المطران سويف في عيد انتقال العذراء: المسؤولية ليست مركزا أو مجدا دنيويا إنما انحناء لخدمة الإنسان الضعيف والمجروح

لمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء بالنفس والجسد إلى السماء احتفل ، رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية، المطران يوسف سويف بالقداس الالهي في ر عية سيدة الغسالة في بلدة القبيات في عكار.

وخلال القداس الذي حضره النائب جيمي جبور ومجموعة من الفعاليات البلدية والاجتماعية وعدد من المؤمنين، توجه سويف بالمعايدة للجميع متمنيا أن تكون العذراء مريم دائما الى ” جانب بلدنا لبنان والى جانب كل بلدة ومدينة وقرية فيه، فتساعدنا في تجديد الايمان والرجاء والحب” >

وبعد تلاوة الانجيل المقدس وفي عظته قال سويف: “نرفع صلاتنا لأجل لبنان المتألم، متمسكين برجائنا وايماننا، فنحن نعرف ونيقن، كما يعرف تماما أبناء هذه المنطقة التي نحتفل اليوم فيها بعيد انتقال العذراء، أنه في تاريخنا القديم كما الحديث وأمام كل الصعوبات تكون العذراء مريم ملجأ أمينا ودائما لنا، ما دفعنا ان نردد دون انقطاع ( صلاتك معنا يا اطهر العباد كوني عوننا حسب المعتاد) وعندما نقول حسب المعتاد نؤكد أن العذراء اعتادت أن تكون دائما الى جانبنا وجانب بيوتنا ووطننا الحبيب المتألم في كل محننا وازماتنا وضيقاتنا ومرضنا .

كما نرفع صلاتنا اليوم على نية كل فرد منا، حتى يدرك أن عليه أن يتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقه أكان في الكنيسة أو المجتمع، والمسؤولية ليست مركزا أو مجدا دنيويا إنما انحناء لخدمة الإنسان الضعيف والمجروح والمتألم بهدف الحفاظ على كرامته”. 

واضاف “دعونا نشكر الرب المتواجد معنا ومع البشرية جمعاء بشكل دائم، فعيد انتقال امنا مريم العذراء إلى السماء بالنفس والجسد، الذي نحتفل به اليوم ما هو إلا علامة لحضور الله مع الإنسان من خلال شخص مريم العذراء، التي لعبت دورا مميزا ومهما في تاريخ البشرية وفي تاريخ الخلاص، فامست أنا للكون وللحياة. 

كما نشكر الرب على هذا اللقاء، الذي يتجدد سنويا، حيث نلتقي بتقليد سنوي مع أبنائنا في القبيات والقرى المجاورة لها.

وفي هذا العيد، قد يكون افضل ما نفعله هو التأمل بسر مريم العذراء، فكل ما غصنا في هذا السر كل ما اكتشفنا المزيد من النعم والعطايا، فمريم هي ابنة الاب السماوي وام المسيح المخلص وعروس الروح القدس، التي تمكنت من خلال طاعتها الى احداث تبدل جذري وأساسي في تاريخ البشرية”. 

وقال سويف “نحن نعلم أن عدم طاعة الله التي ظهرت عند أبينا آدم وامنا حواء،ما ادى إلى دخول البشرية في دوامة من الحزن العميق والألم الشديد والموت الأبدي، لكن عندما تم ملئ الزمن الذي فيه ارسل الله الاب ابنه الوحيد يسوع المسيح، حتى يكون الكلمة المتجسد، اختار العذراء مريم ابنة الناصرة، اختارها من خلال تكرسها وتواضعها فجعلها مملوءة نعما.

والعذراء مريم من خلال موقف بسيط ومهم في آن معا، من خلال (النعم) التي قالتها غيّرت مسار ومصير البشرية مجتمعة، فمثلما عشنا العصيان مع حواء الأولى عشنا الطاعة مع حواء الثانية، فمع عصيان حواء الأولى، دخلت البشرية إلى الموت وبطاعة حواء الثانية عدنا إلى الحياة، وهذه محطة مفصلية ليس للمسيحيين وحسب إنما الجنس البشري ككل”.

ورأى المطران سويف أن “مريم ابنة الاب وام الابن وعروسة الروح القدس امتلأت من النعم من خلال طاعتها ومن خلال (النعم) التي قالتها،وهنا نطرح السؤال حول مصير البشرية لولا وجود السيدة العذراء، التي أراد الله أن يكرمها، والتي أراد المسيح القائم من بين الاموات أن ينقلها إلى السماء، وهذا عيدنا اليوم، عيد عبور العذراء مريم، وفي الحديث عن العبور إشارة واضحة الى الفصح والقيامة والحياة الجديدة.

من خلال انتقال العذراء إلى السماء، أعطانا الله إشارة واضحة، إذ أننا عندما نعيش الطاعة للرب والتواضع امامه وأمام مشروعه في حياتنا ندخل إلى الحياة الأبدية ونعبر نحو ملكوت الله فنعيش معنى القيامة والحياة الجديدة.

وختم سويف قائلا : ” لا بد من أن نشكر الرب على وجود مريم وحضورها ودورها بتاريخ الخلاص، ونسأل شفاعتها حتى نتمكن من أن نقول نعم لمشروع الرب في حياتنا وحتى نتمكن من أن نخدم ولو بشكل بسيط هذه البشرية كما خدمتها هي”.

وخلال القداس شكر سويف خادم الرعية الخوري نبيل الزريبي على خدمته الطويلة وتفانية من اجل كل أبنائها واعلن تسلم الخوري جوزيف البيسري خدمة رعية سيدة الغسالة في القبيات.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal