وسط المآسي التي تعيشها أوكرانيا جرّاء الحرب التي تعصفُ بها، تأتي بعض الصور من هناك لتكشف عما تركته المعارك الضارية من رُكام ودمار.
من قلب العاصمة كييف، حكاياتٌ كثيرة تنسجها مشاهدُ جمّة تناقلتها وسائل الإعلام العالميّة، فمن خلالها يمكن رصدُ شذراتٍ مما فعلته الحرب، لكن هناك قصصٌ أخرى مُخبأة ومشاهد لا يُمكن معاينة حقيقتها سوى على أرضِ الواقع.
حقاً، قد يكون الكلام عن أوكرانيا كثيرٌ جداً، في حين أنّ هناك أشخاصاً لديهم حسّ المغامرة للدخول في عباب بلدٍ يعيش حرباً ضروس. وفي الواقع، هذا ما فعلته شابّة لبنانية تُدعى سوسن سعد، فهي التي دخلت أوكرانيا وراحت تجولُ في بعض مدنها، لتلتقطَ مجموعة صورٍ وثقت آثار الحرب ودمارها.
في إحدى الصور التي نشرتها سعد عبر حسابها على “فيسبوك”، تظهرُ دبابة مدمّرة وسط أرضٍ مفتوحة مُحاطة ببعض المنازل الصغيرة. عن هذا المشهد، تقول سعد في إحدى تعليقاتها: “هذه بقايا الحرب”. حتماً، ما نقلته الشابة اللبنانية من أرض المعارك الحامية، كان كافياً لدفع المتابعين إلى تمني السلامة لها لأن الوضع مأسوي والحربُ مفتوحة.
اللافت أيضاً هو أنّ سعد نشرت مقطع فيديو مؤثر يُظهر هرّةً صغيرة أصابتها شظية في ظهرها، مشيرة إلى أن تلك القطة تبلغ من العمر 7 سنوات وأصحابها غادروا مكان سكنهم في بداية الحرب، وتضيف: “إلا أنه ومع ذلك، بقيت تلك الهرة في مكانها.. عاد أصحابها إلى منطقتهم وهي ما زالت هنا”.
ما كتبتهُ سعد عن هذه الهرّة إنما يكشف أبعاداً رائعة عن الصمود في أرض الحرب. هي هرّة صغيرة آثرت البقاء وتحدّي المصاعب، كما أنها ضمّدت جراحها رغم الألم. القصة هنا ليست من نسج الخيال، فكما الإنسانُ يتمسك بموطنه، يأتي الحيوان أيضاً ليتشبث بأرضه وبـ”ديار الله” الواسعة. فعلياً، تعدُّ قصة تلك الهرة وإصابتها خير دليل على أنّ الحياة لا تنتهي في أيّ حرب، فالتمسك بالأرض كبير، والأملُ بالبقاء رغم الجراح كثيرٌ وكثير.
Related Posts