نظم معهد العلوم الاجتماعية الفرع الثالث مؤتمرا بعنوان “الانتاج البحثي في لبنان: معهد العلوم الاجتماعية نموذجا”، وذلك برعاية رئيس الجامعة اللبنانية البروفيسور بسام بدران ممثلا بـ عميدة المعهد الدكتورة مارلين حيدر وحضور النائب جميل عبود، الدكتور عبدالرزاق فرحاني ممثلا جمعية العزم والسعادة الاجتماعية وشخصيات اجتماعية وثقافية واكاديمية وعدد من العمداء السابقين والأساتذة والطلاب والمهتمين.
عطوي
كلمة الافتتاح كانت للدكتورة لبنى عطوي وتحدثت عن أهداف المؤتمر التي تتمحور حول البحث في إشكالية تقلص المساحات العلمية والاجتماعية للأستاذ الجامعي ورصد أثر الأزمات المتشعبة على جودة العمل الأكاديمي، الأمر الذي يفرض اهتماماً متزايداً في مجال الرعاية الحكومية للجامعة اللبنانية ورسم السياسات التي تطال احتياجاتها”.
عطية
ثم شرح مدير معهد العلوم الاجتماعية البروفيسور كلود عطيه، الصعوبات والتحديات التي واجهت المعهد بعد تكليفه بمهام الادارة لجهة وباء كورونا وحراك 17 تشرين، والأزمة الاقتصادية والمالية الخانقة والتي انعكست على الجامعة الوطنية حيث تم انقاص الموازنة الخاصة بها من 250 مليون دولار إلى 13 مليون دولار وهو طبعا مبلغ لا يكفي لتشغيل مجمع جامعي واحد”.
وأضاف: “لذلك كله، نتساءل بشك حول دور العلم، ونسأل ببساطة ماذا لو كان بإمكاننا كأساتذة وباحثين أن نغير شيئاً من الواقع؟ الا أن الحقيقة جاءت لتطرح تساؤلا آخر، هل بامكاننا أن نغير من طريقة عمل الأساتذة الباحثين في ظل الأزمات الراهنة، وما الذي نحتاج أن نغيره”؟، لافتا الى “أن الأزمة قد أفرزت أساتذة، وباحثين، ومتخصصين ارتبطوا بشكل مباشر وباسم البحث العلمي بمنظمات ومراكز دراسات مشبوهة لاقتناص الأموال والجوائز والشهرة”.
وأكد عطية “أن البحث العلمي بحاجة إلى المال، ويعتبر التمويل عقبةً كبيرة تؤثر على كم ونوعية الأبحاث؛ لكن الحصول على الأموال مقابل تحقيق غايات المموّل تؤثر على جودة المحتوى العلمي المنشور”.
وفي الختام، طرح عطية إشكالية العلاقة بين الباحثين المرتهنين والجهات الممولة التي تفرض أولوياتها في البحث الاجتماعي لتسويق مفاهيمها وتحقيق استراتجيتها وأهدافها، مؤكدا “أن الانتاج البحثي والمعرفي يبقى نقطة الارتكاز لمساعدة الدولة والمجتمع، والجامعة تقوم على المبدعين والباحثين والقياديين القادرين على تغليب مصلحة الجامعة الوطنية على أية مصلحة أخرى”.
بدران
وشدد رئيس الجامعة اللبنانية البرفسور بسام بدران في كلمة له القتها العميدة الدكتورة حيدر “على أهمية البحث العلمي، واصفا اياه بالعمود الفكري الذي ترتكز عليه المجتمعات المتطورة، وهو يشكل الدعامة الاساسية لاقتصاد الدول وتطورها، وهو في هذه الظروف المعقدة التي نمر بها، يعتبر ضربا من ضروب الجهاد من أجل النهوض على كافة الصعد، ولا يمكن لهذا الجهاد أن يستمر الا من خلال تأمين الحوافز المادية والمعنوية التي تجعل من عملية البحث عملا يستحق المعاناة والجهد المتواصل، ونحن نبذل قصارى جهدنا لتأمين هذه الحوافز”.
ولفت الى “أن اعتماد التوجه نحو تدويل التعليم العالي والبحث العلمي من قبل اليونسكو، يدفعنا الى التفكير مليّا باعادة هيكلة المراكز الجامعية لاضفاء البعد الدولي على انشطتها البحثية والاكاديمية”.
وفي الختام طرح بدران فكرة إنشاء صندوق وطني لدعم البحث العلمي في محاولة لتجاوز الصعوبات المالية التي تمر بها الجامعة اللبنانية.
حيدر
من جهتها شددت عميدة معهد العلوم الاجتماعية الدكتورة مارلين حيدر في كلمة لها على أن “معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية، وجد ليكون مواكبا ومرافقا للبحث العلمي الذي هو مرادفا لرسالته التعليمية، فلا يمكن التعليم من دون انتاج بحثي. فهو يهتم بالاضاءة على المعضلات الاساسية في المجتمع اللبناني، المعاشة والمترقبة، كما يسعى لرصد آثارها وأسبابها بهدف معالجتها والتنبه لها. مؤكدة “أن هذا الامر يدفعنا في المُضي قُدما، والاصرار على متابعة اصدار مجلة العلوم الاجتماعية من مركز الابحاث في المعهد كمجلة دورية متخصصة ومحكمة – بالرغم من كل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان عموما وجامعتنا الوطنية تحديدا. ونحن نريد ونتطلع ونأمل أن نطور في مضامين هذه المجلة وفي دعم انتشارها”.
وختمت حيدر مؤكدة “أن المعهد ما زال ينعم بمساندة العديد من اساتذته، الذين بلغوا سن التقاعد ام لا، وهم يحملون الولاء له في نفوسهم ويهمهم نجاحه واستمراريته، وما زالوا يلبون النداء ولا يتوانون عن تقديم المشورة والجهد البنّاء”.
قسّم المؤتمر الى ثلاث جلسات، وتناولت الجلسة الأولى بادارة الأستاذ طلال العتريسي، البحث الاجتماعي في زمن الأزمة، وتحدث فيها الدكتور الأستاذ حسين رحال تحت عنوان: الابستمولوجيا والسوسيولوجيا ما بعد الوباء: نحو منهج مفتوح غير دوغمائي. كما تطرقت الأستاذة لبنى طربيه الى البحث العلمي في زمن الأزمات: مقاربات سوسيولوجية في أزمات لبنان.
وأخيرا أشارت الدكتورة سوسان جرجس الى دور وأهمية الباحثة الاجتماعية في زمن الأزمة: واقع وتحديات (نموذج معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية 2019ـ 2022).
أما الجلسة الثانية التي أدارتها الأستاذة مها كيال، فتمحورت حول الجسم الجامعي في مواجهة الأزمة. وتحدثت خلالها الدكتوراه هويدا الترك عن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية لأساتذة الجامعة اللبنانية في ظل الأزمات المتزامنة (معهد العلوم الاجتماعية نموذجا).
تلاها الدكتور عبد الله محي الدين الذي تطرق الى محددات أزمة البحث الجماعي في الجامعة اللبنانية.
وأخيرا تطرق الدكتور روبير عبدالله الى دور الأستاذ الجامعي في جدلية الدولة والسلطة في لبنان: رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية نموذجا.
أما الجلسة الثالثة تولى إدارتها الأستاذ يوسف كفروني وتناولت واقع التعليم الجامعي في ظل الأزمة. وتحدثت خلالها الدكتورة فداء أبي حيدر تحت عنوان مقاربات نظرية في أزمات لبنان، تلتها الدكتورة جميلة غريب التي تطرقت لأثر الأزمة اللبنانية على معايير الجودة وفي الختام تحدث الدكتور غسان وهبة عن التعليم الجامعي في زمن الأزمات (الأزمة الاقتصادية ــ كورونا).
وفي الختام خرج المؤتمر بعدة توصيات، وسيجري متابعتها من قبل كل من الأستاذة وديعة الأميوني والأستاذ شوقي عطية.
Related Posts