شهادة الرشيد بين الأمس واليوم!… بقلم: جميل رعد

إنه الواحد من حزيران سنة 1987 التاريخ يتجدد بأسمى معانيه الدينية والأخلاقيه والوطنية عندما نستذكر هذا التاريخ نتذكر شهيد الوطن رجل الدولة الحكيم دولة الشهيد رشيد كرامي، الذي لا يختلف إثنان على هذه التضحيه بالروح والجسد حتى الذين يختلفون معه سياسيا كانوا يروا برشيد كرامي رجلا وطنيا بإمتياز، فهو الذي حافظ على الثوابت الوطنيه والعروبيه للبنان وحافظ على موقعية ودور رئاسة الحكومه بالمعادله اللبنانيه ليس فقط، إنما كان يمثل عمقا وطنيا بمدينته طرابلس فأعطته ما يستحق وكرست زعامته كونها كانت الحديقه الخلفيه لعمله السياسي فأدخل المدينه بمعادلة الوطن والدور والأهمية..
كما سرى ذلك بعد إستشهاده على دولة الرئيس عمر كرامي بمواقفه الوطنية فكان دولته إستمرار لنهج الرشيد وتركا إرثا سياسيا يذكره كل وطني. وبالإرث السياسي الذي إنتقل الى النائب فيصل الذي بدأ مسيرته بالخلاف العائلي من الأخ إلى العم وأبناء العم فبدل جمع العائله على كلمة سواء كان المنصب هو الهدف وليس الزعامة والدور.
شتت فيصل أغلب عوامل القوة التي تمتاز بها الكرامية السياسيه ووجدت عائلات المدينه التي كانت تسير بهذا النهج أنها تتعامل مع غرّ بالسياسة يعمل على دفن كل ما أنجزه الشهيد الرشيد والمرحوم عمر.. لقد بلغت مراهقاته السياسيه وإستعجاله بسعيه للتوزير على حساب مقعد شيعي كجائزة ترضيه بدل تمسكه بإنتمائه السني الوطني لهذا الموقع… فجاءت الإنتخابات الأخيره لتعلن نتائج سقوطه وإحتلال كل من جهاد الصمد والحاج طه ناجي موقعين متقدمين على أهم بيت سياسي تاريخيا ولولا التدخل السياسي وإرضاء جبران باسيل وطلب الثنائي الشيعي بغض النظر عن الأرقام لما حصل على مقعد نيابي فالزعامة ليست بالمقعد وإنما بالأداء والكرامه ومحبة الناس..
حتى مع حلفائه أطاح فيصل بممارساته باللقاء الوطني مما أدى إلى تعطيله والسؤال الذي يطرح نفسه أين هي قيمة الكرامية السياسيه وهل ستبقى تستثمر دم الرشيد إلى ما لا نهايه …
كل يوم يتحفنا معاليه بمواقف سياسيه أقل ما يقال عنها أنه يستخدم ويستثمر الشهادة كسلعة لتقديم أوراق إعتماد لمن يعنيهم الملف اللبناني، فليعلم معاليه أن المعادلات لا تبنى بالإفتراءات ولا التضليل ولا بالحقد والغيرة، كما لا تبنى بإستثمار الدم والبيع والشراء…
لا شك أن معاليه مستخدم مع كثير من المتضررين من الواقع السياسي المستجد فيدفع بنفسه للتهجم على الرئيس نجيب ميقاتي يستخدمونه كونه إبن طرابلس لعلهم ينالون من دولته ولأنهم يعلمون جميعا مستوى الحيوية السياسيه التي يتصف بها دولته على مستوى العالم والمنطقة وحتى لبنان فالمهمة الوطنية التي حملها دولته بأدق الظروف التي يعيشها البلد وأخطرها لا يمكن لأي سياسي أن يديرها بنفس الحرفيه التي قادها الرئيس ميقاتي بل وصل بمعاليه الجرأة ليتناغم مع الطائفي جبران باسيل بتهجمه على موقع رئاسة الحكومه التي ينتمي طائفيا إليها ويتناغم مع كل من يستهدف موقع رئاسة الحكومه، فالرئيس ميقاتي الذي يسير بين حقل الألغام ليبعد عن البلد ويلات ولتنتظم مؤسسات الدولة ويعمل مع المؤسسات الدوليه كما مع كل القوى السياسيه الفاعله بالبلد من أجل الخروج بأقل الخسائر وصولا إلى إنتخاب رئيس للجمهوريه وتشكيل حكومة جديده نرى معاليه يتشدق بإتهام الرئيس ميقاتي الذي يتعامل مع كل القوى السياسيه من موقع وطني وعلى حد سواء كما يتعامل الرئيس بري أيضا مع يدعي معاليه بعداوتهم فلم نر معاليه يجرؤ على إنتقاد الرئيس بري بكلمة، ولكن عقدة النقص التي تشكلت عنده كما غيره من المتضررين من أهمية أداء الرئيس ميقاتي جعلتهم خارج الخارطه السياسيه وجعلت من دولته الرقم الصعب لأي إستحقاق سياسي مقبل على لبنان..
ما هكذا تولد الإبل يا فيصل.. ولكن يبدو أن اللي خلف مات…
الكاتب: جميل رعد (كاتب سياسي)


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal