إثر زيارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى السعودية، أعيدت إلى الواجهة الاستقبالات التي حظي بها قادة أميركا في السعودية حيث جاءت متفاوتة.
قبلتا جورج بوش
انتظر جورج بوش الأبن حتى العام الأخير من ولايته لزيارة المملكة، ثم سافر مرتين في غضون أربعة أشهر ليضغط من أجل المزيد من إنتاج النفط مع ارتفاع أسعار الطاقة.
وفي أيار 2008، استقبله العاهل السعودي الراحل، الملك عبد الله بن عبد العزيز، بحرارة في المطار، ولم تظهر أي بوادر للتوترات التي عصفت باجتماعهما في 2002 في مزرعة في تكساس عندما هدد عبد الله (ولي العهد آنذاك) بالانسحاب بسبب خلافات حول النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
بعدما نزل بوش وزوجته لورا من الطائرة الرئاسية، قبّل عبد الله الرئيس على الخدين وعزفت فرقة عسكرية النشيد الوطني الأميركي.
لكن القيادة السعودية رفضت ضخ المزيد من النفط، إذ قال المسؤولون السعوديون إنهم لا يعتقدون أن هناك نقصا في الإمدادات وإن أساسيات السوق “سليمة”.
فتور مع أوباما
سافر باراك أوباما إلى الرياض لأول مرة في عام 2009 بعد أقل من خمسة أشهر من أداء اليمين الدستورية، في زيارة خاطفة قبل خطاب في القاهرة هدف إلى “إعادة تأهيل صورة واشنطن في العالم الإسلامي بعد عهد بوش”، بحسب فرانس برس.
وكانت الزيارة رمزية، إذ سعى أوباما إلى التشاور مع المملكة قبل إعادة برمجة الانخراط الأميركي في المنطقة.
وقال مدير مجلس الأمن القومي آنذاك دان شابيرو إنّ “أوباما كان يحاول أيضًا تنسيق استراتيجية للتعامل مع برنامج إيران النووي ويتطلع إلى دفع التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل قدما”.
وطبع الفتور بعد ذلك العلاقات الأميركية السعودية في عهد أوباما خصوصا بعد التوصل إلى اتفاق في 2015 للحد من برنامج إيران النووي.
وفي زيارة في عام 2016، مع قرب نهاية ولاية أوباما، أرسل الملك سلمان بن عبد العزيز الذي تولى السلطة في العام السابق، حاكم الرياض لاستقبال الرئيس الأميركي عند مدرج المطار، ولم يتم بث وصوله على التلفزيون الرسمي.
حفاوة مع ترامب
حصل ترحيب كبير بدونالد ترامب الذي اختار المملكة في 2017 كأول وجهة خارجية له بعد توليه منصبه.
وأغدق الحكام الهدايا على أفراد عائلة ترامب الذين رافقوه، ورقصوا معا حاملين السيوف، بحسب ما تقول فرانس برس.
وطبعت الزيارة أيضا صورة لترامب والملك سلمان والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، خلال افتتاح مركز في الرياض لمكافحة الفكر المتطرف.
ويقول مؤلف كتاب “الملوك والرؤساء” الذي يبحث العلاقات الأميركية السعودية، بروس ريدل، “من المرجح أن يبقى الترحيب بترامب هو الأكثر إثارة على الإطلاق”.
وعانت العلاقة لاحقا في عهد ترامب، لاسيما في أعقاب ما اعتبره السعوديون رد فعل فاترا على الهجمات على منشآت نفط سعودية في عام 2019 التي أعلن الحوثيون اليمنيون المدعومون من إيران مسؤوليتهم عنها، وترددا بالنسبة الى جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في 2018 التي نفت السعودية تورط الحكومة بها.
لكن بقي القادة السعوديون “قريبين” من شخصيات بارزة في عهد ترامب، لا سيما صهره جاريد كوشنر، وفق ريدل.
(فرانس برس)
Related Posts