أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن “تل أبيب” كانت واضحة اليوم بأنها تريد وقف عدوانها على قطاع غزة، لأنها لم تعد تتحمل المزيد من صواريخ المقاومة الفلسطينية على المستعمرات، وأنه كان واضحا خلال النهار أن الاسرائيلي لن يتحمل الاستمرار بعدوانه، بسبب ظروف المستعمرات وهناك حقائق ووقائع ومجتمع غير مؤهل أصلا، معتبرا أن ظروف العدو لن تسمح باستمراره في هذه المعركة، وسيتدخل كثيرون لإنهاء هذه الجولة.
وفي كلمته خلال المجلس العاشورائي المركزي الذي يقيمه حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، أكد على شجاعة الرد الفلسطيني، لأنه لو تُرك اغتيال القائد الجعبري بدون ردّ، لكان العدو فتح الحرب على غزة، ولأن الردّ يؤكد الردع عند العدو، يجب الإشادة بشجاعة المجاهدين والمقاومين وفي مقدمهم مجاهدو حركة الجهاد الإسلامي، وكذلك بكل المقاومين وبشجاعة أهل غزة الذين شكلوا الحاضنة للمقاومة، وهذا نموذج جديد لملاحم المقاومة ولمواجهة هذا العدو.
وأشار إلى أن المقاومة في فلسطين كما في لبنان تستطيع أن تدافع عن كرامة أهلها، وتستطيع أن تثبت قواعد فاعلة للردع أمام هذه العدو الذي عندما تقف أمامه يتراجع، وهذا ما يجب أن نتعلمه من هذه المواجهة.
وإذ رأى أن هذه جولة تضاف للجولات السابقة وهي ليست نهاية المعركة مع العدو وملحمة جديدة بمواجهة العدو، سأل رحمة الله للشهداء جميعا في هذه الجولة، وسأله أن يعجل في شفاء الجرحى، مؤكدًا أن هذا كله في عين الله وهو الذي أكرمهم في الدنيا وسيكرمهم في الآخرة إن شاء الله.
نصر الله أشار إلى أننا “ننطلق في علاقتنا مع الناس جميعا مسلمين ومسيحيين من المنطلق الاسلامي القرآني الشرعي”، لافتا إلى أنه في لبنان جزء من العلاقات قائمة على النفاق السياسي للأسف الشديد لذلك تتبدل وتتغير بسرعة أحيانا لأنها لا تنطلق من ثوابت.
وأكد أن الإسلام يريد من الناس أن يستفيدوا من دنياهم لآخرتهم لأن الدنيا معبر ومحطة وجيسر للآخرة، والله سبحانه وتعالى عندما خلق الإنسان كرّمه وجعله في مكان عالٍ وجعله خليفته في الأرض، ولذا لا يرضى الإسلام للإنسان أن يؤذَى أو يُهان أو أن تكون الإهانة لشعب كامل مثلما تفعل “اسرائيل” مع شعوب المنطقة.
ولفت إلى أن العقوبات في الاسلام هي الضمانات الحقيقية لحفظ أنفس الناس وأعراضهم، وقد شرّع الله الجهاد في سبيل الدفاع عن المستضعفين من النساء والرجال والولدان.
وتناول الشق الاقتصادي، لافتًا إلى أن الإسلام وضع فرضيات من أجل تأمين حاجات الناس، سواء في حال وجود دولة تقوم هي بذلك، وفي الفرضية الثانية مع وجود دولة لا تؤمن حاجات الناس (مثل دولتنا ما شاء الله) لا اهتمام بالناس ولا شيء، وفرضية ثالثة هي عدم وجود دولة، وفي الفرضيات الثلاث وضع مسؤولية للناس تجاه الناس.
الأمين العام لحزب الله أضاف “خلال 40 عاما كل ما كنا نقدر عليه أو نستطيعه بذلنا فيه أقصى الجهود الممكنة، واليوم بكل الخدمات التي قدمناها اعتمدنا على الحقوق الشرعية والصدقات والتبرعات ومساعدة الجمهورية الاسلامية في إيران الدائمة”.
وأكد أنه “رغم العقوبات والحصار والتخويف فإن خدمات هذه المسيرة ستستمر بإذن الله وبعونه، وسنحافظ على هذه المؤسسات، وإذا كانوا يراهنون على الضغوط والعقوبات على المتبرعين فإن هذه المؤسسات سنحافظ عليها، وستبقى في خدمة شعبنا وسنطورها في السنوات المقبلة”.
وتابع نصر الله “سنعمل على تطوير كل المؤسسات الخدماتية وتوسيع إطار العمل الخدماتي والضغط يدفعنا للتماسك أكثر”، لافتًا إلى “أهمية العمل الخدماتي أن يكون عبادة لله سبحانه وتعالى وهو في هذه المرحلة في لبنان هو من مصاديق الجهاد”، وأن “العمل الخدماتي في لبنان في هذه المرحلة له عنوان الجهاد وله عنوان العبادة”.
وأضاف “هدفنا في خدمة الناس يجب أن يكون عبادة الله والتقرب إليه وأن يرضى عنا، يجب أن يكون الهدف لدينا خدمة الناس ولا يجب أن يكون الهدف من خدمة الناس الوصول للسلطة.. نريد أن ينتخبنا الناس حتى نخدمهم ولا نقوم بخدمتهم لينتخبونا”.
وأردف قائلًا “الأهداف قد تأتينا بحسن الثناء ولكن الأصل هو التقرب إلى الله، يعني نحن نخدم الناس قربة لله تعالى وليس للوصول إلى الكرسي مثل البلدية، أنو منخدم الناس لينتخبونا مش بيتخبونا لنخدمهم، إذا كان لدينا قدرات يجب أن تكون في خدمة الناس ومن أجل عزتهم، وهو ما أطالب حزب الله به وكل إخواننا وأخواتنا وكل الأطر العاملة في هذا المجال وأهميته أن يكون له عنوان العبادة، سيما عندما يكون لله تعالى والهدف أن يكون في سبيل الله وتحببا لله، وأن يكون تقربا إلى الله والنتائج ليست هي الأهداف”.
نصر الله أكد أنه “خلال السنوات الآتية سنحافظ على هذه المؤسسات وإذا كانوا يراهنون على إيقاف المؤسسات سيكون هدفنا تطوير هذه المؤسسات، لكن ما يجب أن نحافظ عليه هو روح العبادة في هذا العمل، وعندما يكون العمل لله فالعمل ينمو والدم الذي يسقط بيد الله ينمو ولذلك أؤكد على الإخوة والأخوات أن تكون النية هي لله”، مؤكدًا أن “أحد الشروط الأساسية هو أن يكون العمل لحفظ كرامة الأشخاص في الخدمات الشخصية لا نريد صورة حتى ولو للأرشيف.. أصلا يجب تقديم الخدمة للناس بدون أن يرونا إذا استطعنا، وهذا يعني خدمة الناس مع حفظ كرامتهم”.
كما لفت إلى أنه في هذه معركة خدمة الناس يجب أن نكون جميعًا حاضرين وباذلين، لأن الله تعالى طلب منا اتجاه الناس المحبة واللهفة والتألم لآلامهم والحزن لأحزانهم، وخدمة الناس جزء من المهام الملقاة على عاتقنا، وهي جزء من المعركة المفروضة علينا، لذا يجب أن نقوم بها.
Related Posts