شجب رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع “أداء بعض الأفرقاء السياسيين في المعارضة في ما خص انتخابات رئاسة الجمهورية”، وحملهم “مسؤولية، ولو جزئية، عن وصول البلاد إلى الفراغ، في حال وصلنا إليه”، معتبرا أن “الفريق الأساسي الذي يتحمل مسؤولية الفراغ الرئاسي هو بالطبع فريق الممانعة الذي يصوت بورقة بيضاء ويجاهر بذلك علانية، مدعيا أن سبب خياره هذا هو عدم توافر التوافق”.
وشدد جعجع، في حديث للـ”mtv”، على أنه لا يفهم “كيف يمكن التوصل إلى التوافق من لا شيء”، مشددا على أن “من يريد فعلا التوصل إلى التوافق عليه أن يجري الاتصالات مع الأفرقاء كافة قبل ثلاثة أو أربعة أشهر من الانتخابات الرئاسية ليبلغهم بأنه يريد ذلك. أقول هذا من باب المبدأ لأنهم لم يقوموا بما كان يجب عليهم القيام به، سعيا وراء ما يدعون أنهم يريدونه، وليس من باب أننا نؤيد هذا الأمر، فنحن لا نريد التوافق معهم لسبب بسيط، وهو أنهم سبب البلاء في البلاد”.
وقال: “يقولون إنهم لن يحضروا الجلسات ولن يؤمنوا النصاب قبل أن يتم التوافق، فكيف من الممكن التوصل إلى هذا التوافق في حين أن خطوط التواصل مقطوعة بشكل كامل ما بين الضفتين السياسيتين في البلاد، ولا اتصالات تجرى لا من تحت الطاولة ولا من فوقها. وبالتالي، فريق الممانعة، أي “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” وحلفائهما، لا يقوم بأي مسعى في سبيل التوافق وإنما جل ما في الأمر أنه يتكلم عنه فقط لا غير. وفي هذا الإطار، أعيد التأكيد أنني أقول ما أقوله من باب الإضاءة على موقف هذا الفريق، وليس من قبيل أنه في حال أجريت الإتصالات من الممكن أن تصل إلى أي نتيجة إيجابية، وذلك للأسباب التي ذكرتها آنفاً”.
أضاف: “إضافة إلى فريق الممانعة، هناك فريق آخر يتحمل مسؤولية، ولو جزئية في ما يتعلق بالفراغ، وهذه المسؤوليّة لم تعد ثانوية أبدا بعد أن دخلنا الأيام العشر الأخيرة من المهلة الدستورية، فبحسب وقائع جلسة اليوم التي حضرناها بمرشح اسمه النائب ميشال معوض، ولو أن هناك من يعتبره مرشح تحد ولكل شخص الحرية في اعتباره كما يشاء، إلا أن لديه عمليا 44 صوتا في مجلس النواب وحاز فقط على 42 صوتا بسبب غياب نائبين كانا ليصوتا له بسبب أسبابهما القاهرة، ولكن من الناحية الثانية هناك 22 نائبا قاموا بحرق أصواتهم وهدرها بالتصويت لشعارات من هنا وتعابير من هناك”.
وتابع: “لو أضفنا الأصوات الـ22 على تلك التي لدى ميشال معوض أساسا لوجدنا أنه سيصبح لديه 66 صوتا. وبالتالي، لو أعطيت هذه الأصوات له لكان اليوم أصبح من غير الممكن على من يريد تعطيل نصاب الدورة الثانية القيام بذلك، باعتبار أنه أصبح لدينا مرشح لديه 66 صوتا أو 65 صوتا. وعندها، يفرض الواقع نفسه”.
وأردف: “أما بالنسبة لمن يدعون أنه لا يمكن انتخاب رئيس للجمهورية إن لم يكن حائزا على 86 صوتا، فنقول نظريا نحن بحاجة إلى هذا الكم من الأصوات، ولكن فعليا لو أعطي اليوم ميشال معوض 66 صوتا لكان لم يعد بمقدور الفريق الآخر تعطيل النصاب إلى ما شاء الله فهو يمكن أن يعطل دورة أو دورتين أو ثلاث دورات أو سبع دورات ولكن ليس أكثر من ذلك، لأنه سيضطر في نهاية المطاف إلى الذهاب إلى الإنتخابات. وبالتالي، من يحرقون أصواتهم عبر إعطائها تارة لشخصية غير مطروحة وطورا لشعارات أخرى يساعدون بفعلتهم هذه من يسعون إلى تعطيل الإنتخابات الرئاسية بالنجاح في مسعاهم”.
وعن سبب عدم قدرة المعارضة على التوافق وحشد كامل أصواتها لميشال معوّض، قال جعجع: “هذا هو السؤال الذي نعيش معه منذ ما يقارب الشهرين، فنحن قمنا بكل ما يمكننا القيام به، وحاولنا بكل قدرتنا مع أصحاب الأصوات الـ22 التي ذكرتها آنفا، إلا أننا للأسف لم نصل إلى أي نتيجة. يقولون إننا اخترنا ميشال معوض ونريد الزامهم به، إلا أن هذا الإدعاء غير صحيح، فنحن حاولنا التفاهم معهم على اسم موحد، ولكنهم لا يريدون ذلك، وقد عمدوا إلى وضع سلة من الأسماء ويريدوننا حصرا أن نختار واحدا منها، فقلنا لهم عددكم 13 نائبا ووضعتم 3 أسماء ليقم كل فريق من أفرقاء المعارضة الآخرين بوضع ثلاثة أسماء لنعود ونرى من من بين هذه الأسماء يحظى بأكبر تأييد بين أفرقاء المعارضة لنعتمده كمرشح موحد لنا، غير أنهم لم يقبلوا بتاتا بذلك”.
وتابع جعجع: “أقول ما أقوله اليوم، بالرغم من أنني أعتبر أن “النقار” لا يمكن أن يوصلنا إلى أي مكان، لكنني أريد أن أطرح الوقائع كما هي باعتبار أنه لم يعد أمامنا سوى 10 أيام قبل الوقوع بالفراغ الذي نفهم تماما سبب طموح فريق “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” وحلفائهما للوصول إليه، وذلك لأنهم لم يتوصلوا إلى اسم مرشح يمكن أن يجتمعوا على تأييده، لذا أود التوجه إلى أصحاب الـ22 صوتا، وأنا حتى إشعار آخر لا أشك في نواياهم إلا أنني أشك في طريقتهم بالتصرف، بالقول إنهم من حيث يدرون أو لا يدرون يساعدون فريق “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” في تعطيل الإنتخابات الرئاسية، ماذا وإلا، وإذا ما كانوا لا يريدون التصويت لميشال معوض ليطرحوا علينا حلا عمليا، فنحن من جهتنا نقوم بذلك، وقد طرحنا مرشحا لديه برأينا المواصفات المطلوبة وتمكن من جمع 44 صوتا من أصل 66 صوتا في المعارضة، أي أن لديه ثلثي أصوات المعارضة”.
وتوجه إلى الرأي العام اللبناني، بالقول: “هذه هي الوضعية الحالية، وأمامنا 10 أيام قبل الوقوع في الفراغ، ولدينا من جهة نواب الممانعة الذين لا أمل مرجو منهم لأنهم السبب في وصول الأوضاع إلى ما وصلت إليه، لذا علينا وضع كامل جهودنا مع جميع النواب “يلي في منن أمل” من أجل اقناعهم بالتصويت لصالح ميشال معوض إلا إذا كان لديهم حلا عمليا آخرا ليقوموا بطرحه علينا، ولكنهم حتى هذه اللحظة يتكلمون ويتكلمون ويتكلمون ولكنهم لا يطرحون أي حل عملي”.
وردا على سؤال عما يشيعه البعض عن أن حزب “القوات اللبنانية” داخل المنظومة وهو يريد الوقوع في الفراغ والدلالة على ذلك إصراره وتمسكه باسم ميشال معوض المرشح غير التوافقي، قال جعجع: “هذا المنطق خاطئ مئة في المئة، نحن لدينا مرشحا وقمنا بطرحه وحصل على ما حصل عليه من الأصوات، ليقم أي فريق آخر في المعارضة بطرح حل عملي آخر، فهم جل ما يقومون به هو اطلاق التصريحات، فتارة يهاجمون القمر وتارة أخرى يتكلمون عن المبادئ وبعدها يتكلمون عن أن لديهم مبادرة، ولكن ما كانت نتيجة هذه المبادرة؟ وهل الآن هو وقت المبادرات؟ وصلنا إلى ما وصلنا إليه وليقم أي نائب من بين النواب الـ22 وليطرح علينا حلا عمليا من أجل الوصول إلى انتخابات رئاسية في فترة العشرة أيام المتبقية. إذا ما سألونا عن رأينا والحل العملي الذي نقترحه، فجوابنا واضح وقد عبرنا عنه، أما إذا كان لديهم رأيا آخرا ليقوموا بطرحه علينا شرط أن يختاروا لجنة من بينهم تتكلم باسمهم لنجلس معها، وإذا ما أرادوا يمكن لنا ان نرسل لهم وفدا من قبلنا من أجل تفسير الحل العملي الذي نقترحه وهو أن نعتمد جميعا ترشيح ميشال معوض، ولكن إذا كانوا يعارضون الحل الذي نقترحه ولا يملكون أي حل آخر ويرفضون المضي في حلنا فعندها يكونون من حيث يدرون أو لا يدرون يساهمون في الوصول إلى الفراغ الرئاسي الذي يعمل فريق الممانعة من أجله”.
أما بالنسبة لردة فعل حزب “القوات اللبنانية” إن قام النواب ال22 بطرح إسم سيادي خلال المهلة المتبقية، قال جعجع: “ليقوموا بذلك أولا، وكما قلت سابقا نحن بحاجة لأن ينتدبوا مجموعة صغيرة تمثلهم لكي نتواصل معها، لا أن نستمر بالتفاوض مع أحدهم ونمضي ثلاثة أيام من التعب والجهد ليلا نهارا ليعود بعدها ويقول لنا أنه لا يمكنه المضي بالحل الذي نطرحه وهو مقتنع به لأن الآخرين لا يوافقون عليه”.
وختم جعجع: “الطرف القادر على إنقاذ البلاد من الفراغ قوامه الـ22 نائبا الذين عمدوا إلى حرق أصواتهم في جلسة اليوم، فهم يمكنهم في الجسلة المقبلة نهار الإثنين 24 تشرين الأول الإحجام عن ذلك، وإذا ما كان لديهم طرحا جديا مغايرا للذي نطرحه ليقوموا بانتداب لجنة تمثلهم حتى نقوم بالتفاوض معها، فنحن منفتحون على جميع الحلول، وبالرغم من كل ما قلته سنتابع اجتماعاتنا واتصالاتنا مع النواب الـ22 قبل جلسة الإثنين لعل وعسى، لان هذه هي الطريقة الوحيدة”.
Related Posts