نظم المكتب الإقليمي لليونيسف في بيروت اليوم، ندوة تشاورية عن “مستقبل الطفولة”، بمشاركة خبراء دوليين وممثلي الوزارات والمؤسسات العامة والخاصة.
وألقى ممثل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور جورج كلاس كلمة الافتتاح، وقال: “باسم دولة رئيس الحكومة الأستاذ نجيب ميقاتي، أرحب بكم في لبنان، الذي بإذن الله وتعاون الأوفياء وجهود الخيرين، سيستعيد عافيته ويتابع دوره الحضاري ورسالته الإنسانية والإنقاذية والسلامية ويعيد بناء اقتصاده من خلال خطة التعافي والخطوات التي أقرتها الحكومة”.
أضاف: “إن جهود منظمة اليونيسيف، تظهر بوضوح من خلال عملها الميداني الفاعل، ومن خلال التخطيطات المستقبلية التي تضعها، بالإستناد إلى رؤية واضحة وخبرات تراكمية وانخِراط جاد في العمل الاجتماعي، وتخصيصا في نطاق التعامل مع واقع الطفولة في مناطق الأزمات والنزاعات والمجتمعات النامية” .
وتابع: “هنا، يتركز الهدف الاستراتيجي لهذا النمط من لقاءات التفكير معا التي ستكون لقاءات وتبادلات فكرية وتخطيطية مثمرة وذات نفعيات أكيدة، ليس فقط على الطفولة، بل على الواقع المجتمعي بكل طبقياته وأجياله ومستوياته العمرية”.
وتحدث عن “العمل الإنساني: أخلاقيات ومبادرات”، وقال: “تحضرني في هذا اللقاء، الذي شرّفني دولة الرئيس نجيب ميقاتي التكلُّمِ بإسمِهِ و التنويهِ بجهودِ منظمة اليونيسيف وأعمالها ونَسْقيَّاتِ إنخراطها وتفاعلها المشكور بالمجتمع اللبناني، مشهدياتُ هذه المنظَّمة وصورتُها الإنسانية والإنقاذية والرعائية ، وانتشار قيمها ومبادئها في مجتمعنا، على وسعِ قطاعاته التربوية والتعليمية والاجتماعية والثقافية، و بالأخصّ إيلائها قضايا إنقاذ الطفولة والتنشئة والعناية والرعاية، اهتمامات مركزية ومركزة لأن أهداف الأعمال التي تقومون بها، محورها الإنسان”.
أضاف: “إنها الأخلاقيات و المبادرات والقيم، التي تبنى عليها جهودكم الميدانية، وتنرسم حولها تخطيطاتكم المستقبلية لإرساء قواعد مستقبل شبابي أكثر تحصينا، وأكثر كرامة، وأكثر حرية وأكثر تحررا وأكثر تأهلا للتفاعل مع تحديات العصر والتحولات التي نعيش لحظويات تطوراتها الآنية والمتسارعة”.
وتابع: “ولعل أكثرَ التحوّلاتِ حضوراً في واقعنا الدائمِ التجَدُّدِ هي، تحوّل المعرفة الرقمية، والتحوّل الاجتماعي والاقتصادي، والتحوّل الاعلامي والتواصلي، وأشد التحًولات وأصعبها، هي عملية تنشئة أجيال مؤهلة لمواجهة هذه الاستحقاقات وقادرة على التأقلمِ معها والتعامل بجرأة، وتدريب هذه الأجيال على الفكر القيمي والنقدي، الذي معه تتكون شخصية الفرد وتتحدد ظروف نجاحاته، ويتقوّى بالمعرفة، ويكتسب المهارات ويتحصّن بالقدرات لمجابهة التحديات التي قد تعترضه”.
وأردف: “هذه المبادرات، التي تطلقونها وتتابعون تنفيذها بنجاح، تستحق الشكر والتقدير، مع تشديدنا كحكومة لبنانية، على قيمة رئيسية هي: كرامة الطفولة وكرامة الأجيال وكرامة المجتمع، فخارج مبدأ الكرامة وقيمها، يستحيلُ أيُّ عملِ إغاثةٍ أو بادرةُ مساعدةٍ الى شبهِ صَدقَةٍ واستجداءٍ أو استعطاف، و ليس هذا ما أنتم عليه، ولا مجتمعنا اللبناني يرتضي ذلك. نداؤنا لكم بمناسبة مؤتمركم التفكيري والتشاوري، هو: تعالوا نحمي الأطفال بدوائهم وبصحتهم وغذائهم وبيئتهم ومعيشتهم وتعليمهم، وبكرامتهم بالأخص “.
وقال: “لأن مسيرة الاهتمام بالطفولة وتقنيات حمايتها، هي مسارٌ طويل في بناء مجتمع أكثر إنسانية، وانطلاقا من مبدأ التكاملية في البناء المجتمعي اللبناني، حيثُ لكلِّ فردٍ ومُكَوِّنٍ موقعُه و دورُه، ومواكبةً للتحديثات التشريعية والرؤى التنظيمية لدور الشباب في الحياة السياسية والمسؤولية الوطنية، الشباب، أطفال الامس ورجال ونساء الغد، أقرَّت حكومة الرئيس ميقاتي في أيار من هذه السنة “وثيقة السياسة الشبابية” بصيغتها المعدلة والمحدَّثة للصيغة التي كانت حكومة الرئيس ميقاتي وضعتها سنة 2012، وحالت ظروف دون إنهائها قانونا واعتمادها رسميا. أما الآن فتم إقرارها و الإعلانُ عنها و تعميمها، كأحد الانجازات الحضارية لحكومتنا، و تطبيقاً للبيان الوزاري الذي أولى الشأن الاجتماعي والتعليمي والطِفلِيِّ عناية يستحقها. وقد أرفقنا إصدارنا لهذه الوثيقة الإستراتيجية بخطة عمل تنفيذية ACTION PLAN إنتقالاً بها من التنظير آلى التطبيق. وستكون لوزارة الشباب والرياضة لقاءات عمل مع الوزارات والهيئات والمؤسسات والمنظمات ذات الصلة بقضايا السياسة الشبابية، ومنظمة اليونسيف أبرزُها” .
أضاف: “من المفيد أن أشير الى انه في خلال مشاركتي في مؤتمرات حكومية متخصصة بقضايا الشباب، في مصر و العراق و الاردن و الإمارات ، تركزت التوجهّات المستقبلية للأنظمة والدول والحكومات، على إيلاء قضايا الشباب وإنتطاراتهم وإنقاذهم من مخاطر الادمان و الهجرة و البطالة، اضافة الى تمكين الشباب وتعزيز قدراتهم وتشجيع مهاراتهم، رأسَ أولويات الدول المضيفة و الجهات المنظمة”.
وتابع: “أبرز القيم – المبادئ التي إِرتُكِزَ عليها في وضع بر امج المؤتمرات الحكومية والحكومات الدولية للشباب هي إعتبارها السياسات الشبابية خطة عملها المستقبلية، وأدخلتها ضمن إستراتيجيتها ورؤيتها وبرنامجها التنفيذي. إن أطفالَ اليوم، شباب الغد، مدعوون لأن يكونوا بُناةَ جسورٍ بيَن الأجيال، ومحطاتِ تواصل بين المكوِّناتِ المجتمعية في البلد الواحد. وبذلك، تكون مساعيكم وجهودكم في اليونيسيف ، قد وجدت طريقها لأن تكون ذاتَ نفْعٍ واسعٍ غيرِ محصور في إنقاذ الطفولة وحمايتها، بل تأمين مستقبلٍ مضمونٍ للطفولة و توفير منسوب واسع من الحرية لها، لأننا نريد ان نبني أجيالاً للحرية وأجيالا للسلام”.
وختم: “من حكومة معاً للإنقاذ نستعيرُ شعارها ، لنقول لكم: نحن معكم للإنقاذ المجتمعي، نحن معكم لإنقاذ كرامة الانسان، ونحن معكم للعمل من أجل ترسيخ الشباب في بلدهم وتوفير فرص عمل لهم، فشبابنا ليسوا للهجرة، شبابنا هم للبنان الغد، والغد لهم”.
Related Posts