لمناسبة شهر رمضان المبارك يسرّ جريدة “سفير الشمال” أن تقدم لقرائها نبذة عن المساجد الأثرية والتراثية في طرابلس ولبنان مع عرض لبعض الصور التي تبيّن جمالية هذه المساجد وأهمية عمارتها وهندستها، على أن تتم الاضاءة في كل يوم من أيام الشهر الكريم على أحد هذه المساجد..
الجامع القديم في مدينة صور
دخلت مدينة صور في حوزة المسلمين منذ أن فتحت في أواخر سنة 13هـ/633م في عهد الخلافة الراشدة. وككل مدينة يفتحها المسلمون كان أول بناء يقيمونه فيها هو المسجد الجامع، لأداء الصلاة جماعة. وهكذا أقيم في صور أول جامع في عهد الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) على غرار الجامع العمري في بيروت والجامعالعمري في صيدا.
وقد شهد جامع صور خلال فترة طويلة من الزمن مجالس العلم والقضاء التي كان يعقدها المشايخ والقضاة ورجال الحديث والفقهاء والأدباء، في القرنين الثاني والثالث ومنتصف القرن الرابع الهجري.
مرّ على الجامع الذي عرف بإسم “العتيق” عدة عصور منها: الفاطمي والصليبي والمملوكي والعثماني، وفي عام 1841ميلادي ضرب مدينة صور زلزال كبير نتج عنه تهدم جزء كبير من المسجد، فقام بترميمه قاضي صور الشيخ عبد الله المغربي المتوفى سنة 1267هـ/1867م، والمدفون في صحن المسجد الذي يعرف حالياً بالمسجد القديم، وهو تابع لأوقاف الطائفة الاسلامية السنية في صور.
كذلك أصيب المسجد بأضرار في زلزال عام 1956م، ثم تعرض للقصف الاسرائيلي عام 1978م، ومنذ ذلك الوقت لم تجر للمسجد أي عملية ترميم رغم تصنيفه كمعلَم أثري من معالم صور الأثرية في جردة عام 1974م، الصادرة عن المديرية العامة للآثار.
وقد استعاد المسجد القديم تاريخه ورونقه بعد عملية ترميم ضخمة قامت بها مؤسسة الحريري بعد أن تبرع الرئيس الشهيد رفيق الحريري بكل النفقات وذلك عن روح ولده حسام الدين الحريري، وقد استمرت عملية الترميم التي طاولت كل الجوانب أكثر من سنتين، ابتداءً من أواخر عام 1994م.
Related Posts