كارثة جديدة حلت على طرابلس والشمال بفعل الهجرة غير النظامية التي تتنامى يوما بعد يوم نتيجة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المأساوية، حيث غرق مركب على متنه عدد كبير من المهاجرين غير النظاميين إنطلق قبل يومين من مدينة المنية شمال طرابلس بعد تجهيزه بما يلزم، ولدى وصوله الى قبالة شاطئ طرطوس قرب جزيرة أرواد وتبدل حالة الطقس وإرتفاع مستوى الأمواج إختل توازن المركب ودخلت إليه المياه خصوصا أن يحمل فوق طاقته بكثير، ما أدى الى إنكساره وغرقه، حيث بلغت الحصيلة الأولية 24 متوفيا و13 ناجيا تم نقلهم الى مستشفى الباسل في طرطوس للمعالجة، في حين أشارت معلومات الى أن عدد المتوفين غرقا تجاوز الـ30 شخصا،
وعلى الفور إستنفرت القوات البحرية السورية وشارك صيادو الأسماك والدفاع المدني السوري في إنتشال الغرقى والمصابين كما حضر عدد من المسؤولين السوريين للاشراف على عمليات الانقاذ، لكن يبدو أن حصيلة المتوفين غرقا مرشحة للازدياد خصوصا أن المركب كان على متنه أكثر من مئة شخص بحسب المعلومات ومن جنسيات مختلفة سورية وفلسطينية إضافة الى لبنانيين من المنية وعكار وطرابلس ومناطق أخرى.
وفي هذا الاطار، أشارت إدارة مشفى الباسل في طرطوس الى إنتشال 37 شخصا بينهم 24 متوفين ضمنهم سيدتان و3 أطفال و13 ناجيا تتم معالجتهم، كما قام محافظ طرطوس عبدالحليم عوض خليل بالاشراف على عمليات الانقاذ، وزار الناجين في المشفى وأعطى تعليماتهم لتقديم العناية الطبية لهم.
وتستمر أعمال التفتيش عن ضحايا وناجين في بحر طرطوس فيما بدأ الحزن يخيم على عائلات جديدة في شمال لبنان فقدت أبنائها في مركب موت جديد، بفعل إنسداد الأفق السياسي وغياب الحلول واليأس الذي يضرب أفقيا شعب لبنان الذي بدأ يرمي نفسه في البحر بحثا عن حياة ومستقبل أفضل، لكنه يجد إما مخيمات لللاجئين في دول لا تقدم أبسط مقومات العيش الكريم، وإما الموت غرقا في بحر غدار لا يتطلع الى أحلام المهاجرين.،