عبد المسيح في افطار رمضاني :لا حل في هذا الوطن المريض الا ان نتسامح ونغفر لبعضنا

أقام النائب أديب عبد المسيح مأدبة إفطار بمناسبة شهر رمضان المبارك تحت عنوان ” افطار التسامح”، وذلك في مطعم الشاطر حسن راسمسقا الكورة.

حضر الافطار وزراء ونواب حاليون وسابقون ،رئيس القسم الديني الشيخ فراس بلوط ممثلا مفتي الشمال الشيح محمد طارق امام، ورجال دين وشخصيات قضائية وادارية واعلامية ولفيف من الاحبة والاصدقاء.

بعد النشيد الوطني ألقى النائب عبد المسيح كلمة رحب فيها بداية بالحضور وقال: “أبدأ بتقديم أحر التهاني للبنانيين بعامة والاخوة المسلمين بخاصة بحلول شهر رمضان المبارك، عسى أن يحمل هذا الشهر معه كل الخير والبركات لبلدنا الحبيب، كما اتقدم بالتهنئة للبنانيين بعامة و المسيحيين الذي يتبعون التقويم الغربي، بيوم الشعانين المبارك و هو اليوم الشهير الذي دخل المسيح مدينة اورشليم راكباً على جحش ابن اتان، ليكون خلاصا ورمزاً للتسامح والتواضع والسلام”.

وتابع: “التسامح أيها الحضور الكريم هي الكلمة العنوان لهذا الافطار المميز بحضوره، كيف لا والدين الاسلامي كما الدين المسيحي يتخذان من هذه الكلمة مرتكزاً أساسيا في العقيدة والمعاملة. فالآية الكريمة التي تقول :” يا أيها الذين آمنوا ان في أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاتخذوهم وان تعفوا عنهم وتصفحوا عنهم وتغفروا لهم،. فإن الله غفور رحيم”.

أما في الانجيل المقدس فيقول المسيح : “ومتى وقفتم تصلون فاغفروا ان كان لكم على احد سيء لكي يغفر لكم ايضاً ابوكم الذي في السموات ذلاتكم”.

اضاف:” فالتسامح والغفران هما ما ينقصنا او ينقص البعض لكي تطغى المحبة على أفعالنا، وهذه برأيي هي القاعدة الأساسية للعيش المشترك التي يتميز بها لبنان، فالله سبحانه وتعالى هو محبة ويقول في ذلك الامام علي بن أبي طالب: ان الله يقذف الحب في قلوبنا فلا تسأل محب لماذا أحببت”.

وقال: “من هنا يا سماحة المفتي و يا سيادة المطارنة وايها الحضور الكريم، ارسل لكم من هنا من الكورة، كورة العلم والثقافة والتسامح، كورة حقوق الإنسان والايمان والاديان، كورة العيش المشترك فالسلام واغصان الزيتون.

أرسل لكم رسالة تسامح ومحبة اليكم و الى اهلنا في طرابلس الفيحاء الضنية المنية وعكار والكورة وزغرتا و بشري والبترون وكل لبنان، فلا فرق عندي في المواطنة والتسامح والمحبة والانسانية، لافرق بين سني واورثوذكسي و كاثوليكي و علوي و شيعي ودرزي، نحن اولاد ايمان ومحبة، نحن ابناء رسالة اسمها لبنان.

لبنان معقل الاديان والارز والتاريخ.

لبنان لجميع ابنائه ولبنان للبنانيين فقط”.

وتابع: “خلال المعركة الانتخابية منذ حوالي السنة، تفاجأت عندما تعرفت على كورانيين من طوائف اخرى ان قالو لي: “نحن ما بدنا ننتخبك” لانك ستهجرنا بعد الانتخابات وسنضطر للذهاب الى مرجعياتنا الدينية في طرابلس وايضا هناك لا نائب سيساعدنا لان قيدنا في الكورة.

استفزني هذا الحديث واجبته انني لن اقبل ان تصنف الناس درجة اولى وثانية في اي منطقة في لبنان، لا العبدة ولا النبطية ولا الكورة.

النائب هو ممثل لكل الناس والاديان والانتماءات والمعتقدات وحتى الخلفيات السياسية المضادة و سنحارب منطق تصنيف الناس، فالشيعي والسني والعلوي في الكورة هو اخي كما المسيحي هو اخ للمسلم في طرابلس.

هكذا تكون المواطنة وهذه هي المواطنة وهذه هي المحبة في الوطن الواحد”.

اضاف: “الجامعة اللبنانية التي خرجتني في القبة لم تسأل انا من أين اكون، ومؤسسة رفيق الحريري لم تسأل عن انتمائي وديني وقيدي عندما تكفلت بمصاريف جامعتي لمدة ٥ سنوات ودولة الامارات العربية المتحدة لم تميزني عن المسلم عندما عشت فيها لمدة ٢٥ سنة، مؤسسة فؤاد المخزومي لم تسأل عن دائرتي و ديني عندما ارسلت الهبات الرمضانية مشكورة”.

وقال: “نعم أيها السيدات و السادة لا يوجد حل في هذا الوطن المريض الا ان نتسامح ونغفر لبعضنا بعضاً ونحب بعضنا ونصب ولاءنا اولا لوطننا.

ونعترف ان لا منطق يسود الا منطق الدولة السيدة الحرة المستقلة الخيادية السيادية دولة القانون والمؤسسات دولة العيش المشترك الحقيقي بين جميع الاديان والفئات السياسية دولة اللا طبقات وعدم التصنيف”.

أضاف: “انه في الصدفة الجميلة والتوقيت الالهي ان يصادف شهر رمضان المبارك مع ايام الصوم الكبير لدى الطوائف المسيحية وبما ان الصلاة خير من السياسة سيكون لي شرف تلبية دعوة صرح بكركي للصلاة والتأمل بعد ايام قليلة لكن الشرف الاكبر انني ذاهب ممثلا كتلة “تجدد النيابية “العابرة للاديان والمناطق.

علّ صلاتنا تصل الى قلوب وعقول المسؤولين في هذا البلد عله نعيد فطرا سعيدا بكل ما للوصف من معنى و فصحا مجيدا لكل ما للكلمة من معنى نسترجع بذلك سعادة لبنان ومجده العظيم و يصبح لنا رئيس للجمهورية حاضنا لجميع اللبنانيين ورئيس للوزراء حاضنا للاصلاحات والحلول لنسترجع بذلك دولتنا وهيبتنا و سيادتها و اقتصادها وحتى ابناءها المهاجرين والمنتشرين في دول اخرى”.

واردف: “إفطار التسامح” هو عنوان لقائنا اليوم ان شاءالله سنجعل منه لقاء سنويا في كل شهر رمضان من كل سنة علنا نطلق عليه العام المقبل عنوان إفطار الازدهار ويكون بلدنا معافاً مزدهرا معيدا ثقته بمحيطه العربي”.

وختم عبد المسيح : “استذكر قول جبران خليل جبران: انا مسيحي ولي الفخر بذلك ولكنني أهوى النبي العربي واكبر اسمه واحب مجد الاسلام وأخشى زواله”.

كما القى رئيس القسم الديني في دار الفتوى الشيخ فراس بلوط ممثلا مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد امام، كلمة نقل خلالها تحية الاخير الذي اعتذر عن عدم الحضو، وشكر النائب أديب عبد المسيح على دعوته للافطار “التسامحي الوطني الجامع”، وقال: “عذراً انني لم ارحب بأحد لان كلامنا يتكامل كما ينبغي ان يتكامل عملنا في خدمة وطننا و مجتمعنا الذي يعاني في كل المجالات واريد ان ارحب بقادة الوطن بكل تخصصاتهم على اختلاف انواعها ونقول : شمال لبنان يمثله هذا التنوع و لماذا لا يمثل التنوع السياسي جمال لبنان الذي يستحق”.

اضاف: “مشكلة لبنان يتحملها جميعنا دون استثناء و كل شخص عندما يقوم بدوره يجسد صورة وطنية حقيقية بعض النظر عن هويته الخاصة دينية او منطقية او حزبية”.

وتابع: “حيث وجدت الاخلاق والمصلحة العامة وجد الدين والسياسي والامني و غيره من التخصصات. وعندما يتمسك الانسان بخصوصيته بدون تكلف و مجاملات وورش عمل وجد نفسه منفتحا على الاخرين و انسانيتنا و ضميرنا و ديننا. وعندما نفكر بمصلحة الجميع و ليس بأنفسنا”.

وختم: “في افطار التسامح نريد ان نعيش تسامحا حقيقيا يتجلى في مواقفنا السياسية والعائلية وغيرها و ان يكون التسامح صورة مشرقة تعكسها حواراتنا و مبادراتنا لنصنع وطنا ليعود لبنان سويسرا الشرق”.


Related Posts


 

Post Author: SafirAlChamal