ماذا قال الدكتور رأفت محمد رشيد الميقاتي حول التَرشُّح لإفتاء طرابلس والشمال؟

مع إقفال باب التَّرشيح لانتخابات إفتاء طرابلس والشمال ظهر اليوم السبت ١٩ تشرين الثاني ٢٠٢٢ والتي دعا إليها مفتي الجمهورية اللبنانية، تَوجَّه رئيس جامعة طرابلس الدكتور رأفت محمد رشيد الميقاتي، بالشُكر الجزيل للشخصيات والجهات العلمية والتربوية والنقابية والاجتماعية والحقوقية في طرابلس وبيروت والتي تواصَلت معه مُتمَنيةً عليه التَقدُّم بالترشيح لانتخابات إفتاء طرابلس والشمال، والثقة الكبيرة التي أبدتها مشكورة بُغية تَحصين هذا المقام الديني الرسمي وتعزيز دوره والنهوض به، وذلك انطلاقًا من مسيرته ومواقفه الفكرية والدعوية والأكاديمية والحقوقية والبلدية والخيرية المشهودة، وحضوره الفاعل في القضايا التشريعية والتربوية والدعوية والثقافية والإغاثية والفقهية والحوارية في طرابلس ولبنان والعالم الإسلامي، وتخريجه أفواجًا من أهل العلم والإفتاء إلى مختلف قارات العالم على مدى ثلاثين عاما في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية التي سبق أن تولى عمادَتها، وفي كلية الحقوق بجامعة بيروت العربية على مدى عشرين عامًا، وعُضويته المَجامع والمجالس الفِقهيّة في عدد من العواصم، فضلًا عن الدوحة العُلمائية الشريفة التي نَبَتَ فيها برعاية والده سماحة العالم الربَّاني المُجدِّد المحامي الشيخ محمد رشيد الميقاتي رحمه الله وإرثه العلمي والدعوي الكبير، في أسرة عُرفت بخدمة العلم الشريف على مدى قرون، وكان منها مُفتيان في القرن العشرين: الشيخ محمد رشيد بن الشيخ علي الميقاتي والشيخ كاظم بن العلامة المُحدِّث الشيخ خير الدين الميقاتي إلى جانب *ثُلة كبيرة من أمناء الفتوى والمؤقتين وخادمي الأثر النبوي الشريف.

وصارَح ميقاتي الرأي العام* أنه: 

– بعد التفكُّر والتأمُّل في هذا الاستحقاق والاتكال على الله وحده.

– وبعد الانكشاف المبكِّر لبعض الإملاءات السياسية باتجاه تقييد هذا المقام الديني الرفيع وتحجيمه، والتي لم يُنِب أصحابها إلى الله تعالى رغم كل ما حَلَّ بالبلاد والعباد من كوارث على كل المستويات.

وبعد التشاور مع أهل العلم والفكر والخبرة.

وبعد قراءة مُتأنية لطبيعة المرحلة وتناقضاتها، فقد تعزّزت لديه قناعة مَفادُها:

– تَعذُّر إمكان مُمارسته العملَ الرَّسمي المُنتِج والمُثمِر والمُصلِح في ظل أجواء انقساميَّة لا تُرضي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وتَعذَّر تحقيق رغبات المُخلِصين المُطالبين بإصلاح الواقع المَرير والمؤسف الذي آلَت إليه الأمور وحتى إشعار آخر، مُفضِّلا عدم الكَشف عما لديه من مُعطيات تفصيليّة وما تلقَّاه من اتصالات في الساعات الأخيرة، مُؤْثرًا خياره الدائم في متابعة مسيرته العلميّة والدعوية والأكاديمية والحقوقية المَحليّة والدولية بعيدًا عن هذه المَشهدية المعروفة، واضعًا عِلمَه وخِبرته وعلاقاتِه الواسعة في تصرف سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية والمُخلِصين في أي موقع كانوا.

وتوجَّه الدكتور ميقاتي إلى الله تعالى بالدعاء بالتوفيق والعَون لمن يرى أهل العِلم والفَضل توفّر الأهلية العلمية والفكرية والإدارية فيه لتولي هذا المقام بأمانة وقوة ورؤية استراتيجية في هذه الظروف الكارثيّة إن وُجد، 

مُتمنيًا على اللجنة القضائية في المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى القيام بواجباتها الشرعية والقانونية دون الاستجابة لأية ضغوطات سياسية، واستدراك الأخطاء الواقعة في لوائح الشطب بغض النظر طبعا عن إغفال هذه اللوائح وإقصائها كالعادة كثيرًا من كبار أهل العلم جراء التوجهات المعروفة في لحظة سياسية استمرت منذ سبعة وعشرين عامًا، وضرورة غَربلة الأسماء التي لا تتمتع بالأهلية للترشُّح لموانع معروفة، وبالتالي توفير الوقت والجهد على الناخبين، واحترام هذا المقام الديني الرفيع، 

آملًا أن يولّي الله أمور المسلمين خيارهم، وأن يُبصِّر القائمين على شؤون المسلمين بالحق المبين.

وختم الدكتور ميقاتي بتذكير الجميع بقول الله تعالى: “وَٱتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى الله ۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍۢ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ”.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal