بمنطق يصعب مواجهته، تحدث رئيس تيار المرده سليمان فرنجية في مقابلته التلفزيونية مع الزميل جورج صليبي ضمن برنامج “وهلق شو” على قناة “الجديد”، حيث وضع التيارات السياسية المسيحية أمام مسؤولية وطنية الى حدود الإحراج لا سيما بما يتعلق بالحوار الذي ابدى استعداده للقيام به مع النائب جبران باسيل والدكتور سمير جعجع والنائبين سامي الجميل وميشال معوض وغيرهم تحت سقف بكركي وبرعاية البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي.
ينتصر منطق الحوار لدى سليمان فرنجية على منطق الانعزال الذي يتحدث فيه خصومه الذين يتعاطون معه بشخصانية وأنانية وبنبش التغريدات القديمة التي لم تقدم ولن تؤخر بالنسبة لفرنجية الذي عرض بكل صراحة لمسيرته السياسية ضمن فريق 8 آذار وعلاقاته مع حزب الله والرئيس السوري بشار الأسد، مع تأكيده بأنه “يأتي من محور سياسي، لكن في حال انتُخب رئيسا للجمهورية سيكون في منطقة الوسط ورئيسا لجميع اللبنانيين من 8 و 14 آذار ومستقلين ومن مسلمين ومسيحيين”.
رد فرنجية على كثير من التساؤلات كاشفا ان “لا فيتو سعوديا عليه، وان باتريك دوريل الذي نقل محضر جلسته معه في باريس الى السعوديين أبلغه أن الاجواء في المملكة إيجابية تجاهه”، فضلا عن تأكيده بأن “علاقته بالبطريرك الراعي ممتازة وان صاحب الغبطة سيكون مسرورا في حال وصل الى قصر بعبدا”.
وضع فرنجية خصومه المسيحيين في خانة اليك، عندما أعلن انه “يرفض تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان قبل انتخاب رئيس للجمهورية، خصوصا أن هذا التعيين قد يتبعه تعيينات أخرى، ما يدفع البعض الى القول بأن لا حاجة لرئيس الجمهورية طالما أمور الدولة تسير بشكل طبيعي”.
كلام فرنجية شكل مضبطة اتهام لخصومه المسيحيين الذين يهددون بالتعطيل من دون مبررات منطقية، ويدعون الى تعيين الحاكم في ظل الشغور الرئاسي، كما شكل تنبيها او ربما تحذيرا بأن استمرارهم في التعاطي السلبي مع الاستحقاق الرئاسي سيُضعف موقع رئاسة الجمهورية، وتشير المعطيات الى ان كلام فرنجية ضمن هذا الاطار، لاقى استحسانا في الساحة المسيحية التي تخشى استمرار الشغور في ظل الصراع المسيحي القائم.
لم تقف تحذيرات فرنجية عند حدود الرئاسة بل تجاوزتها الى التنبيه من طروحات الفدرلة المقنعة باللامركزية الادارية الموسعة، حيث شدد على “التمسك بوحدة لبنان، وبإتفاق الطائف الذي يجب تطبيقه كاملا ومعالجة الثغرات فيه في أجواء من التفاهم والحوار”.
ينقل زوار عين التينة أمس، أن “الرئيس نبيه بري اعرب عن إعجابه بإطلالة فرنجية التلفزيونية” معتبرا انه “كان صادقا وموضوعيا وان الطروحات التي قدمها تشكل حاجة ضرورية للبنان”.
Related Posts