هو العميد الدكتور الرئيس الوزير الانسان سامي منقارة حاصد الألقاب في مرحلة كان يضج فيها بالحياة والحضور والهيبة والوقار والعمل والانجاز والحب والوفاء، حتى صار مالئ الدنيا وشاغل الناس من مهامه العسكرية الى تقديماته الجامعية الى انجازاته البلدية الى خطواته الوزارية من الاستقالة من وزارة السياحة الى العمل في وزارة التربية التي وضع فيها أسس ومداميك ما تزال حاضرة الى الآن.
كان العميد يحمل النجاح الى كل منصب يشغله، وعندما تنتهي ولايته لا يعود اليه تاركا انجازاته تتحدث عنه، هكذا فعل في البلدية التي عاشت عصرها الذهبي في عهده من خدمات وتقديمات وتصدي للمخالفات ومهرجانات وزيارات ولقاءات وتوأمات حتى غدا عهد العميد منقارة مضرب المثل بين ابناء طرابلس الذين يتحسرون على الحال الذي وصلت اليه البلدية اليوم.
شكل العميد منقارة نموذجا يحتذى في تطبيق القوانين اينما كان واينما حل، فكان صارما حازما وحاسما في أي مسألة او خدمة تخالف القانون، الامر الذي كان يعرضه لاشكالات عدة مع جهات سياسية في المدينة كان يطويها بدماثة خلق وحسن تعاطٍ وقدرة على الاقناع ومحبة يغمر بها الجميع.
مع ساعات الفجر الاولى أسلم العميد سامي منقارة الروح وانتقل الى جوار ربه ليطوي تاريخا سياسيا وبلديا ووزاريا وجامعيا وامنيا وإنسانيا وإجتماعيا حافلا سيشكل مرجعا لكل من يبحث عن طريق النجاح.
ادى العميد منقارة الامانة ولحق بمن يحب بنجله سعد الذي فجع بوفاته قبل أشهر وبشكل مفاجئ.. لكن لغياب العميد مرارة كبيرة شعر بها كل ابناء طرابلس ممن عايشوه وعاونوه وعملوا الى جانبه، وشعر بها طلابه وعسكره وموظفو البلدية الذين تعاطوا مع رجل من الطراز النادر اخلاقا والتزاما وقسوة وعطفا.
العميد سامي منقارة ستبقى حيا في ذاكرة طرابلس التي احبتك بقدر ما احببتها، وستبقى النموذج والنبراس والقدوة والاسوة الحسنة.
وداعا أيها العميد الحبيب، وانا على فراقك لمحزونون وإنا لله وإنا اليه راجعون..
غسان ريفي
Related Posts
