أمين سلام يسقط في الامتحان

خاص – سفير الشمال

قبل ايام قليلة وفي مقابلة له على احدى وسائل الاعلام قدم وزير الاقتصاد أمين سلام مطالعة عن ضرورة عقد اجتماع لمجلس الوزراء لتلبية حاجات اللبنانيين، مؤكدا أنه سيشارك فيه انطلاقا من المسؤولية الوطنية.

كلام سلام في حينها كان قمة في المنطق، واعطى انطباعا بأن ابن العائلة البيروتية العريقة التي قدمت للبنان رئيسي حكومة وقدمت تضحيات على مذبح الوطن ومن اجل حماية موقع رئاسة الحكومة والحفاظ عليه وعلى هيبته، لن يخرج من تحت عباءتها في الخضوع لقرار تيار سياسي آخر، همه الوحيد تقويض صلاحيات رئاسة الحكومة.

لطالما كانت عائلة سلام من صائب بك الى تمام بك الى من يدور في فلكيهما رأسا في المعادلة الوطنية، وكان يتبعها الاخرون ولا تتبع هي الآخرين. 

لكن يبدو أن سليل هذه العائلة أمين سلام لم يكن امينا على ارثها، بل خيّب الآمال وشكل صدمة من العيار الثقيل للجميع، خصوصا انه انقلب على موقفه بالمشاركة في جلسة مجلس الوزراء، ورضخ لأوامر رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في مقاطعة جلسة مجلس الوزراء، مخالفا بذلك توجهات طائفته وزملائه الوزراء، وضاربا بعرض الحائط موقع رئاسة الحكومة ومساندا من يعمل على اضعافه وتهميشه.

لا شك في أن ما أقدم عليه أمين سلام يعتبر خطيئة، خصوصا انه مسؤول عن الوزارة الاهم في تفاصيل حياة اللبنانيين، وكان لها بنودا على جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء كان يُفترض ان يبت بها، لكن الواضح أن سلام آثر تقديم مصلحته الشخصية على مصلحة المواطنين المؤتمن على قوتهم، واختار ان يكون ضمن فريق المعطلين بقيادة جبران باسيل الذي قد يكون أوهمه بتحقيق طموحات كانت ولا تزال تسيطر عليه وتدغدغ مشاعره.

ربما وقع أمين سلام أسير هذه الطموحات، وضحية باسيل الذي وعده بالانتصار ومن ثم بثنائية رئاسية غير موجودة سوى في مخيلتهما، فإذا بسلام يواجه السقوط في الامتحان، ويتحمل وزر فشل باسيل خصوصا أن فاقد الشيء لا يعطيه.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal