لا يختلف إثنان على حجم العلاقة الوطيدة التي تربط لبنان والاردن تاريخيا وعلى وقوف المملكة الاردنية الهاشمية الدائم الى جانب لبنان في كل المجالات
ومن يتابع سلسلة المواقف والتحركات التي يقوم بها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، يتلمس بوضوح سر هذه العلاقة وقوتها.
ولعل المواقف المدوية للملك الاردني لدى دول القرار خير تأكيد انه يحمل لبنان اينما حل، وهو القائل “إن المحنة التي يمر بها لبنان هي محنتنا جميعاً ولا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي”.
وفي محطة اخرى قال “لا يمكن لنا الانتظار ورؤية اللبنانيين يقتربون من الهاوية، ويجب ان نقدم المساعدات الإنسانية والصحية والغذائية، وامل في ان تتمكن الدول من توحيد جهودها لارسال رسالة الى اللبنانيين انهم في القلب والوجدان وليسوا منسيين في هذا الظرف العصيب
وقبل ايام كشفت مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى بربارة ليف أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، ” ان الملك عبدالله الثاني هو أكثر الأشخاص القلقين بين شركائنا حيال احتمال الانهيار في لبنان، ويريد أن يقوم بكل شيء ممكن لتخفيف هذا الاحتمال”.
في زيارته خلال اليومين الماضيين الى الاردن، التقى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ملك الاردن خلال الاحتفال الذي أقيم بمناسبة مرور عشرين عاما على تأسيس مؤسسة ومركز الحسين للسرطان”.
وبحسب ما كشف ميقاتي للمحيطين فيه ، فان الملك عبدالله الثاني ” جدد تأكيد دعم لبنان في كل ما يحتاجه على كل المستويات سياسيا كهربائيا وتموينيا وخدماتيا”، مشددا على” انه اعطى توجيهاته في هذا الصدد الى الحكومة الاردنية ومختلف الاجهزة المعنية”.
وفي السياق ذاته اندرج لقاء ميقاتي مع رئيس الوزراء الاردني الدكتور بشر الخصاونة ، الذي اكد “دعم الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني للبنان الشقيق لمواجهة التحديات وتعزيز استقراره”.
وشدد الرئيسان ميقاتي والخصاونة الحرص على العلاقات المتميزة بين البلدين وعلى تعزيز التعاون الثنائي المشترك في المجالات كافة بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين”. إما الرئيس ميقاتي فقد عبّر “عن شكره واعتزازه بمواقف جلالة الملك عبدالله الثاني الداعمة للبنان في مختلف المحافل”، مؤكدا الحرص” على تعزيز العلاقات الثنائية مع الأردن في المجالات كافة”.
ختام الزيارة الاردنية كان في “معهد السياسة والمجتمع” في العاصمة الاردنية حيث عقد لقاء حواريا، اجاب خلاله على “الاسئلة اللبنانية” لحضور اكاديمي لافت. ومما قاله”لقد بات لبنان على مفترق طرق، ومن المستحيل أن نستمر على النهج ذاته الذي كان سائدا، من هنا يجب الانطلاق من اتفاق الطائف وتدعيمه والبناء عليه وتطوير ما يحتاج إلى تطوير منه”.
وشدد على “أنه علينا الوصول الى طاولة حوار وطني للبحث في اي لبنان نريد”. كما شدد على” ضرورة استكمال تنفيذ اتفاق الطائف لجهة الغاء الطائفية السياسية وانشاء مجلس الشيوخ واقرار قانون جديد للانتخابات على اسس وطنية”.
وعن الملف الحكومي وامكان تكليفه مجددا قال: في المبدأ يتهيب كل مطلع على الوضع اللبناني ، وانا منهم، صعوبة المرحلة وتعقيداتها ،ولذلك فانني اقول انني لست ساعيا الى هذا الامر، واتمنى ان يسرع المجلس النيابي في اختيار مَن يراه مناسبا، وان يكون التشكيل الحكومي سريعا من دون شروط وتعقيدات يضعها اي فريق في وجه الرئيس المكلّف”.
وفي ملف انتخابات رئاسة الجمهورية اكد الرئيس ميقاتي “من خلال تركيبة المجلس النيابي الجديد بات من الصعب على اي فريق ان يعطل الانتخابات، وبالتالي فان امكانية اجراء الانتخابات باتت اكثر احتمالا مما كانت عليه قبل اشهر.
وتابع ردا على سؤال: قد تتأخر انتخابات ٢٢ ولكنها ستحصل.
المصدر: لبنان 24
Related Posts