أربعين عاما من البيع بأرخص الأسعار.. أبو الفقراء يغادر بسطته في طرابلس

بعد أربعين عاما أمضاها على “الجسر” (كورنيش نهر أبو علي)، غادر المواطن نضال عبدالهادي (أبو الفقراء) البسطة التي كان يعمل عليها في بيع الألبسة والأحذية من “الستوك” الى محدودي الدخل والفقراء بأسعار رخيصة تصل في بعض الأحيان الى حدود الخيال، و”اللي مصاري ما معو ياخذ والله معو”.
وكان أبو الفقراء في كل فترة يقتطع مبلغا من المال مما تجنيه بسطته لتقديمه الى الأيتام أو العجزة أو الطلاب الفقراء عبر مساعدات عينية كان يقدمها لهم في المناسبات والأعياد، ما جعله ذائع الصيت وحوّله الى قبلة أنظار بعض محطات التلفزة المحلية والفضائية، إنطلاقا من الحالة الاجتماعية التي يشكلها.
غياب أبو الفقراء عن الجسر، ليس مجرد بائع تخلى عن البسطة التي يعمل عليها، بل هي مؤشر الى الحالة المزرية التي وصل إليها هذا المكان الذي يعتبر شريانا حيويا للتجارة والذي يغادره أهله ليحل مكانهم الأغراب، خصوصا بعدما أصبحت سمة كورنيش نهر أبو علي الاشكالات اليومية التي يتخللها في بعض الأحيان إطلاق نار.
ويقول أبو الفقراء: “بعد أربعين سنة وبفعل هذه الظروف العصيبة وجنون الدولار والاشكالات قررت أن أترك الجسر وأن أبيع هذه البسطة التي لطالما عملت من خلالها على سد حاجات الفقير من الألبسة المختلفة بأرخص الأسعار”.
ويشير أبو الفقراء الى أنه “يعمل حاليا في بيع قطع القماش التي تستخدم للتمسيح، وأنه سيأخذ فترة من الراحة ليدرس العمل الجديد الذي سيقوم به”.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal