يستحقّ الوزير الراحل جان عبيد أن تنتخبه مدينة طرابلس مثنّى وثلاث ورباع، هو الذي غفا عمراً طويلاً على أريج بساتينها وعلى مشاغل وهموم ناسها.هو الذي حفظ حاراتها، كما حفظ دروب علما – تربل المتعرّجة.
بهذه البساطة، يقودنا الكلام عن الوفاء إلى انتخاب سليمان عبيد، وتقودنا الحكمة الى اختيار مرشح الوسطيّة والاعتدال، ويدفعنا حبّنا لطرابلس (للناس) الى الاقتراع لمن يشبهها ويشبهنا.
بين جان عبيد وسليمان عبيد، يصعب الفصل. كلاهما يشربان من مائنا، وكلاهما يجلسان على موائدنا في بيت من بيوت المدينة، وفي كل حارة من حاراتها، وكل شارع من شوارعها، أكان شارع المطران الراحل أنطون العبد أو شارع قاضي القضاة الشهيد صبحي الصالح.
وبعيداً عن الذاكرة التي لا تموت، يأتي الدور وتأتي الوظيفة: هل يستطيع الإبن أن يمثّل طرابلس ببصمته الخاصة، معبّراً عن همومها، حاملاً تطلّعات شبابها وراسماً أفاق مستقبلها؟..
يخوض المرشح عبيد المعركة الانتخابية ضمن لائحة “للناس”، وهي مزيج متجانس ومتماسك من جمهور تيّار العزم الواسع، ومن تجذّر شعبية النائب محمد كبارة، ومن بعض المستقلين فعلاً وقولاً، ما يتيح له القدرة، إذا ما حالفه النجاح، على مقاربة مشاكل الناس عن قرب، وعن خبرة متعاقبة، وبالتنسيق الكامل مع زملائه الفائزين في اللائحة التي يتوقّع لها أن تحصد حواصل عديدة.
عن قضايا الشباب، هو الشاب الذي يتحسّس هواجس جيله، ويعرف كيف يقاربها من خلال تحديث القوانين بما يلبّي تطلّعاتهم، بعيداً عن زواريب الطائفية والمناطقية والحسابات السياسية الضيّقة. صوته في المجلس الجديد لن يكون مجرّد صدى للتقليد والماضي، بل صرخة برسم التغيير والحداثة.. وخلق فرص العمل.
أمّا عن المستقبل، فالمرشح الشاب لم ولن يدخل في لعبة الوعود، ترك الكلمة للفعل حين يحين وقت الفعل، فالناس قد ملّت الكلام المنمّق الذي تسقط مفاعيله في اليوم التالي لـ 15 أيّار، أو بعد أن ينبهر بعض الوافدين الجدد بنمرة زرقاء، أو بجاه مركز ومرافقة.
ويبقى السؤال الأبرز، عشيّة الاستحقاق الانتخابي بأيّام معدودة: ألا يستحقّ جان عبيد أن تنتخبه طرابلس، مرّة جديدة؟ بكل جرأة ووضوح، الجواب “بلى”..وسليمان عبيد أهل لهذه الثقة ولهذا الإرث الثمين!
زيّاد س. فرح
Related Posts