لا يمكن اعتبار يوم الجمعة (16 أيلول) يوماً عادياً أبداً على الصعيد المصرفي، إذ شهدَ على استمرار مُسلسل اقتحام المصارف من قبل المُودعين المطالبين بالحصول على أموالهم.
حقاً، يمكن وصف هذا النهار بأنه “جمعة الاقتحامات”.. فعلى مدى 3 ساعات فقط بين فترتي الصباح والظهيرة، حصلت أكثر من 7 عمليات اقتحام لفروع مصرفية في مختلف المناطق اللبنانية، وقد جاءت على النحو التالي:
1- اقتحام المواطن محمد قرقماز لفرع بنك “بيبلوس” في الغازية – جنوب صيدا
2- اقتحام المواطن عبد سوبرة لفرع “بلوم بنك” في الطريق الجديدة – بيروت
3- اقتحام المواطن “ج.س.” لفرع بنك “لبنان والخليج” في الرملة البيضا – بيروت
4- اقتحامُ مودع لفرع “فرنسبنك” في الحمرا – بيروت
5- اقتحام مودع لفرع البنك “اللبناني – الفرنسي” في الحمرا – بيروت
6- اقتحام مودع لفرع “بلوم بنك” في الكُونكورد (فردان) – بيروت
7- اقتحام مودع لفرع بنك “البحر المتوسط” في شحيم – إقليم الخروب وتأتي مشهدية “الاقتحام” تتويجاً لما حصل يوم الأربعاء الماضي، حينما بادرت الناشطة سالي حافظ إلى اقتحام فرع “بلوم بنك” في السوديكو لاسترداد وديعتها الماليّة.
وفي اليوم نفسه – أي الأربعاء – وقعت عملية مماثلة في مصرف “MED” في عاليه، حيث اقتحم مودعٌ أيضاً البنك مُطالباً بالحصول على وديعته.
أما “فاتح عمليات الاقتحام” فكان المُودع باسم الشيخ حسين، الذي تمكّن قبل نحو شهر من اقتحام “فيدرال بنك” في الحمرا للحصول على أمواله المُحتجزة هناك.
عمليات “تفتيش”
إلى ذلك، دعا وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام المولوي إلى اجتماعٍ طارئ لمجلس الأمن الداخلي المركزي بعد ظهر اليوم، للبحث في الإجراءات الأمنية التي يمكن اتخاذها في ضوء الأحداث المستجدة على المصارف.
وإزاء هذا الأمر، قالت مصادر مصرفيّة لـ”لبنان24″، اليوم الجمعة، إنّه قد يتمّ تفتيش زبائن المصارف لدى دخولهم إليها، إمّا يدوياً أو عبر آلات مُخصصة لاكتشاف الأسلحة.
مع هذا، فقد تخوّفت المصادر من أن تشهد مصارف عديدة اشكالاتٍ مع الحراس الأمنيين، في حين أنه قد تكون هناك حاجة لـ”حارسات” من أجل تفتيش النساء.
ووسط ذلك، فقد تبيّن أن بعض المصارف بات يُغلق أبوابه بشكلٍ شبه كامل أمام الزبائن، مع ترك فتحة صغيرة تُمكن الزبون من الدخول إلى الفرع ولكن بعد إذنٍ من الحارس الأمني الموجود في المكان.
بيان جمعية المصارف
أصدرت جمعية المصارف بياناً أعلنت فيه الإقفال 3 أيام خلال الأسبوع المقبل، كخطوة احتجاجية إزاء ما حصل في المؤسسات المصرفية.
وجاء في البيان: “بعد الاعتداءات المتكررة على المصارف وما يتعرض له القطاع وخاصة موظفو المصارف من تعديات جسدية وعلى الكرامات والتي فصلها بدقة بيان اتحاد نقابات موظفي المصارف في لبنان يوم أمس. كذلك بعد أخذها بعين الاعتبار المخاطر التي يتعرض لها الزبائن المتواجدين داخل الفروع التي تتعرض للاقتحام”.
وأضاف: “إن مجلس الإدارة اتخذ قراراً بإقفال المصارف أيام 19 – 20 – 21 أيلول استنكارا وشجبا لما حصل وبغية اتخاذ التدابير التنظيمية اللازمة، على أن يعود مجلس الإدارة إلى الاجتماع في مطلع الأسبوع القادم للنظر بشأن الخطوات التالية.
كما تعتذر الجمعية من كافة المودعين عن أي إزعاج أو تأخير قد ينتج عن هذا الإقفال، كون سلامة موظفيها وزبائنها تأتي في رأس الأولويات التي تضعها المصارف نصب أعينها إضافة إلى مصالح المودعين التي تحاول تأمينها بقدر المستطاع في الظروف الحالية الصعبة التي تمر بها البلاد”. وتابع: “من ناحية أخرى تشدد الجمعية على نبذ العنف بكافة أشكاله لأن العنف لم ولن يكون هو الحل.
الحل يكون بإقرار القوانين الكفيلة بمعالجة الأزمة بأسرع ما يمكن، لأن معالجة أزمة انهيار نظامية Systemic Failure كالتي تمر بها البلاد لا يمكن أن تُحل إلا عبر خططٍ شاملة تأخذ بعين الاعتبار كافة المسببات وتقوم بمعالجتها بشكل متكامل، كما ورد مؤخراً في العديد من مداخلات السادة النواب في المجلس النيابي الكريم”.
المصدر: لبنان 24
Related Posts