خاص – سفير الشمال
تتلألأ مناطق طرابلس التراثية والشعبية بأنوار شهر رمضان المبارك الذي يفرض نفسه رغم الازمات المعيشية والاجتماعية الكارثية التي ترخي بثقلها على المواطنين الذين يخرجون الى المقاهي التاريخية لتمضية السهرات الرمضانية على مقربة من أفران الكعك الذي يحضر فيه الكثيرون طعام السحور..
تشكل محلة الحدادين – باب الرمل قبلة الانظار في ليالي رمضان حيث تزدان بالانوار والزينة الرمضانية استعدادا لاستقبال المواطنين الذين يتدفقون اليها من كل انحاء طرابلس ومن خارجها وصولا الى رواد من بيروت وسائر المحافظات اللبنانية. يقصد رواد طرابلس مناطقها الشعبية للتمتع بعبق التاريخ والتراث الحي المتمثل بمقهى موسى الاثري الذي يختزن حكايا القبضايات من رجالات جبل النار سواء خلال مقارعتهم الفرنسيين خلال الانتداب او خلال الاستعداد للاستقلال او في الحملات الانتخابية التي كانت تتخذ من المقهى مكانا لاقامة المهرجانات واللقاءات.
ونبت على جوانب مقهى موسى العشرات من المقاهي التي تشكل معه منظومة سياحية تستقبل يوميا الآلاف من المواطنين الذين يسهرون ويدخنون الأراكيل ويلعبون الورق وطاولة الزهر او يتسامرون على وقع الاغاني التراثية القديمة والموشحات او بعض النشاطات التي تقام لا سيما من قبل فرق النوبات الصوفية التي تتخذ من تلك المناطق محطة لها لقرع الطبول ومدح الرسول والتغني بمزايا رمضان.
وليس بعيدا عن منطقة الحدادين – باب الرمل يشكل مقهى فهيم التراثي في ساحة التل بوسط المدينة تحت الساعة الحميدية الاثرية وقرب الزينة الرمضانية اللتين انارهما الكابتن عبدالناصر المير الى جانب مقهى موسى، امتدادا للمساحة التراثية حيث يعيش رواده اجواء رمضانية، وصعودا نحو مقهى التل العالي الذي يعتبر ملتقى ابناء طرابلس فضلا عن كونه يستهوي الكثير من السياح الذين يرتادونه نظرا لطابعه السياحي والاثري ولأسعاره المقبولة التي تتناسب مع كل الميزانيات.
لا شك في ان رمضان يشكل موسما اساسيا وهاما لكل ابناء المناطق الشعبية من اصحاب المقاهي الى افران الكعك الى بائعي الاجبان والالبان، الى محلات الحلويات، وبائعي العصائر والقهوة ما يجعلها تعيش انتفاضة اقتصادية على مدار شهر كامل وفي ظل استقرار امني في كنف الجيش اللبناني الذي يقيم دوريات راجلة ومؤللة ويقيم نقاطا ثابتة حفاظا على الامن وعلى راحة ابناء المدينة.
الصور بعدسة الزميل فتحي المصري:
Related Posts
