دروس للجائحة المقبلة من أزمة كورونا.. هذا ما قاله الخبراء

بعد ثلاثة أعوام من إعلان الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، حالة الطوارئ الصحية في البلاد، إثر انتشار وباء كورونا، تستعد واشنطن الخميس، لإنهائها مثقلة بحصيلة كبيرة من الوفيات.

صحيفة “نيويورك تايمز” كتبت في تقرير لها بالخصوص “اليوم الخميس، ستسمح إدارة الرئيس جو بايدن بإنهاء إعلان الطوارئ، مما يوفر لحظة لتقييم كيفية استجابة الولايات المتحدة لأسوأ أزمة صحية منذ قرن”.

وبالحديث عن ضرورة تقييم الوضع العام، بعد نهاية الأزمة، أشارت الصحيفة إلى أنه حدث خطأ كبير خلال جائحة كورونا، إذ أدى نقص الاستثمار في الصحة العامة بأميركا على المستويات الفيدرالية ومستوى الولايات إلى تفاقم الأمور.

ونقلت الصحيفة عن خبراء الصحة رؤيتهم للنقائص التي سجلوها خلال معركة وباء كورونا في الولايات المتحدة، وطرق تفاديها، أبرز تلك النقاط:

التواصل

يقول خبراء إنه عند التعامل مع تفشي مرض معد، فإن التواصل لا يعد جزءًا من الاستجابة فحسب، بل هو الاستجابة ذاتها.

أظهرت جائحة كورونا أن الرسائل الموجهة للجماهير لحملها على توخي الحذر من الوباء، يمكن أن تؤدي إلى عكس النتائج المطلوبة، بل إلى تفاقم انتشار المرض وتقويض الثقة في مؤسسات الصحة العامة.

ويقول الخبراء في المقابل إن المفتاح لكسب الثقة وطمأنة الجماهير هو أن يوضح القائمون على قطاع الصحة للجماهير أن الإرشادات التي يقدمونها لهم اليوم قد تتغير غدا، ثم الاعتراف بأن ما قالوه بالأمس ربما كان خاطئا.

وقال ريتشارد بيسر، القائم بأعمال المدير السابق لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أثناء إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما “عندما تصارح الجماهير كل يوم يمكن أن تبرر أخطاءك، وما تعلمته منها، وتمتلك ثقتهم”.

مشاركة البيانات

يرى الخبراء الذين تحدثوا للصحيفة أنه تمت إعاقة العمل الذي كان ينبغي أن تقوم به مراكز “سي دي سي” أثناء الوباء، وذلك بسبب أنظمة البيانات القديمة وتبادل بيانات غير متطابقة بين الحكومة الفيدرالية والولايات ومقدمي الخدمات الصحية.

وعلى عكس بريطانيا وإسرائيل، اللتين لديهما أنظمة رعاية صحية وطنية، ليس لدى الولايات المتحدة آلية للتدفق الحر للبيانات بين وكالات الصحة العامة ومقدمي الخدمات من القطاع الخاص.

لذلك، يرى الخبراء أن الاستجابة لفيروس سريع التحور مثل كوفيد- 19، يشكل مخاطر مختلفة على مجموعات سكانية مختلفة يتطلب بيانات أفضل وأسرع.

واستشهد مايكل أوسترهولم، وهو مدير مركز أبحاث وسياسات الأمراض المعدية بجامعة مينيسوتا، بإغلاق المدارس كمثال، حيث كان من الممكن برأيه، أن تكشف البيانات لو تمت مشاركتها في الوقت اللازم، متى ينبغي الغلق.

وقال إن بعض متغيرات فيروس كورونا كانت أكثر فتكًا بالأطفال من غيرها، مضيفًا أنه إذا كان المسؤولون قد تمكنوا من الوصول إلى تلك البيانات في الوقت المناسب، فقد يكونون قادرين على تكييف إغلاق المدارس عندما يكون الطلاب أكثر عرضة للخطر.

تخزين الإمدادات الحيوية

في الأشهر الأولى من الوباء، واجه العاملون الصحيون في الخطوط الأمامية نقصا كبيرا في الإمدادات، ما أجبرهم على إعادة استخدام أقنعة الوجه مرات عديدة، أو ارتداء ملابس واقية شخصية غير مناسبة أو الذهاب بدون هذه المعدات تماما.

وقامت الحكومة الفيدرالية بتوسيع احتياطيها من الإمدادات الوبائية بشكل كبير منذ ذلك الحين، مما يمنحها السبق في الاستجابة لموجة أخرى من فيروس كورونا المدمر أو تفشي فيروسي مختلف يتطلب موارد مماثلة.

وقبل الوباء، كانت المشتريات الحكومية للمخزون الوطني الاستراتيجي تتجه بشدة نحو الحماية من عوامل الإرهاب البيولوجي مثل الجمرة الخبيثة.

وفي مارس 2020، كان المخزون يحتوي على 13 مليون قناع N95، بينما اعتبارا من أوائل هذا الشهر، كان لديها 352 مليون، وخلال نفس الفترة، ارتفع عدد أجهزة التهوية إلى حوالي 150.000 من 12700.

الاستثمار في اللقاحات مبكرا

كنموذج للاستجابة للأوبئة المستقبلية، يشير الخبراء إلى عملية Warp Speed، وهو برنامج تطوير لقاح فيروس كورونا التابع لإدارة ترامب.

وكان أنتوني فاوتشي، الاختصاصي في علم المناعة، ومدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، ومستشار سابق لدى الإدارة الأميركية، إن برنامج “وارب سبيد” قدمت لقاحات فعالة للأميركيين في وقت قياسيـي، جزئيا، لأن الحكومة الفيدرالية أمضت سنوات في الاستثمار في البحث العلمي الأساسي.

وقام المسؤولون الفيدراليون خلال عملية “وارب سبيد” بشراء كميات هائلة من اللقاحات التي كانت لا تزال قيد التطوير.

يذكر أن الحكومة الأميركية مولت ودعمت التجارب السريرية التي أدارتها شركتا فايزر وموديرنا اللتان طرحتا أولى اللقاحات المضادة لفيروس كورونا.

عدم الاعتماد على اللقاحات فقط

أثبتت اللقاحات أنها الحصن الأكثر فعالية ضد الإصابة أو الوفاة جراء كورونا، لكن خبراء الصحة قالوا إن الاهتمام بالتطعيم طغى على الجهود المبذولة لتطوير وتقديم العلاجات.

ولم يتم السماح باستخدام أدوية الأجسام المضادة للذين يعانون من نقص المناعة، من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية، بينما يقول الخبراء إن هناك حاجة إلى المزيد من الأدوية المضادة للفيروسات.

وركزت إدارة بايدن بشكل كبير على اللقاحات المعززة، والتي لم تستقط كثرين مقارنة بموجة التلقيح التي بدأت في خريف عام 2021.

وينصح الخبراء بدعم استراتيجيات أخرى تهدف إلى منع انتشار الفيروس، مثل تحسين جودة الهواء الداخلي في المؤسسات، وهو الذي تلقى اهتماما متواضعا نسبيا وفقهم.
(الحرة)


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal