لا تزال فاجعة مركب الموت الذي انطلق من مدينة المنية شمالي طرابلس وغرق قبالة شاطئ طرطوس في سوريا بفعل للامواج العاتية تشغل المشهد في لبنان عامة وفي طرابلس وعكار على وجه الخصوص حيث غرق 87 شخصا بينهم اطفال ونساء من الجنسيات اللبنانية (اغلبهم من شمال لبنان) والسورية والفلسطينيةوقد نجا 20 شخصا فيما البحث مستمر من قبل السلطات السورية عن مفقودين حتى الآن.
لا شك في ان هذا المركب المفجوع ليس الاول الذي يتعرص للغرق فقد سبقه الكثير وكان آخرها في نيسان قبالة شاطئ طرابلس ولا يزال أكثرية جثث ضحاياه في قعر البحر ورغم ذلك لم يعتبر الكثيرون ولم تردعهم المخاطر حيث لا يمر يوم الا وينطلق مركب عير نظامي عبر البحر باتجاه الدول الاوروبية هربا من واقع مرير يعيشونه في لبنان الذي اصبح يفتقد لادنى مقومات العيش الكريم بحثا عن امل في دول ايضا تضيّق الخناق على المهاجرين غير النظاميين.
بعيدا عن اسباب التي تدفع الناس للمجهول في البحر كانت فاجعة تلقتها بلدة برقايل في عكار حيث خسرت 6 من افراد عائلة واحدة شيعت منهم 4 هم: ريان السيد علي وعصمت السيد علي بالاضافة الى ولديها سميح وكمال دياب بانتظار شخصين عرف انه عثر على جثة احدهما وهو نور السيد علي فيما تتضارب الروايات عن مصير الاب احمد السيد علي ان كان من بين الناجين او المفقودين حيث من المتوقع أن تتجلى كل الامور في الساعات المقبلة.
يقول خطيب مسجد برقايل الكبير الشيخ عياش أحمد في حديث لسفير الشمال: ان عائلة احمد السيد علي هي من سكان مدينة طرابلس وكانت بصدد اللحاق بزوجته التي تتلقى العلاج من مرض السرطان في المانيا حيث قرروا الذهاب اليها عبر البحر للوقوف الى جانبها في رحلتها الطويل مع العلاج وهربا من واقع لبنان المرير متمثلين بالكثير من المواطنين الذين هاجروا وكتب لرحلتهم النجاح الا ان البحر غدر بهم وغرق قاربهم.
وحمل أحمد مسؤولية ما يحصل في الشمال الى الدولة اللبنانية.
فنحن اما ان نموت على ابواب المستشفيات لأننا لا نستطيع أن ندخلها او سكتة قلبية او جلطة دماغية من قهرنا امام ابنائنا ونحن عاجزين عن تأمين لقمة العيشة الكريمة لهم
او أن نموت في حرائق تعجز الدولة عن اطفائها او أن نموت في طوابير الخبز او البنزين….
واستنكر احمد ما يحصل في بحر الشمال متسائلا عن غياب الاجهزة الامنية حيث تنطلق عشرات قوارب الموت غير المجهزة يوميا من دون حسيب او رقيب وكأن هنالك ما يخطط للشمال.
Related Posts
