إحذروا المشهد العراقي!؟… غسان ريفي

غالبا ما يسبق الحلول والانفراجات في نهاية أية مفاوضات تصعيد ميداني يحصد في طريقه العديد من المتحمسين للأطراف المتنازعة الذين يتخذون من الشارع حلبة للصراع.

ولطالما كان الوضع المتأزم في لبنان صورة مصغرة عما يجري في العراق حتى بات الكثير من المحللين يرددون بأنه “اذا اردت ان تعرف ماذا يجري في لبنان عليك ان تعرف ماذا يجري في العراق”.

تدحرج الوضع السياسي والامني في العراق بشكل دراماتيكي في ظل تجاذب إقليمي دولي بين قوى الخليج العربي وإيران والولايات المتحدة الاميركية والذي بدأ يترجم صراعا دمويا في بغداد حيث الاشتباكات تدور في الشوارع في ظل حصار شعبي مفروض على مراكز القرار لا سيما القصر الجمهوري، ما يؤكد بما لا يدعو للشك، أن لبنان اذا لم يجد المعنيون صيغة تضع حدًا للتسخين السياسي والطائفي الحاصل على خلفية تشكيل الحكومة وامكانية حصول الشغور الرئاسي والخلاف الدستوري على انتقال الصلاحيات الى حكومة تصريف الاعمال وما الى ذلك من هرطقات وبدع واجتهادات لا تمت الى الدستور بصلة، فضلا عن التسريبات عن توجه التيار الوطني الحر الى استخدام الشارع دفاعا عن موقع رئاسة الجمهورية والضغط لعدم نقل الصلاحيات الى حكومة تصريف الاعمال، وما قد يفتح ذلك الابواب على تحرك لشوارع اخرى، فإن الصراع سينتقل حتما من المراكز والمؤسسات الى الساحات في تطورات لا يحمد عقباها. 

تقول مصادر سياسية مواكبة ان مشهد العراق من المفترض ان يشكل عبرة لبعض السكرانين بشهوة السلطة الذين يستمرون بسياسات الاستئثار والانانية وتقديم مصالحهم على مصلحة اللبنانيين، ويتطلعون الى الاستحقاقات كمناسبة لتحقيق المكاسب وتعزيز النفوذ وتصفية الحسابات السياسية بدل الاستفادة منه للخروج من الازمات بما ينقذ البلاد والعباد.

وترى هذه المصادر أن هذا النهج في التفكير لا يمكن ان يبني شراكة وطنية ولا يساهم في إيجاد الحلول، وقد يحمل في الايام المقبلة في حال استمر الى فوضى غير مسبوقة تترجم فلتانا امنيا، خصوصا اننا في بلد ساقط اقتصاديا وماليا ومنهار اجتماعيا وكل يوم يطل على اللبنانيين يكون أسوأ مما مضى في ظل عجز كامل للدولة لاسباب لا تعد ولا تحصى أوصلت البلاد الى الدرك الاسفل من جهنم.

وتسأل هذه المصادر: ما هي مصلحة الساعين لتعزيز نفوذهم في السلطة على مسافة شهرين من انتهاء العهد، بفتح الباب اللبناني على المشهد العراقي؟، وهل السعي للحصول على وزير بالزائد في الحكومة او الوصول الى الثلث المعطل لمهلة شهرين فقط يستدعي الدخول في هذه المغامرة التي قد تشعل فتيل الانفجار الذي من شأنه ان يحرق الاخضر واليابس؟ أم أن من يعمل على تحقيق هذه المكاسب بات على قناعة ان الفراغ الرئاسي حاصل لا محالة؟.

وتشدد المصادر نفسها، على انه اذا كانت النوايا حسنة فإن على الجميع أن يبذل كل الجهود لتشكيل الحكومة وفق الثوابت والمسلمات المطروحة ولانتخاب رئيس للجمهورية منعا للشغور ودخول البلاد في فراغ قاتل، وما دون ذلك سيكون المشهد العراقي هو المسيطر، فهل يعي رأس السلطة المخاطر الوجودية للبنان التي تحيط بنهاية عهده!؟..


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal