في مثل هذا اليوم (8 تموز) من العام 1972، أُغتيل الروائي والكاتب الفلسطيني غسّان كنفاني عبر تفجير سيارته بواسطة عبوةٍ ناسفة أمام منزله في محلة “مار تقلا” بالحازمية.
وأدى الإنفجار إلى تدمير السيارة بشكلٍ كامل، فيما تناثرت أشلاء جسد كنفاني على بعد أمتار، كما استشهدت معه إبنة شقيقته الطالبة الجامعية لميس حسين نجم (16 عاماً). ووقعت الجريمة عند الساعة الـ11.45 دقيقة من قبل ظهر 8 تموز 1972، وقد سُمع دوي الإنفجار في منطقة الحازمية وضواحيها.
وبحسب ما تكشفه المصادر التي وثقت الحادثة، فإن سيارة كنفاني كانت من نوع “أوستن – 1100” ومتوقفة في كاراج المبنى الذي كان يقطنه الروائي الراحل.
وكان كنفاني يبلغ من العمر 36 عاماً في ذلك الحين، وقد أعلن الموساد الإسرائيليّ مسؤوليته عن حادثة الاغتيال.
وعقب الجريمة، أدلت غولدا مائير، رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك بتصريحٍ حول الحادثة وقالت: “اليوم تخلّصنا من لواء فكري مُسلح فغسان كان يُشكل خطراً على إسرائيل أكثر مما يشكله ألف فدائي مُسلّح”.
نبذة عن الراحل وولد كنفاني في مدينة عكّا الفلسطينيّة سنة 1936 ثم هاجر منها مع أهله وهو في الـ12 من عمره إلى مدينة صور اللبنانية لينتقل بعد ذلك إلى مدينة صيدا.
وإثر ذلك، سافر كنفاني إلى دمشق ليتابع دراسته الثانوية ويلتحق بالجامعة.
في سوريا، عمل كنفاني في إحدى المطابع وأخذ يظهر إعجابه بحركة القوميين العرب وبشعاراتهم ومبادئهم، كما عمِلَ فترة في مدارس اللاجئين في سوريا.
ومن دمشق، توجّه كنفاني إلى بغداد حيث كتب في صحيفة “حركة القوميين العرب”، وبقي هناك سنتين قبل سفره إلى الكويت ليعمل مُدرّساً حتى العام 1960 حينما جاء إلى بيروت وعمل فترة في مجلة “الحرية” التي كانت تنطقُ باسم القوميين العرب.
وإثر ذلك، رأس كنفاني إدارة التحرير في جريدة “المحرر” وملحقها “فلسطين”، كما رأس تحرير ملحق “الأنوار” وكان عضواً في أسرة الصحيفة، كما كانت له مقالات في عددٍ من الصحف والمجلات اللبنانية والعربية الأخرى.
في صيف العام 1969، أصدرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مجلة “الهدف” وعهدت إليه برئاسة تحريرها، وكان كنفاني عضواً في المكتب السياسي للجبهة الشعبية والرجل الرابع في الجبهة والناطق الرسمي باسمها.
دخل الروائي الراحل السجن أكثر من مرّة في حياته كان آخرها عام 1971 بتهمة “قدح وذم” بعض الزعماء العرب.
متزوج من آني كنفاني وهي دنماركية الجنسية ولديه ولدان فايز وليلى، ومن مؤلفاته الخالدة: موت سرير رقم 12 – رجال في الشمس – أم سعد – عائدٌ إلى حيفا – القنديل الصغير – القبعة والنبي – جسر إلى الأبد.. وغيرها من المؤلفات.