية حماس ليست ضعيفة وهي لن تقبل باستمرار هذا العبث الأمني على ما هو عليه ولن تقف متفرجة على تنفيذ أي أجندة على حساب الدم الفلسطيني وتدمير المخيم.
وقد وعد أبو مرزوق الرئيس بري ببذل كل الجهود من أجل وقف إطلاق النار وتعزيزه بتسليم المطلوبين بقتل اللواء العرموشي الى القضاء وكذلك المطلوب من حركة فتح، مؤكدا أن هذا مطلب كل الفصائل الفلسطينية وبعض المجموعات الأخرى لأن الجميع حريص على أمن المخيم واستقراره وبقائه رمزا للعودة الى أرض فلسطين.
بعد ذلك، التقى الرئيس بري عزام الأحمد واستمع الى وجهة نظره التي تقول بأن المجموعات المسلحة تتحرك بأوامر خارجية، ثم تحدث بري بلغة حاسمة قائلا على الجميع أن يوقف إطلاق النار، لأن احدا في الدولة اللبنانية لم يعد يتحمل هذا الاقتتال الذي يشكل طعنة من الخلف للمقاومين في الداخل الفلسطيني، رافضا ما يحكى عن عناصر مشبوهة أو غير منضبطة، مشددا على أن مسؤولية حركة فتح تقضي بتثبيت وقف إطلاق النار وحماية المخيم وأهله وإعادة الحياة الطبيعية اليه، مطالبا الأحمد بالعمل على ترجمة ذلك خلال ساعات قليلة وصولا الى الساعة السادسة موعد بدء سريان وقف إطلاق النار، وبالفعل فقد أعلن الأحمد بعد اللقاء هذا التوجه.
تشير مصادر مطلعة على أجواء المخيم الى أن حركة فتح مطالبة بأن تكون الوعاء الحاضن طالما انها تعتبر نفسها الفصيل الفلسطيني الأكبر، ومن غير المسموح بأن تعالج جريمة قتل أو إغتيال بمعارك عبثية من شأنها تدمير المخيم وتهجير أهله، لافتة الى أن القضاء اللبناني يبقى الجهة الصالحة لحل أي نزاع او التصدي لأي جريمة وقعت على الأرض اللبنانية، وأن ما دون ذلك سيجعل مخيم عين الحلوة بشكل دائم على فوهة بركان سينفجر جولات عنف، ما أن تنتهي واحدة حتى تنطلق الأخرى.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal