ميقاتي رعى إطلاق خط إنتاج جديد لمياه أكوافينا: مقبلون على مرحلة جديدة لن نتحدى خلالها أحداً

أطلق رئيس مجلس إدارة شركة “بيبسي كولا” الشيخ وليد عساف خط إنتاج جديد لشركة مياه “أكوافينا” في منطقة الباروك وفي نطاق محمية أرز الشوف الطبيعية، وذلك خلال حفل كبير تقدم حضوره رئيس حكومة تصريف الأعمال الرئيس نجيب ميقاتي، وزير الصناعة في حكومة تصريف الاعمال جورج بوشكيان، وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال القاضي عباس الحلبي، نائب رئيس محمية أرز الشوف النائب أكرم شهيب الذي مثّل أيضاً رئيس كتلة اللقاءالديموقراطي النائب تيمور جنبلاط، رئيس الأركان في الجيش اللواء أمين العرم، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي شارل عربيد، رئيس بلدية الباروك – الفريديس أيلي نخلة، مدير محمية أرز الشوف نزار هاني وحشد كبير من الصناعيين ورجال الأعمال وفاعليات المنطقة.

قدّمت الحفل الاعلامية ريما خداج حمادة التي عرضت ملخصاً عن تطور مسار الصناعة اللبنانية وتاريخ الصناعيين وفي مقدمهم النائب الراحل الشيخ توفيق عساف، ثم ألقى الشيخ وليد عساف كلمة استهلها بالترحيب بالحضور، وقال: “يسعدني ويشرّقني مشاركتكم معنا بحفل افتتاح مصنع أكوافينا للمياه المعدنية في هذه المنطقة العزيزة في محيط محمية أرز الشوف في الباروك، رغم المصاعب والأزمات التي نعيشها في بلدنا العزيز”.

وأضاف: “إن مسيرة تطوير مؤسساتنا لا يغيب عنها مبدأ التنمية المستدامة للمحيط بأي مشروع نطلقه. وألف باء الاستدامة اعتماد الاستثمار البيئي لموارد المنطقة، أي الاستثمار الذي يحترم سلامة البيئة والضامن لتجدّد مواردها، ومصنع أكوافينا أردناه نموذجاً نفخر به ويفخر به محيط محمية أرز الشوف التي كرست منذ نشأتها نهج حماية البيئة والاستثمار الأمثل للموارد في محيطها الحيوي حتى باتت مثالاً ليس فقط على مستوى لبنان، بل أيضاً على المستويين الاقليمي والدولي، وهذا النهج في الحماية شكّل لنا كمستثمرين جاذباً قوياً لاطلاق مشروعنا في بيئة تميّزت بمواردها الطبيعية وحظيت بإدارة راقية وكفوءة تسهر على حمايتها وتنميها من خلال جمعية محمية أرز الشوف”.

وأشار إلى أن “كثر هم الأصدقاء الذين فاجأهم بدء الانشاءات وعملية بناء المصنع مطلع العام 2020 وكثر من المحبين تساءلوا كيف تستثمرون ولبنان رازح تحت أعباء لا تحتمل اقتصادياً ومالياً واجتماعياً وسياسياً؟”، مؤكداً أن “قلق المحبين مشروع وقلق كل مستثمر مفهوم”.

وأضاف: “توكلنا وتابعنا العمل بزخم وأنجزناه في الوقت المحدد ونحتفل بإطلاقه اليوم وسنتابع العمل بإذن الله وكلنا تفاؤل بالنجاح بقدرة لبنان واللبنانيين على تخطي الأزمات ولا بدّ بعد الشدة من الفرج”.

وختم: “شكرا لحضوركم حفل افتتاح مصنع أكوافينا في محيط أرز الشوف. شكراً لدولة الرئيس الاستاذ نجيب ميقاتي على ما قدمتم من دعم لنجاح هذا المروع. شكراً لمعالي الوزراء المعنيين لمساهمتم وتشجيعكم، وأخص بالشكر الاستاذ وليد بك جنبلاط الذي آمن وحمى أرز الشوف وكرّس نهج التنمية المستدامة وشجّعنا بدعمه، وعسى استثمارنا هذا يجذب للمنطقة المزيد من النمو والازدهار”.

شهيّب

ثم كانت كلمة للنائب شهيّب الذي استهلها بالقول: “رئة الشوف, ما كانت لولا الحس البيئي العالي لوليد بك جنبلاط الزعيم الأبرز والذي لم يبخل يوماً بعطاء حفظاً للانسان وصوناً للطبيعة. بقانون صادر عن مجلس النواب في العام 1996، أقرت المحمية الأولى والأكبر في لبنان والتي تغطي 5% من مساحة الوطن وتحمي 30% مما تبقى من أرز لبنان وسلامة هوائه وديمومة أخضره وصحة محيطه وحماية خزانات المياه الجوفية فيها”.

وأوضح: “هذا ما شجّع شركة أكوافينا على إنشاء هذا المشروع الذي نحتفل اليوم معكم بإطلاقه في محيط المحمية التزاماً بالمواصفات البيئية التي تؤمن التوازن ما بين حماية البية واستخدام مواردها الطبيعية. والشركة من خلال القيمين عليها في مسيرة طويلة من الصدق والعطاء والالتزام بدأها المرحوم الشيخ توفيق عساف وتستكمل اليوم مع الشيخ وليد نجاحاً وتطوراً وبالحرص الشديد على بيئة هذا الموقع والالتزام الدقيق بكل المعايير البيئية المطلوبة كنموذج فريد في لبنان إن لجهة تجميع وتعويض المياه من خلال إنشاء البرك وتأهيل المدرجات الزراعية وحماية الغابات من خطر الحرائق وخلق فرص عمل لسكان البلدات والقرى المحيطة”.

وتابع: “والمحمية التي نستظل بظلها يسهر عليها اليوم فريق عمل متفان وإدارة حكيمة وفاعلة، وزارة بيئة داعمة، مجتمع محلي حاضن، فأضحت في سنوات قليلة مؤسسة رائدة في مجالها محلياً ودولياً. إن كل ما وفرته المحمية من ظروف ملائمة دفعت شركة أكوافينا للاستثمار استناداً إلى هذا المعطى”، مضيفاً: “ونتوقع أن يكون منتجها الجديد الباروك، علامة فارقة نوعية وجودة وصحة لأبناء هذا الوطن وفي هذه الظروف السياسية الملوثة والتي نأمل أن تتظهر مع أفول هذا العهد وبداية عهد نأمل أن يكون قريباً لما فيه خير وحق للبلد الذي نحب ونحرص عليه”.

وختم شهّيب كلمته متوجها إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال قائلاً: “دولة الرئيس ميقاتي نشكرك على عاطفتك الدائمة تجاه هذه المنطقة ونعلم ما تتنكب من مهام جسام أنت وحكومتك التي تتسلم عبء المسؤولية الدستورية في القادم من الشغور وهي حكومة لا يعتريها تقص ولا تشوبها شائبة مهما هوّل البعض قبل رحيله المنتظر، بل هي حكومة مسؤولة وجديرة دستوريا ووطنيا”.

هاني

ثم قدّم مدير المحمية هاني عرضاً حول الوفرة المائية في المحمية والشروط البيئية التي طلبت إدارة المحمية من شركة أكوافينا الالتزام بها، مشدّداً على أنه “لولا هذا الالتزام البيئي والاستثمار الذكي الذي سينشّط قطاع الزراعة في المنطقة المحيطة بالمحمية لما كان المشروع الذي يطلق اليوم ليبصر النور”.

وأشار هاني إلى أن “نتيجة دراسات أجرتها مؤسسات دولية، تبيّن أن العائد على الاستثمار في المحميات البيئية يشكّل عائدات تبلغ عشرين ضعفاً تقريباً”، شاكراً “القيمين على المشروع للتعاون الكبير الذي أبدوه قبيل عرض المشروع وقبل إطلاقه”.

بوشكيان

وألقى وزير الصناعة وشكيان كلمة قال فيها: “نلتقي اليوم برعاية كريمة من دولة الرئيس نجيب ميقاتي لافتتاح خط انتاج جديد في شركة مياه أكوافينا التي تأسست قبل سبع سنوات من قبل صناعيين لهم باع طويل في الانتاج والنشاط الصناعي المحلي في الأسواق اللبنانية في التصدير يعود ستين عاماً إلى الوراء. وكما هو معروف فإن أكوافينا علامة تجارية عالمية منتشرة في العديد من بلدان العالم، صمّم الشيخ وليد الترويج لها بمنتج لبناني من ينابيع لبنان الزكية العذبة والنظيفة”.

وشدد على أن “لبنان ما زال قصر المياه في الشرق الأوسط مهما يقال ويشاع من أقاويل. المياه اللبنانية المعبأة تصدّر إلى عشرات الدول، وفي وزارة الصناعة نخطط ونواكب ونتخذ خطوات استباقية وتوعوية وإرشادية ورادعة من أجل ضمان خروج كل سلعة من أي مصنع إلى المستهلك مطابقة للمواصفات”.

أضاف: “نحن اليوم في مناسبة مائية غداة مناسبة نفطية وغازية نأمل أن تحمل الخير للبنان الازدهار للبنانيين. ولمّأ كنا في جو انتشار وباء قديم – جديد في لبنان ألا وهو الكوليرا، ولمّا كانت وزارةالصحة تقوم بواجباتها لمكافحة الوباء، نحن استدركنا الأمر في وزارة الصناعة وألزمنا مصانع المياه بإجراء كشوفات دورية في حين يقوم مفتّشو الوزارة بإجراء الكشوفات والتأكد من التزام أصحاب المصانع بشروط الترخيص الممنوح لهم”.

وشدّد على أنه “لا هوادة ولا تسامح إزاء المخالفين. أي مخالفة هي جريمة ضد الوطن والمجتمع ولن نسمح بها. الأمن الغذائي فوق كل اعتبار وهو بمثابة الأمن القومي والأمن الاجتماعي والأمن الصحي”.

وختم بوشكيان كلمته مازحاً: “أكوافينا بتروينا وبتحيينا مش مثل المثل الشائع بيكفينا يللي فينا”.

ميقاتي

ثم كانت كلمة الرئيس ميقاتي أكّد فيها “أننا مقبلون على مرحلة جديدة عنوانها الأبرز أننا لن نتحدى أحداً، ولن نقف بوجه أي أمر يخدم لبنان وأهله”، مضيفاً: “أمام هذه الأرزات الشامخة من حولنا، أقول ان لا شيء سيجعلنا نيأس، بل سننهض من جديد. هذا الانجاز هو فعل إيمان بلبنان وبالصناعة والاستثمار”.

وقال: “السياسة ليست فقط مواقف وتحركات، بل هي في جوهرها أيضا توفير الفرص الجيدة للانتاج، وهناك ثلاثة قطاعات أساسية في هذا المجال هي الصناعة والزراعة والسياحة، وهي لا تحتاج إلى أموال من الدولة بل إلى بيئة جيدة للاستثمار وللعمل. وهذه هي البيئة السياسية المطلوبة لاحتضان المستثمر وتشجيعه على العمل”.

وطالب ميقاتي، بـ “التوقف عن المناكفات والتجاذبات رحمة بالناس وبقطاعات الإنتاج، لا سيما أننا شهدنا في الصيف الفائت حركة مهمة وتدفقات مالية مهمة من اللبنانيين والسياح”.

وأضاف: “ننتظر في الفترة المقبلة موسماً شتوياً واعداً، وقد أبلغني أحد السفراء العرب بالأمس، أن هناك حجوزات مكتملة لمدة 15 يوماً للسفر إلى لبنان خلال عيدي الميلاد ورأس السنة، بمعدل أربع أو خمس طائرات في اليوم”.

وختم قائلاً: “فلنتعال عن كل التجاذبات، ولتتكاتف الأيادي بعيدا عن الحسابات والفئويات والعصبيات، ولنتعاون لمعالجة الأوضاع الصّعبة وإعادة التعافي إلى لبنان”.

وبعد الانتهاء من الكلمات قام ميقاتي والضيوف بمرافقة الشيخ وليد عساف في جولة على المصنع الجديد قبل أن يقام حفل كوكتيل بالمناسبة.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal