هكذا نعى سمير الجسر صديقه فريد مكاري

نعى النائب السابق سمير الجسر نائب رئيس مجلس النواب الأسبق فريد مكاري قائلا:

أخي فريد،

كنت، كلما نظرت الى عينيك ،أحاول أن أَحصي سنوات المحبة في الله التي جمعتنا بكل الود الصادق واللهفة النبيلة والاحترام المتبادل …حتى ادركت ان المحبة في الله لا تقاس بالايام والسنين بل هي أعمق بكثير من الزمن لانها تقبع في عميق الوجدان الذي لا حدود له ولا قياس فيه.

أخي فريد،

منذ ان عرفتك كنت انت انت، لا تُغَيِّر ولا تُبَدِّل، ثابت في موقفك، جريء في قراراتك، صلب في خياراتك، حكيم في تصرفاتك، صادق في نُصحك. لا يثنيك غرور من ان تستشير ولا توقفك مخاطر عن قول الحق وإنتهاج نهج الصواب.

لقد اعطاك الله من سَعْيِكَ حتى ارضاك ،اذ ليس للانسان الا ما سعى… ومن رافقك يعلم كيف كنت تصل الليل بالنهار في تحد مع الزمن لانجاز المشاريع التي توليت امانة تنفيذها.

واعطاك الله ايضاً نعمة الوفاء فكنت خير الاوفياء لسيد الشهداء رفيق الحريري في حياته و حتى بعد مماته و هو الذي كان يرى فيك الصديق والعون ورفيق الكفاح و العصامية.

و اكرمك الله بحب الوطن فاقدمت على السياسة بهدف خدمة البلاد والعباد. وكان لك نصيب كبير في خدمة الكورة واهلها الطيبين بل وفي خدمة لبنان… و انا أشهد على مثابرتك في العمل وعلى متابعاتك الحثيثة لخدمة الناس… والأهم انك على مرونتك لم تهادن ولم تساوم في كل المفاصل… ومن بعد الاستشهاد تابعت مع الرئيس سعد الحريري وانا اعلم انك لم تبخل في يوم من الايام بنصيحة ولا بمشورة كيف لا وقد كانت تربطك بدولة الرئيس سعد علاقة خاصة ليست كلها موروثة، بل كان لها خصوصية ترجَمْتَها دوماً بحضورك الفوري، ومن دون دعوة في معظم الاحيان،عند كل مفصل تستشف منه الخطر والاهوال لتدلو بدلو الاخ الناصح الغيور … ولم تتوقف عن ذلك حتى بعد قرارك بالتوقف عن الترشيح للنيابة.

وربما كان قرارك ذلك استشرافٌ من استشرافاتك التي لم ندركها في حينه.

ولقد منّ الله عليك ايضاً بزوجة اميرة كانت داعمة لك في كل مسيرة العمر ، وملهمة لك، بصلابة لم تفقدها لحظة ابتسامتها الراقية، في كثير من المواقف الصعبة التي مر بها الوطن… واكمل الله معك بولدك نبيل، ابن بار وقرة عين، له من اسمه نصيب ورجل واعد باذن الله كما كنت دائماً تَروم.

أخي فريد،

لقد كنت فريداً في محبتك..

وكنت فريداً في صدقك..

وكنت فريداً في وفائك..

وكنت فريداً في جرأتك..

لقد كنت “فريدٌ فريد”.

فالى جنة الخلد عند رب كريم لا تضيع عنده المكارم.

والى اللبنانيين والى اهل الكورة والى العائلة الكريمة والى الشقيق مكارم والى اهل انفة الكرام أوفر التعازي.