في مصطلح تعريف “جمهوريات الموز” الذي كان متداولا منذ منتصف القرن الماضي جاء التالي: “إنه نظام غير مستقر أو دكتاتوري، وبالأخص عندما تكون الانتخابات فيه مزورة أو فاسدة، ويكون قائد الدولة خادماً لمصالح خارجية”.
في العام 1974 جرى تقسيم قبرص الى دولتين، وعندما اندلعت ما إصطُلح على تسميتها بـ”حرب السنتين” في لبنان التي إندلعت شرارتها في 13 نيسان 1975 بدأت ترتفع أصوات بعبارة “لبنان على طريق القبرصة”.
في مطلع التسعينيات بدأ تداول مصطلح “الصوملة” نظراً لما شهده ذاك البلد الأفريقي المنضوي في جامعة الدول العربية من صراعات أهلية وقبائلية دموية بشكل خارج عن المألوف، وما يزال…
منذ العام 2003 صعد مصطلح “العرقنة” تشبهاً بما شهده العراق من حروب وتشظٍ بين مكونات الشعب الذي كان يُفترض أن يكون من الأكثر سعادة في العالم نظراً للثروات الضخمة الموجودة في أرضه.
أما لبنان الذي يعتبر من الدول الأصغر في العالم، تحوّل اسمه والتشبّه به الى الأكثر تداولاً التصاقاً بالحروب التي طالته لعقود، لتتوّج منذ ثلاث سنوات بأزمات مالية ومعيشية وحياتية لم يشهدها أي شعب على الكرة الأرضية، حيث نهبت ودائعه في المصارف التي كان يتم تصويرها على أنها من الأعلى ثقة في المؤسسات المالية العالمية، وتدنت فيه ساعات التغذية بالتيار الكهربائي الى حدود الصفر في حين ان بعض دول العالم الثالث تتباهى بالكميات الفائضة من الطاقة لديها والتي تنير فيها الصحاري بعد المدن، وأقفلت أبواب مستشفياته بوجه المرضى ومؤسساته التعليمية بوجه الطلاب.. والحديث يطول.
حتى أن أحد الناخبين الأميركيين في الانتخابات النصفية الأخيرة ظهر على شاشة إحدى الشبكات العالمية ليقول بالفم الملآن:” أشعر كما لو أننا أمام لبننة أميركا”! ربما لأنه تأثر بما يراه من أزمات في البطالة، وإرتفاع اسعار المشتقات النفطية، وسط حديث متزايد يتردد في العديد من المحافل عن “حرب أهلية محتملة”. وسط استطلاعات تؤكد أن الأميركيين خائفون على ديمقراطيتهم بنسب مرتفعة قاربت السبعين بالمئة، دفعت جميعها بالقس البروتستانتي هنري ايرفنغ الى التخوّف مردداً “أية أيام مجنونة في انتظارنا”؟
فهل يمكن ان يتفكك العقد الأجتماعي لخمسين ولاية في بلاد العم سام لكل منها حكومتها ولامركزيتها الموسعة في “امبراطورية” تحكمت بالعالم أجمع منذ نهاية الحرب العالمية الثانية منتصف القرن الماضي؟ وسط احاديث مرتفعة من قبل بعض الولايات بأنها تتجه الى نوع من الاستقلال على خلفية أن هناك ولايات تُعتبر عالة على الآخريات!
ندرك جيداً كلبنانيين أننا في السنوات الثلاث الماضية وصلنا الى مواقع مروّعة من الإنهيار، ولكننا بالتأكيد لن نتمنى ذلك لأي من الشعوب!..
Related Posts