شهد مستشفى طرابلس الحكومي حفل توقيع اتفاق الشراكة لدعم الخدمات فيه، بحضور وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال فراس الأبيض، سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري، سفيرة فرنسا في لبنان آن غريو، رئيس مجلس الادارة المدير العام لمصرف الاسكان انطوان حبيب ،رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في لبنان سيمون كاسابلانا اشليمان، مفتي طرابلس والشمال السابق الشيخ مالك الشعار، رئيس مصلحة الصحة في الشمال سعد صابونة، رئيس مجلس إدارة المستشفى فواز حلاب ومدير المستشفى ناصر عدرة وحشد من الجسم الطبي.
حلاب
بعد ترحيب من مدير المستشفى ناصر عدرة، تحدث رئيس مجلس إدارة المستشفى عن “التناغم الفرنسي السعودي وما يمكن للمبادرة ان تقدمه للمستشفى الذي يقع في منطقة محرومة في المدينة”، مقدرا “كل التوجهات الداعمة للمستشفى”، شاكرا وزير الصحة على “متابعته الدائمة”.
اشليمان
من جهتها، أكدت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في لبنان سيمون كاسابلانا اشليمان “أهمية المشروع الذي هو بمثابة حجر اساس في عمل اللجنة الى جانب لبنان”، لافتة الى ان “توقيع الاتفاق محطة أساسية ستقدم خدمات اكثر الحاحا في الشمال كما هي حال توجهنا بالنسبة لمستشفى بيروت الحكومي”.
وشددت على “السعي لدعم وتعزيز الواقع الصحي في الشمال في سياق اهتمام لبناني عام في هذه المرحلة”.
غريو
بدورها، أعربت السفيرة الفرنسية عن سرورها لعودتها الى طرابلس مرة أخرى “هذه المدينة التي فيها الكثير من الطاقات التي تعتبر دعائم للتنمية”، وقالت: “نحن على الرغم من المصاعب التي تواجهها هذه المدينة لا يمكننا ان نتصور مستقبل لبنان من دون طرابلس ومن دون الطاقات الموجودة في المنطقة، وانا اؤمن بهذه الطاقات وخصوصا على المستويات الطبية والمالية والإدارية”.
أضافت: “لماذا طرابلس لأنها ثاني أكبر مدينة في لبنان، وايضا لان مستشفى طرابلس الحكومي يعد ثاني أكبر المستشفيات الحكومية في لبنان، وهو متقدم على مختلف الصعد ففيه المركز الاساسي للعناية المركزة بالأم ولديه الوحدة الوحيدة للعناية المركزة للأطفال ومركز مشابه للعناية بحديثي الولادة”.
وتابعت: “لقد قررت فرنسا و المملكة العربية السعودية مساندة مستشفى طرابلس الحكومي بعدما اكتسبنا خبرات من خلال عملنا في مستشفى رفيق الحريري في بيروت، ومن هنا رغبتنا في دعم مستشفى طرابلس. ويسعدني جدا ان اكون هنا لأترجم الالتزامات التي تعهد بها الرئيس الفرنسي وولي العهد السعودي. وها نحن اليوم نمضي قدما لنساهم في تقدم نتطلع اليه ويعيش المواطنون هنا بكرامة”.
وأشارت الى أن “المشروع اليوم طموح ومثمر”، شاكرة الجميع، مؤكدة “متابعة نجاح المشروع من خلال خلية خاصة لمتابعة المشاريع التي تقدم للبنان”.
الابيض
أما وزير الصحة فقال: “نجتمع اليوم في إطار مبادرة مهمة، بتمويل من الوكالة الفرنسية للتنمية ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وبتنفيذ اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لدعم القطاع الصحي في لبنان، هذا القطاع الذي عانى الأمرّين ولا يزال يعاني في خضم أزمة إقتصادية خانقة ووباء عالمي لا يزال يتجدد على مدى العامين الماضيين، وأزمة عسكرية دولية أرخت بظلالها على أمن الغذاء والطاقة في العالم أجمع”.
