عيد الحب يمرّ حزينا.. العين بصيرة واليد قصيرة!!… حسناء سعادة

بات الحب من الكماليات في لبنان، وما على العشاق غير الميسوري الحال الا الاكتفاء بالتعبير عن حبهم بالقول والعمل وليس بالهدايا التي اصبحت باهظة الثمن، من المجوهرات الى الحلوى وصولاً الى الورود الحمراء، ناهيك عن ان اي عشاء في مطعم بسعر مقبول يحتاج الى راتب شهر وربما اكثر والتسعيرة بالدولار على سعر صرف السوق السوداء.
لا هدايا قيّمة في عيد الحب الا لمن يمتلك القدرة على الشراء، حتى ابسط الهدايا باتت باهظة الثمن، ما دفع العديد من العشاق من ذوي الدخل المحدود الى ابتكار طرق جديدة للاحتفال وتبادل الهدايا لا تحتاج الى موازنة كبيرة مستخدمين وسائل التواصل الاجتماعي كمنصات للتعبير عن مشاعرهم نحو الحبيب او الحبيبة، إذ تؤكد سارة انها “قررت ورفيقاتها معايدة احبائهم بنشر فيديو مميز يتضمن اجمل اللحظات التي عاشوها مع بعض”، فيما صديقات لها قررن استخدام منصة الكترونية تؤلف اغان على اسم العاشق لمن يرغب باسعار مدروسة وإن كانت بالدولار.
وليد، وقبل جائحة كورونا، كان يخطط لطلب يد حبيبته رلى من اهلها في يوم عيد العشاق، الا انه وبسبب الالتزام بالتباعد الاجتماعي قرر تأجيل الزيارة، وها هو اليوم ايضاً يؤجل طلب اليد لان امكاناته لم تعد تسمح له بالتقدم، لافتاً الى انه سيكتفي باهداء حبيبته قالب حلوى صغير مع وردة واحدة بدل سلال الورود التي كان يرسلها سابقاً.
في الاسواق تكاد الجولة تكون محزنة، فأحمر العيد غائب عن معظم الواجهات باستثناء قلة من المحال التجارية التي اعتبرت ان العيد قد يحدث فرقاً ولو بسيطاً في سلم المبيعات الذي يهرول نزولاً سنة بعد اخرى، حيث تؤكد ساندرا وهي صاحبة محل البسة واكسسوارات ان “المبيعات تتراجع باضطراد ومن كان يشتري هدايا في عيد الحب لحبيبته وأخته واصدقائه بحيث ان العيد بنظره لكل الاحبة وليس فقط للعشاق بات يكتفي بهدية رمزية لمحبوبته”.
كل شيء مدولر تؤكد ريما باستثناء معاشاتنا فباتت الاعياد بالنسبة لنا “لزوم ما لا يلزم لانها تكسر الضهر وبتنا نفضل دفع الاموال في مكانها المناسب”، لافتة الى انها “ستتزوج قريباً وان هديتها لزوج المستقبل لن تكون خاصة بل ستختار ما يحتاجانه في منزلهما الزوجي”.
بالمقابل هناك احباء لم يقبلوا ان يمر عيد الحب من دون هدية للذكرى فتوجهوا الى محال الذهب، اذ يشرح انطونيوس وهو صاحب محل مجوهرات ان “هناك اقبالاً على شراء الذهب في عيد الحب كل حسب امكاناته بحيث تتراوح الهدايا من العشرين دولاراً الى الخمسمئة دولار حسب القدرة الشرائية لكل شخص”، لافتاً الى “ان هكذا هدية تبقى مفيدة في حال ساءت اوضاع الاحباء المادية”.
يقول باسم: “سأقطف لحبيبتي زهرة برية كهدية رمزية لان عيد العشاق ليس الا بدعة للتسويق، والحب بالافعال وليس بالهدايا فكيف لنا ان نستمر بالتفتيش عن القشور والتلهي بالبدع رغم كل ما اصابنا ويصيبنا من اهوال سواء الامراض او الهزات او الزلازل او الأزمات الاقتصادية والمالية والاجتماعية.
الحب الذي تغنى به الشعراء ونظموا الآف القصائد على اسمه اصبح اليوم يحسب له الحساب لان عين المحب بصيرة ولكن يده قصيرة فعسى ان تكونوا واحباؤكم بألف خير وهذا الاهم… ومن سفير الشمال لكل عاشق وعاشقة قلب احمر على امل ان تتوحد قلوب المسؤولين عندنا على حب الوطن.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal