صقور السعودية ينزعون أنياب أسود الأرجنتين!.. كتب المحرر الرياضي

حقق منتخب السعودية بكرة القدم ما عجز عنه الكبار، فأوقف المسيرة الأرجنتينية التي إستمرت لثلاث سنوات وعلى مدار 36 مباراة من دون أية خسارة، وألحق بالمنتخب الأزرق هزيمة قاسية في إنطلاق مشواره الكروي في كأس العالم الذي يعتبر أحد أبرز المرشحين للتتويج بلقبه، وحرم الأرجنتينيين في الوقت نفسه من تحطيم الرقم القياسي الذي سبقتهم إليه إيطاليا بعدم الخسارة 37 مباراة، فجاء هذا الرقم بطعم المرارة لراقصي التانغو، وبطعم العز والفخار للسعوديين الذين أدخلوا الفرح الى قلوب كل العرب الذين كادت أن تتوقف قلوبهم عن الخفقان وهم ينتظرون صافرة النهاية من حكم المباراة التي إنتهت سعودية بهدفين مقابل لا شيء.

كتبت السعودية التاريخ الكروي على أرض قطر، ونزع الصقور الخضر أنياب أسود الارجنتين وفرضوا إيقاعهم على أرض الملعب، وتفوقوا على أنفسهم قبل التفوق على خصومهم الذين وقعوا في مصيدة تسلل نصبوها لهم وحصدت ثلاثة أهداف غير صحيحة، أفقدت الأرجنتينيون الثقة بأنفسهم لكنها لم تفقدهم المحاولات التي تكسرت أمام السد الأخضر العالي الذي قام بحراسته محمد العويس وإستحق لقب بطل المباراة، فيما جاءت الصلابة الدفاعية وربما الفدائية والاستبسال لتعطل كل الهجمات وتنزع الخطورة من أقدام النجم العالمي ميسي الذي تضاءلت إمكاناته أمام عمالقة السعودية وبدا من دون حول ولا قوة ولم يفلح في التسجيل الا من ركلة جزاء جاء منها الهدف الأول.

لعب خط السعودي الوسط بحرفنة من الطراز عالي الجودة ومرر لاعبوه الكرات الحاسمة الى المهاجمين الذين صالوا وجالوا وزرعوا الرعب في المنطقة الزرقاء وخلال خمس دقائق لا غير، عادلوا النتيجة بواسطة صالح الشهري وتقدموا بهدف من النوع الذي لا يمكن صده بواسطة الدوسري، ولا يمكن للأرجنتين تعويضه أمام منتخب جسّد معنى التفاهم والتعاون والتعاضد والتكافل من أجل تقديم أجمل هدية في بداية المونديال الى بلاده وشعبه خصوصا والى كل العرب عموما، والى لعبة كرة القدم التي ستكتب إسم السعودية في سجلها الذهبي.

في ستاد لوسيل في دوحة الجميع حجبت الرايات السعودية الشمس الأرجنتينية،  ولعل المنتخب الأرجنتيني الذي نزل أرض الملعب من أجل تحقيق فوز أول يمهد له الطريق الى الأدوار المتقدمة كمرشح طبيعي للتتويج بهذه البطولة، لم يكن يتخيل أنه سيواجه منتخبا يمتلك كل هذا العزم، وهذه الارادة والصلابة، وهذا الأصرار والكفاح والقوة والتماسك، دخل المباراة من أجل كتابة التاريخ، وما ظنه الأرجنتينيون سهلا جعله السعوديون مستحيلا فتكسرت الطموحات الزرقاء أمام الايمان السعودي الذي حرّم منطقته على الأقدام الارجنتينية ففشلت في تحقيق التعادل، وحافظ السعوديون على تقدمهم على مدار أربعين دقيقة متواصلة مع الوقت المحتسب بدل عن ضائع، لتنفجر مدرجات ملعب لوسيل فرحا بمشاركة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد الذي رفع علم السعودية، ولتنطلق صحيات التأييد والحب من كل بلاد العرب إبتهاجا بهذا الفوز الذي أكد بما لا يقبل الشك بأن كرة القدم العربية لن تكون بعد اليوم أقل شأنا من الكرة العالمية وستحجز أفضل مكان لها بين الكبار.

Post Author: SafirAlChamal