أضاف: “أدت هذه الأزمة إلى تراجع كبير في التغطية الصحية في لبنان، مما جعل غالبية الأعباء تقع على عاتق المواطن. وتشير الأرقام إلى أن ما يدفعه المواطن من جيبه، وبعد أن كان لا يتعدى 30% من كلفة العلاج قبل الأزمة، قد أصبح اليوم يعادل حوالي 85% من كلفة العلاج وهذا رقم لا يستطيع أي مجتمع أن يتحمله. وأصبح الإستشفاء بعيداً عن متناول الكثيرين، وإن كان عملية بسيطة أو علاجا قصير الأمد”.
وتابع: “إن أهمية هذه المبادرة الكريمة، من أشقائنا في المملكة العربية السعودية، وأصدقائنا في فرنسا، لدعم القطاع الصحي، عبر دعم هذا المستشفى، مستشفى طرابلس الحكومي، بالشراكة مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إنها تحمل رسائل مهمة عدة:
هي رسالة دعم وأمل، للمجتمع هنا في الشمال، ولكل لبنان، إننا لسنا وحدنا في مواجهة هذه الأزمات المتعددة، وإن الأشقاء والإصدقاء لن يتركوا لبنان، ومن المهم أن نذكر أن هذا هو ثالث مشروع شراكة لدعم المستشفيات الحكومية بعد الدعم الذي تلقاه مستشفى رفيق الحريري الجامعي ومستشفى الكرنتينا.
هي رسالة ثقة بالقطاع الإستشفائي الحكومي والذي أثبت جدارة كبيرة ومهنية عالية خلال زمن الكورونا، فكان في المقدمة في مواجهة الجائحة وقام بكل ما طلب منه وزيادة، وهو بالفعل يستحق كل دعم وتقدير. وهو الذي يقف بجانب كل المرضى المحتاجين بغض النظر عن جنسياتهم ويقدم لهم خدمات صحية راقية وبأقل التكاليف مما يمكن هذه الفئة من الوصول إلى الخدمات المطلوبة وخاصة في هذه المنطقة التي عانت من الحرمان والإهمال لفترة طويلة.
والرسالة الأخيرة هي في نوعية هذا الدعم، الذي يتخطى الدعم التقليدي بالمساعدات الإنسانية، إلى بناء مؤسسات مستدامة، قوية وصلبة تخدم مجتماعاتها على مدى أجيال، وإضافة إلى دورها الصحي يمكنها من القيام بدور تربوي وإجتماعي، يساعد على نهوض مجتمعها”.
وأردف: “نجدد الشكر للمملكة العربية السعودية، ولجمهورية فرنسا، على هذه المساعدة القيمة، لكن من المهم أن نعلم في الوقت ذاته أن هذا المشروع بحاجة أيضاً إلى جهد مقابل، جهد نقوم به نحن في هذا البلد، لإصلاح أوضاعنا، وإعادة بناء دولتنا على أسس سليمة وعادلة ومستدامة، دولة مؤسسات تقدم للمواطن ما يستحق، ويقوم فيها المواطن بتأدية واجباته تجاه دولته ومجتمعه. وبدون هذه الجهود في إصلاح الوطن، لا قيامة للبنان ولا استدامة لمؤسساته، بالرغم من أي عون يأتينا أو مساعدة نتلقاها”.
وختم: “أخيراً، صحيح نحن اليوم نمر في أزمات شديدة وخانقة، لكن العرب قديماً قالوا إن الظلام أشد ما يكون قبل طلوع الفجر، فلنأمل أن تكون هذه المبادرة الكريمة، بارقة أمل، بأن نهاية هذه الأزمات قد أزفت، وإن مسيرة إعادة بناء المؤسسات والوطن سوف تنطلق قريباً بإذن الله”.
توقيع الاتفاق
ثم جرى توقيع الاتفاق، قبل ان يقوم المشاركون بجولة في المستشفى.