اللواء عباس ابراهيم جسّد تاريخ لبنان الحديث بوجهه الناصع..

كتب الحاج ظافر قرحاني

رجل في دولة، ودولة في رجل ، هذه المقولة ليست أحجية لأجل التسابق على معرفة صاحبها ، طالما أن هناك قائداً ملهماً ، وشخصية فذَّة ، ورجل بارّ ، قد أعطى وقدم للوطن ولمواطنيه في السرّاء والضرّاء ، وفي أيام الشِدَّة والرَّخاء ، ومع ظروف العسر واليسر ، فجميعها تدلُّ على رمزٍ واحدٍ من رموز المخلصين لهذا البلد ولهذه الدولة ، التي كان سبباً من قامَةِ أعمدتها وعمادها…
حيث أنجز وأوجز ما لم يكن غيره في هذا المقام وعلى هذا المستوى الحضاري ، الذي يتخطى كل المواقف والطوائف ، وكل التجاذبات والتجاوزات ، وكل المحاصصات والمقاصصات ، وآخر ما يفكر به المناصب والمنصَّات ، وقد أثبتت الأيام أنه هو الذي يشرِّف الوظيفة وليس العكس ، وأنه دوماً هو المَطلب وليس الطالب ، وهو دوماً المُكرَّم ، والترفيع عند الجميع ، وليس المُكرِّم ، للتمييع والتدليع …
أيُّ كلامٍ في رجلٍ كهذا ، لا يكون عرضة للقيل والقال ، أمام الواقع والإنجازات والعمليات التي أفرحت قلوب الملايين ممن عَصَت بهم الأيام ، وفي أقسى الظروف العصيبة ، التي فاحت في فضاء العرب ، وإنتصبت في سماء لبنان ، فكان لها رجل الأمن والأمان الذي أعاد لها السلم والإطمئنان …
الوظيفة وإن كبرت به وتعظَّم دورها ، لا تحدُّ من طموحه ولا رؤياه ، حينما يكون هذا الرجل في دولة ، وأن دولته في رجل كمثله ، فتصغر الأمور أمامه ، ويكبر على الأمور حاله، ولا خسارة في نقص مركزٍ قد أوجده، فالربح في مركزٍ آرقى قد يوجده..
ولا فرق في كسب الوظائف عنده ، إذ أن وظيفته في الخير والنفع مكسب ، فهو الذي خدم وساعد وقدَّم لكل من أراد مساعدته ، فكانت خدماته أكبر وأنفع ، وأول من إنتفع من فعله ، كل من ينتظر المحاصصة ، في زمن وجوب المقاصصة …
والمسامح كريم ، خاصة عند الرجل الحليم ، فإسمه ليس بعيداً عن رجل في أمة ، وأمة في رجل ، مع النبيُّ العظيم إبراهيم ، وهنا رجل في دولة ، ودولة في رجل ، مع اللواء عباس إبراهيم…
كيف ننساه ، وقد جسَّد تاريخ لبنان الحديث بوجهه الناصع ، في ظلِّ وجود وجوه الفساد والإفساد …


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal