إنتكاسه سياسيه يتعرض لها باسيل تخرجه من أدبيات السياسه إلى فقدان التوازن!… جميل رعد

لاشك في أن عمق الأزمه التي يعيشها لبنان بكل المستويات دفع أغلب القوى السياسيه إلى ملاقاة الرئيس نجيب ميقاتي بدعوته لإنعقاد مجلس الوزراء لجلسة الضروره لتسيير شؤون المواطن مساعدته على مواجهة الحد الأدنى مما يعانيه، فالدستور وضع لخدمة الناس وليس لخدمة فريق سياسي ولا لتحقيق مكاسب لطائفه على حساب الوطن ومصالحه…

لبنان يعيش أسوأ أزمة في تاريخه بعد الطائف على كل المستويات، وعندما تصاب الدول بنكسات بأقل ما أصاب لبنان تتداعى القوى السياسيه إلى وحدة وطنيه لمعالجة الملفات الضاغطة وللخروج من الأزمه فلا تلتفت إلى خلاف سياسي أو مكاسب طائفيه ومذهبيه…

فبدل أن يتواضع جبران باسيل أمام دعوة الرئيس ميقاتي ويقرأ بدقه ما يتعرض له البلد من نكبات ونكسات وبدل التصعيد غير المسبوق على حلفائه قبل غيرهم وبدل البحث عن مخارج لمشاكل الناس وهمومهم ومآسيهم الصحيه والإجتماعيه جاء بمؤتمر صحافي تنمري ليعكس مستوى الحقد والمأزق الذي يعيشه ليخوض معركة شخصانيه أفقدته السيطره حتى على علاقته مع حلفائه الذين أوصلوه إلى هذا الورم بالحالة العونيه غير القابله للعلاج ….

بحسب باسيل أن مرحلة 2016 ممكن أن تتكرر ونسي أن الظروف السياسية لا يمكن أن تخدمه فإتفاق الترسيم والخلل الذي يعيشه الإقليم أمام التبدلات نتيجة الحرب الأوكرانيه – الروسيه والإنتخابات النيابيه التي جرت بلبنان والتي لم تعط أي طرف سياسي الأغلبيه المطلقه ورغم المساعده غير المسبوقة لحزب الله لعدم كسر التيار الوطني بالإنتخابات وحتى على حساب حلفاء للحزب كل تلك الظروف والمتغيرات ممكن أن تخدم باسيل وبحاجة إلى كثير من التأمل والبصيره وميزان من ذهب للتعاطي مع المراحل السياسيه ليبقي نفسه على الخارطة كلاعب رئيس….

خروج الرئيس عون من القصر بحكم الدستور أفقد باسيل الذي كان يعتبر رئيس الظل ورقة قوة حقيقيه كان يعتمد عليها بأدائه السياسي والذي كان يستخدمها بكل مندرجاته وأهمية الموقع لصالح شخصه فبدل التواضع تجد التصلب لذلك لا تجد حالة سياسيه حتى من الحلفاء مستعد إعطائه ما أراد فشخصية باسيل مبنيه على العدائيه والتكبر والدكتاتوريه حتى ضمن حالته السياسيه كتيار فإنه يتقن فن صناعة الخصوم ويتقن فن الحروب الوهميه كما يتقن فن اللعب على حافة الهاويه …

فبدل التفاهم مع الرئيس ميقاتي حول إدارة المرحله الصعبه من منطلق وطني آثر التعاطي معه من موقع الإستعلاء وحتى بفترة المشاورات لتشكيل الحكومه أراد باسيل فرض معادلته على ميقاتي رغم محاولاته الإستيعابيه رأفة بالبلد وأهله، إلا أن باسيل أبى إلا فرض وجهة نظره مما عرقل إمكانية التشكيل …

الرئيس ميقاتي ليس من رحم أحد لا من 14 ولا 8 آذار والواقعية التي فرضته بالمعادله السياسيه أبعد بكثير من كل الإصطفافات الداخليه وأبعد من جبران وغيره، فلا السلطه أعطته مكاسب لشخصه ولا حتى أعطته كتلة نيابية كما أعطت غيره، حتى أن ميقاتي لم يترشح إلى الإنتخابات رغم أهميته بطرابلس كما أثبتت الأرقام …

حمل الرئيس ميقاتي كتلة النار لمنع الاصطدام الكبير بأقل خسائر ممكنه، وتحمل عبء المرحله الصعبه على مستوى شعبيته وأهله الذين هم بحاجه إليه من أجل مصلحة لبنان …

الرئيس ميقاتي جاء لمهمة محدده وبراغماتيته لا تعني تنازلا لأحد وطبيعته المرنة لا تعني أنه ليس متصلبا للحق والصالح العام، وأدبياته وأخلاقه وعدم فجوره لا يعني أن بفجورهم يمكن أن يدفعه للتنازل عن المصالح العامه وعنترياتهم الوهميه لا يدفعه إلى النزول لمستوى الوضاعه بالخطاب الذي يطلقون، ولو أراد الرئيس إستثمار الطائفيه بوجههم كما يفعل الآخرون، لكان من السهل عليه اللعب عليها ولرأينا الرأي العام السني يصطف بصلابه إلى جانبه ولكن لا وطنيته ولا أخلاقه ولا دينه يدفعونه لوضع هذه الآفه بنعش الوطن..

الخسارات المتتالية التي يتعرض لها باسيل من تيار عابر للطوائف إلى تيار في أزقة الطوائف لن يشفع له وقوفه بجانب المقاومه إلى ماشاء الله فليقرأ باسيل التبدلات ولا يخرق السفن لأنه سيكون أول الغارقين ..

لا شك في أن الصفعة السياسية التي تلقاها على وجهه لن تكون الأولى وليست الأخيره طالما يمتاز بهذه الذهنية فلعله يستفيق من عقليته التي ستؤدي به قبل البلد إلى مالا يحمد عقباه.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal