نيران صديقة تطال بوحبيب وحجار.. التيار يتعاطى بخفة في الملفات الحساسة!… غسان ريفي

أمام القرار الخطير الذي إتخذه برلمان الاتحاد الأوروبي بإبقاء النازحين السوريين في لبنان، وما يشكله ذلك من خرق للسيادة الوطنية ومن تدخل بالشؤون اللبنانية، فإن تيارات سياسية لم تر من هذا القرار سوى فرصة للاستفادة منه في تصفية الحسابات الداخلية، فيما وجد البعض الآخر فيه مناسبة لاطلاق الشعارات العنصرية والمواقف الشعبوية التي لم تعد تسمن أو تغني من جوع أو تقنع أحدا.
سارع التيار الوطني الحر الى إستثمار القرار الأوروبي للقيام بـ”الفرض اليومي” المكلف به من رئيسه جبران باسيل وهو الهجوم على الرئيس نجيب ميقاتي وعلى الحكومة التي تجتمع رغما عنه لتصريف أعمال الناس، متهما إياها بمصادرة موقع رئاسة الجمهورية، لكن نيران التيار أصابت هذه المرة وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار المحسوب عليه والمسؤول عن هذا الملف إنطلاقا من وزارته وعضو اللجنة المكلفة متابعة ملف النازحين مع الجانب السوري.
واللافت أن حجار الملتزم بقرار التيار بالهجوم على الحكومة ورئيسها بشكل يومي وجد نفسه في دائرة الاستهداف بنيران صديقة خصوصا أنه مسؤول مباشر عن تشويه سمعة لبنان في ملف النازحين نظرا لتصريحاته المناهضة لهم مواقفه التي يصفها البعض بالعنصرية، ما دفع مؤتمر بروكسل الذي مثل فيه وزير الخارجية عبدالله بو حبيب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على رأس، الى عدم دعوة حجار الى المؤتمر، في حين إنتقد بيان البرلمان الأوروبي تصريحات بعض الوزراء اللبنانيين المناهضة للنازحين داعين إياهم الى التخفيف منها.
كما طالت النيران الصديقة البرتقالية وزير الخارجية عبدالله بو حبيب المحسوب أيضا على التيار الوطني الحر والذي إعتذر عن ترؤس الوفد الوزاري اللبناني الى سوريا للبحث مع قيادتها في ملف عودة النازحين، كما طالته في ملف المناقلات الدبلوماسية للفئة الثالثة التي إنتقدها التيار بشدة، محاولا إستخدامها لإستهداف ميقاتي الذي أصدر مكتبه الاعلامي بيانا وضع فيه النقاط على الحروف وأظهر خفة التيار في التعاطي مع بعض الملفات الحساسة، كونه يقارب السياسة من منظار شخصي، مصلحي وإنتقامي، ويمارس النكد على المستويات كافة.
اللافت، أن التيار الوطني الحر يطلق المواقف العالية السقف في ملفات مختلفة، المسؤول عنها وزراء مقربون منه ويلتزمون بقراره بعدم حضور جلسات الحكومة، ما يجعلهم غير قادرين على المتابعة، تماما كما هو حاصل في ملف النازحين السوريين، حيث يعلم القاصي والداني أن الأمور غير متروكة حكوميا، وأن الرئيس ميقاتي نجح في توحيد الرؤية الوطنية حول المقررات التي إتخذتها اللجنة الوزارية تجاه النازحين والتي حرص رئيس الحكومة على إطلاع ممثل الأمم المتحدة ومسؤول مفوضية اللاجئين على تفاصيلها، وكلف وزير الخارجية عبدالله بوحبيب بطرحها في مؤتمر بروكسل.
كما تم تشكيل وفد وزاري برئاسة بو حبيب لزيارة سوريا وبحث ملف النازحين مع قيادتها، إلا أن وزير الخارجية إعتذر بسبب إرتباطه بإجتماع مع اللجنة المشتركة لجامعة الدول العربية بشأن سوريا، والتي يتضمن قرار مجلس الوزراء ضرورة التنسيق معها، وبالتالي فإن الوفد الوزاري يستطيع أن يزور دمشق في أي وقت وبرئاسة وزير آخر يسميه رئيس الحكومة أو يتوافق عليه الوزراء أعضاء الوفد فيما بينهم، ولم يكن ذلك يحتاج الى كل هذه الزوبعة السياسية والى كل هذا الهجوم من قبل التيار الوطني الحر على الحكومة التي أعطت الغطاء لزيارة الوفد الوزاري الذي شكلته الى سوريا، علما أن التوجه السياسي لوزير الخارجية يوحي بأن التيار الوطني الحر قد طلب إليه الاعتذار عن الذهاب الى سوريا، خصوصا أنه يلتزم بكامل قراراته بما فيها مقاطعة جلسات الحكومة.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal