ابطال الأرز.. فخر وعزّ وعنفوان وشموخ لبنان.. غسان ريفي

كادت الدماء تنشف في عروق اللبنانيين وهم يتابعون إبداعات أبطال منتخب الأرز وهم يعملون على تقليص الفارق تباعا أمام منتخب أوستراليا القوي في نهائي بطولة كأس آسيا بكرة السلة الى أن وصل الى نقطتين لم يسعف الحظ أبطال لبنان في تسجيلهما لفرض وقت إضافي كان مؤكدا سينتهي لبنانيا.

يكاد المرء لا يصدق ما رأت عينيه في هذه البطولة، منتخبات آسيوية مصنفة من الأوائل على مستوى العالم، جاءت وهي في قمة إستعداداتها ومتوفر لها كل الامكانات والدعم والتجهيزات إضافة الى الحضور البدني والنفسي والمعنوي، لتتنافس بكل قوة وشراسة على لقب بطولة آسيا، ومنتخب قادم من بلد قابع في قعر جهنم وما زالت سلطته السياسية تحفر لايصاله الى قعر قعر، يكاد يكون معدوم الامكانات ويفتقر الى كل أنواع الدعم، لكنه يتسلح بالايمان وبالمسؤولية الوطنية ويحمل آمال شعب تحلق حوله وتسمّر أمام شاشات التلفزة لمشاهدة إبداعاته التي أثلجت صدره وجعلته يشعر بالعنفوان وهو يرى علم بلاده يرفرف مع الصعود المتدرج الى المباراة النهائية.

بلد الخمسة ملايين لبناني، أسكت مليار ومئتي ألف هندي كانوا يتابعون منتخب بلادهم، وهزم التنين الصيني الآتي بدعم مليار نسمة، وكذلك أبعد الأردن المتمرس في بطولات آسيا، وهو وإن لم يوفق في رفع كأس البطولة وإكمال هذا الانجاز غير المسبوق بالحصول على لقب وصيف بطل أسيا بكرة السلة، إلا أنه خطف قلوب العالم والعرب واللبنانيين، بآداء رائع قل نظيره وحضور ممتع، وإنجازات مشهودة ستكتب بأحرف من ذهب ونور في تاريخ بطولات آسيا عن منتخب شكل علامة فارقة، وقاتل باللحم الحي، حاملا بين يديه شموخ أرز لبنان وكرامة أبنائه وعنفوانهم، والايمان الوطني الذي تفوق على كل الامكانات التي تمتعت بها المنتخبات المنافسة وحجز مكانا له على منصة التتويج وصيفا، وكان من نصيب لاعبه وائل عرقجي لقب أفضل لاعب في آسيا.

أثبت منتخب الأرز، أنه فخر الرياضة اللبنانية، لا بل كان فخر الوطن وعزه وحضوره، وإذا كانت قلوب اللبنانيين تنبض بالدعاء لهذه الكوكبة من الأبطال، فعسى أن يكون ما تحقق حافزا لأهل السلطة بالكف عن الخلافات والصراعات والتلاقي على إنقاذ وطن يستحق الحياة، ورد الجميل لشعب تحمل ما يكفي من القهر والعذاب، وعرفانا لمنتخب قاتل وجاهد وأكد أن لبنان كان وما زال وسيبقى في القمة مهما بلغ حجم الحفر الى الهاوية.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal