لم تكشف المواقف السّياسية التي أدلى بها فرقاء من مختلف الأطراف، خلال فترة عيد الفطر وقبله عيد الفصح، عن أيّ جديد بما يتعلق بالملفات السّياسية العالقة، وتحديداً بملف الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية، بعدما أظهرت هذه المواقف ثباتاً وتشبثاً بما كانت عليه منذ فراغ منصب الرئاسة الأولى في 31 تشرين الأول الفائت، من غير أن تفلح الأشهر الستّة الماضية في تقريب وجهات النظر وردم الهوّة وإيجاد تسوية ما يزال البحث عنها يدور في حلقة مفرغة.
في مراجعة سريعة لهذه المواقف يتبيّن الآتي:
أولاً: أكّد موقف نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم على موقف الحزب والثنائي الشيعي وحلفائهما من الإستحقاق الرئاسي، عندما حدّد“الصورة” الإنتخابية التي ما تزال على حالها منذ 6 أشهر، بين “مرشّح رئاسي لديه عدد وازن من أصوات النوّاب هو الوزير السّابق سليمان فرنجية، ومرشّح تبحث عنه كتلٌ تصنِّف نفسها في المعارضة ولم تصل إلى اتفاق عليه حتى الآن، من بين عددٍ من المرشحين ليس لأحدٍ منهم أصوات وازنة”، قبل أن يختم أنّ “البلد أمام مرشحين: أحدهما جِدِّي والآخر هو الفراغ، وكلّ المؤشرات المحلية والتطورات الإقليمية لا تنبئ بتغيُّر المشهد“.
ثانياً: لم يأتِ السّجال والتراشق الإعلامي بين النائبين ميشال معوض وبولا يعقوبيان بجديد، إذ كشف تبادل التهم بينهما أنّ حجم الإنقسام في صفوف المعارضة، أو تلك التي تطلق على نفسها وصف قوى سيادية ومستقلة وتغييرية، كبير جداً، وأنّه لا يوجد حدّ أدنى بينها على إسم مرشح رئاسي تخوض بها الإنتخابات، بعد أن أظهر أداء القوى والأحزاب والشخصيات المنضوية في صفوفها أنّها لا تختلف بشيء عن أغلب القوى والأحزاب التقليدية التي تتحمّل الجزء الأكبر من الأزمة التي وصل إليها البلد، وبأنّ تغيّر الوجوه وتبدّلها لا يشير أبداً إلى أنّ الأداء سيتغيّر نحو الأحسن.
ثالثاً: لم يُكتب للمبادرة الفرنسية القائمة على “تسوية” مفادها إنتخاب فرنجية لرئاسة الجمهورية وتكليف السّفير السّابق نوّاف سلام تأليف الحكومة المقبلة النّجاح في مسعاها، أقلّه حتى الآن، لسببين ظاهرين: الأوّل عدم موافقة القوى الخارجية المؤثرة في لبنان على هذه التسوية، ليس إعتراضاً على الشّخصين ـ فرنجية وسلام ـ إنّما بسبب إنشغال هذه القوى الخارجية بملفات أخرى أكثر أهمية لديها من الملف اللبناني.
أمّا السبب الثاني فهو أنّ قوى المعارضة في الداخل اللبناني، وتحديداً القوّات اللبنانية وحزب الكتائب، وقسم كبير من النوّاب الجدد، يرفضون هذه التسمية، ليس إعتراضاً على سلام إنّما رفضاً لفرنجية. غير أنّ هذين الإعتراض والرفض ليسا نهائيين، إذ أنّه عندما يحين أوان التسوية وتأتي “كلمة السّر” من الخارج، وهي على ما يبدو لن تأتي قريباً، فإنّ كلّ هذا الإحتجاج يصبح من الماضي.
Related Posts