يبدو ان الجرذان أصبحت جزءا من ديكور “مدينة النور” التي يقصدها 44 مليون زائر سنويا، كما غزت هذه القوارض شوارع باريس وباتت تنافس السكان والزائرين على حد سواء، وإن كانت هذه الظاهرة ليست جديدة على السكان الذين تعبوا من منظرها المقزز، إلا أن الجديد هو تصريح عمدة بلدية باريس في مساعيها لمواجهة الظاهرة، حيث اقترحت آن هيدالغو، إنشاء لجنة لدراسة “التعايش” مع هذه الجرذان.
وتحاول السلطات المحلية، منذ سنوات ومن دون جدوى، التعامل مع ملايين الجرذان التي تعشش في العاصمة الفرنسية.
وبحسب موقع deratisateur.com يسكن حاليا حوالي 5 ملايين من القوارض في العاصمة باريس، أي حوالي اثنين من الفئران لكل مواطن باريسي.
واعتبرت بلدية باريس التي تلقت العديد من الانتقادات بسبب انتشار القوارض في الشوارع الباريسية وما تسببه من أضرار للسكان، ومع ضغط الإيكولوجيين الذين يعارضون قتل القوارض، اعتبرت أن “مسألة التعايش مع الجرذان تطرح نفسها”.
وفي هذا الصدد صرحت الخميس الماضي، المنتخبة الإيكولوجية في بلدية باريس، آن سويرس قائلة “لقد قررنا، مع السيدة العمدة، في هذه الفترة الأخيرة تأسيس لجنة على مسألة التعايش هذا بهدف أن نكون أكثر فعالية والعمل على أن لا تكون الأمور غير محتملة بالنسبة للباريسيين”.
وترى المنتخبة أن الجرذان “لا تشكل خطرا على الصحة العمومية”، لكنها استطردت وقالت إن “هذا لا يعني السماح للفئران بالتجول في المدينة”.
وأكدت نائبة عمدة بلدية باريس أن البلدية ستقوم “بالتوعية” واستقدام آلاف سلات النفايات لأن ترك الطعام خارجا _ حسبها _ هو “السبب الرئيسي لمضاعفة وخروج الجرذان”، مشيرة إلى أن الجهات الوصية ستلجأ إلى الفخاخ “إذا لم تجد حلا آخر”.
وأوضحت المسؤولة إلى أن هذه القوارض “لا ترتقي إلى أن تكون مشكلة صحية عامة” على الرغم من أنها حاملة لبعض الأمراض، وشدّدت على أنّ المرض يشكّل خطرا رئيسيا على جامعي القمامة الذين يمكن تطعيمهم باللقاحات المضادة.
وفي حين لاقت هذه المقترحات ترحيبا من الإيكولوجيين وجمعيات الحيوانات التي تدافع على عدم قتل القوارض، إلا أنها قابلت استهجانا من المعارضة التي تعتبر أن “تواجد هذه القوارض يسيء إلى حياة الباريسيين وإلى إقامة الـ44 مليون زائر للمدينة سنويا”.
(العربية)
Related Posts