متحصّناً بالصمت، يستكمل المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان جولاته على مختلف القوى والشخصيات السياسية، في محاولة منه بفتح كوّة في جدار الجمود الذي يلفّ انتخابات رئاسة الجمهورية.
في السياق، اكد لودريان في تصريح وحيد من على منبر بكركي ان الهدف من زيارته يتمثل في المساعدة على الخروج من الأزمة التي يعانيها لبنان، واشار الى انه لا يحمل أي طرح وسيستمع الى الجميع، جازماً ان الحل في الدرجة الأولى يأتي من اللبنانيين.
الى ذلك، كانت لافتة دعوة لودريان لرئيس تيار المرده سليمان فرنجيه الى مأدبة غداء في قصر الصنوبر بحضور السفيرة الفرنسية في بيروت آن غريو، النائب طوني فرنجيه والوزير السابق روني عريجي. فمنذ وصوله الى لبنان بدأ المبعوث الفرنسي جولاته على مختلف الافرقاء في مكاتبهم او منازلهم، غير انّ تمييز فرنجيه بهذه الطريقة وإن دلّ على شيء فهو اولاً مدى العلاقة الوثيقة بينه وبين الفرنسيين والتي تعود لسنين عديدة وتقوم على ثقتهم (أي الفرنسيين) بأداء فرنجيه السياسي، وثانياً هي تأكيد علني على ان باريس لا تزال على موقفها الداعم لوصوله الى سدة الرئاسة.
وتتحدث المعلومات عن سؤالين أساسيين طرحهما الزائر الفرنسي على ضيفه. الأول حول ما اذا كان ماضٍ بترشحه الى رئاسة الجمهورية، والثاني يتعلق بدعم الثنائي الشيعي له. فأخبر فرنجيه مضيفه بأنه ثابت في ترشحه مؤكداً عدم تخلي حلفائه عنه واستمرارهم بدعمه حتى النهاية.
على صعيد متصل اتسمت تصريحات مختلف الافرقاء بعد لقائهم وزير الخارجية الفرنسي السابق بالاقتضاب وباعتبار هذه الاجتماعات جيدة. في وقت لم يصدر عن الدائرة الإعلامية للسفارة الفرنسية أي بيان تأكيد او نفي لخبر استضافة لودريان لسفراء مجموعة الدول الخمس المعنية بلبنان بغية وضعهم في أجواء هذه اللقاءات.
اذاً، بين لقاءات “إيجابية” وفق التصريحات العلنية وتشبث فرنسا بمبادرتها الرئاسية للبنان باعتبارها تحمل برنامج عمل قوامه تحقيق الاصلاحات، ومن شأنه تسيير الأمور ومنع التعطيل في سبيل إخراج البلاد من ازماتها الحالية، يبقى الرهان على اقران الاقوال بالافعال، ويتجه الجميع الى حوار بناء يوصل الى انتخاب رئيس للجمهورية.
Related Posts