تستمر المراوحة في الملف الرئاسي من دون ان تظهر اية بادرة أمل توحي بأن الفرج بات قريباً.
وبإنتظار عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت، والتي تبدو بعيدة الأمد حتى هذه اللحظة، تغرق البلاد يوماً بعد يوم في ازماتها المتشعبة.
الى ذلك، تشير مصادر مواكبة للحراك الفرنسي الى ان كل ما يجري تداوله حول عودة لودريان وما سيحمله في جعبته يبقى في اطار التحليلات فقط. وتؤكد ان لا شيء جديد يمكن الإعلان عنه، باستثناء ان الموفد الرئاسي الفرنسي بات اكيداً من اهمية اجراء حوار بين الافرقاء لتحديد نقاط الاتفاق وتوضيح نقاط الاختلاف في سبيل الوصول الى حل ينهي الشغور في سدة الرئاسة. واللافت ان الحوار الآتي من فرنسا يلقى شبه اجماع على ضرورة إنجاحه بعد المعلومات التي تحدثت عن توجه لدى التيار الوطني الحر للقبول به، في حين لا يزال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع يرفض هذا الحوار سواء كان داخلياً او خارجياً. ما يوحي بأن لجعجع حسابات يريد تصفيتها في الدرجة الأولى مع الافرقاء الداخليين الذين يختلف معهم على كل شيء، بمن فيهم التيار الوطني الحر والذي كُسرت الجرة مجدداً معه بعد التقاطع على الوزير السابق جهاد ازعور وفشل مخطط حصوله على ٦٥ صوتاً ليكون رئيساً للجمهورية. وفي الدرجة الثانية مع فرنسا التي يبدو ان جعجع يريد تعطيل أي مبادرة لها في لبنان انطلاقاً من خلاف يبدو شخصياً لعدم طرح اسمه ودعمه لرئاسة الجمهورية، وصولا الى اتهامه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون شخصياً بأنه يدخل في صفقة مع حزب الله ثمنها الاستحقاق الرئاسي.
على صعيد متصل، نفت المصادر ان تكون فرنسا تخلت عن دعمها ترشيح رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه لرئاسة الجمهورية، معتبرة انه السياسي الوحيد القادر على محاورة الجميع والتعامل مع مختلف الازمات بمنطق وواقعية.
من جهتها اعتبرت مصادر المرده لسفير الشمال، الى ان من يرفض الحوار او يضع شروطاً مسبقة للتحاور، هو من يعرقل رئاسة الجمهورية. ولفتت الى ان مقاربة الملف الرئاسي كما باقي الملفات الحياتية يحتاج الى الاصغاء وعدم العناد في سبيل تحقيق مصلحة البلاد العليا.
وأضافت انه على كل معرقل ان يعيد النظر في حساباته غامزة من قناة ان الرئاسة هذه المرة تأتي من ضمن سلة متكاملة تشمل رئيس الحكومة وحاكم مصرف لبنان وقائد الجيش، والاهم انها متعلقة بتطورات المنطقة. وإذ جزمت المصادر ان معرقلي اليوم هم اول من سيسير بالقرار الناتج عن التوافق الخارجي عندما يحصل، شددت على انه لن يكون رئيس للبنان في المرحلة المقبلة سوى سليمان فرنجيه. ورأت انه ثابت بدعم حلفائه الذين لا يثقون الا به، ولا مرشح بديل عنه.
اذاً، هو شد الحبال الرئاسي يتواصل بانتظار ان تحل النعمة على عقول أصحاب الاختصاص فيتفقوا من اجل خلاص الوطن، ويدركوا ان الحل لن يكون الا بحوار داخلي والا فالاندثار مصير لبنان.
Related Posts