تعَهدَ لأهالي الضحايا بالتحقيق الشفاف.. الجيش يقطع الطريق على ″الفتنة″ في طرابلس… غسان ريفي

قطع قائد الجيش العماد جوزيف عون الطريق على الفتنة التي حاول المصطادون بالماء العكر إشعالها بين أبناء طرابلس والمؤسسة العسكرية على خلفية غرق مركب الموت على بعد 2 كليومتر من محمية جزر النخل، والاتهامات التي وُجهت للجيش في هذا المجال، حيث فتح أبواب مكتبه الى وفد من أهالي الضحايا والناجين من الحادثة للاستماع الى وجعهم ومطالبهم التي تبناها العماد عون بحضور مدير المخابرات، ورئيس فرع مخابرات الشمال وقائد القوات البحرية.

لا شك في أن خطوة قائد الجيش أكدت على مناقبية المؤسسة العسكرية وإحترامها لشعبها والوقوف على هواجسهم خواطرهم، وعلى إلتزامها بحفظ أمن وإستقرار طرابلس التي شهدت محاولات عدة لاستغلال هذه الفاجعة لوضع الجيش في مواجهة أهله، أو لاخراج المدينة من تحت عباءة الدولة، وهذا ما يرفضه أبناء طرابلس وكذلك الجيش الذي أكد قائدة أن “هذه الفاجعة أصابت الجميع، والضحايا هم أبناء الوطن أي أبناء المؤسسة العسكرية”، مشددا على أن “التحقيق سلك مساره القانوني منذ اللحظة الأولى للحادثة الأليمة، وسيستكمل بكل شفافية وحياد، وأن الجيش مستمر بأعمال البحث عن الضحايا”.

وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أكد أن الدولة اللبنانية وكذلك قيادة الجيش تواصلتا مع العديد من الدول الصديقة من تركيا الى فرنسا وإيطاليا وألمانيا وصولا الى أميركا لتأمين التقنيات اللازمة لانتشال المركب، خصوصا أن التقنيات المتوفرة في المنطقة عموما لا يمكن أن تصل سوى الى عمق 300 مترا، بينما المركب المنكوب مستقر على نحو 400 مترا، كما أكد قائد الجيش للأهالي أن القيادة أرسلت كل المعلومات والمستندات اللازمة الى هذه الدول التي من المنتظر أن تتجاوب سريعا مع الأمر.

خطوة قائد الجيش وتأكيد أهالي الضحايا على ثقتهم بالمؤسسة العسكرية والوقوف الى جانبها، أشار بوضوح الى العلاقة المميزة التي تربط طرابلس بالجيش الذي بذل الكثير من التضحيات في سبيل ترسيخ الأمن والاستقرار في المدينة التي تُعتبر في الوقت نفسه بيئة حاضنة له الى حدود التماهي معه، ما أدى الى فشل كل المحاولات التي بذلت بعد غرق المركب لاحداث فتنة ليست في مصلحة أحد وقد وعى الجميع خطورتها.

من الطبيعي أن تنعكس خطوة التلاقي بين الجيش وأهالي الضحايا هدوءا على اليوم الانتخابي المنتظر في 15 أيار المقبل، والذي كان كثيرون يتخوفون من إنعكاس هذه الفاجعة عليه، وبالتالي حتى لو تم العثور على بعض الجثث على قبل أيام أو في اليوم الانتخابي نفسه، فإن ردات الفعل من المفترض أن تكون مضبوطة بعد الالتزام الذي قدمه الأهالي الى قائد الجيش بالمحافظة على الهدوء.

في غضون ذلك، يتطلع كثيرون الى توفير الأمن المطلوب لليوم الانتخابي، في ظل برودة غير مسبوقة ما تزال تفرض نفسها على الأجواء، تخرقها تحركات بعض اللوائح التي تنشط على صعيد مناطق المدينة وتتواصل مع الناس وتبحث في الشجون والهموم، في وقت تحرص فيه لوائح أخرى على رفع سقف الخطاب باتجاه قضايا سياسية عامة، لا تحاكي وجع المدينة التي في ظل عزوف بعض الكبار لا تتجه الى خوض معركة سياسية بقدر ما تخوض معركة لقمة العيش ومستلزمات الحياة، والاتجاه لمنح الأصوات الى بعض الوجوه الجديدة التي نجحت خلال حركتها الانتخابية في إقناع الناس.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal